العنف المجتمعي في الاردن

mainThumb

13-06-2015 01:38 PM

أذا ما تمت المقارنة بين العنف المجتمعي الموجود في الأردن مع دول العالم فأننا نجده لا يشكل كسرا بالمائة كون مجتمعنا الأردني متحضر …فراهن سياسيون ومحللون على امتداد شرارة الثورات العربية إلى الأردن وتبددت تحليلاتهم  لان الشعب الأردني شعب واع يستعمل بعد النظر والعقلانية والوسطية في حل الإشكالات ولان قيادتنا الهاشمية وعلى رأسها جلالة الملك عبدا لله الثاني المعظم تمنحنا الديمقراطية والحرية المسئولة... والإصغاء والتشاركية في صنع القرار .


تطل علينا الإخبار بجرائم متنوعة في كل يوم يعتبرها بعض الناس كثيرة ولكنها مقارنة بعدد سكان الأردن البالغ 10ملايين نسمه قليله  لأنها لم تكن مألوفة  قبل اعوام الالفينات حيث تأثر الأردن بالتغيرات العالمية بعصر ما بعد 11سيبتمبر وباحتلال العراق وبالثورات العربية... فانعكست سلبا على اقتصاد الأردن كونها تسببت بالفقر والبطالة و زيادة نسبة العنف فهنالك أنواع كثيرة من العنف جاءت بسبب مستجدات ومتطلبات الحياة..... وبعض الأيدولوجيات الفكرية التي صاغت في أدمغة بعض الشباب ملفات العنف العقائدي متبنية فكر الوجود و اللا وجود بعيدا عن التعايش والتشاركية ضمن القطرية والوطن العربي فلماذا البعد عن التسامح والوسطية والتواصل والإصغاء والتي هي صفات بشرية جاءت مع فطرة الإنسان واستبدلت بملفات الكراهية والحقد على الأخر السنا بشرا لنا الحق في العيش  على هذه الأرض؟ لماذا خلقنا الله جميعا بأديان مختلفة اغلبها نابع عن فطرة الأب والأم (كل مولود يولد على الفطرة فأبواه يهودانه أو ينصرانه أو يمجسانه)  ولماذا لا يحترم صاحب كل معتنق الآخر والانخراط ضمن المواطنة الصالحة في الإنماء والتنمية؟ .


دخلت بعض وسائل الاتصالات بثقافة الكون بالشحن وغسل الأدمغة فتأثر قلة من أبنائنا بتلك الأيدولوجيات التي تظهر رداء جميلا يحوي بداخله مكر الثعالب وسموم الأفاعي ودخلت الشهوات الشيطانية الفيسية  بفعل جذب مغناطيسية الذكر والأنثى ليمتزج الإعجاب والشهوة والحب بسوء الخلق وتنفيذ الأجندات الخارجية... وبث الإشاعة والفتنة والطائفية والفرقة لدى بعض شبابنا …فقد بعض شبابنا كنترول الدماغ ليحل محله دماغ العاطفة والغرور والكبرياء والغطرسة منفذا عنفه لأسباب تافهة فأخذتهم العزة بالإثم وانجروا ليفقدوا حياتهم بالسجون وحياة غيرهم بكسر العظم او بالموت .


لا يعرف بعض الشباب كيف يتعامل مع مهارات التخلص من الغضب والعنف وليس لديه ثقافة بقانون العقوبات ويتمادى من خلال الواسطة والصلحات العشائرية ...ربما تم انقاد ممارس العنف ببعض الالتفافات القانونية والعشائرية مرة أو عدة مرات ولكن المثل العربي يقول(مش كل مرة تسلم الجرة)....فشحن المفتن للآخر وتكبير رأسه كأن يقال له أنت لا تستطيع أن تجابه فلان أو فلا ن أقوى منك  أو كأن يقال للزوج أنت محكوم ومسيطر عليك من قبل زوجتك أو أن يقال للابن  أنت تخاف من أبيك فتأتي ردود الأفعال تحمل العنف كرد اعتبار لشخصية المبتز أمام المفتن وممن حوله فكلمة انت تشحن الدماغ لذلك يجب عدم استعمالها في حال اللوم ....واستبدالها بكلمة انا وانت يجب ان نعمل كذا .....بدلا من .......كما وأن المزيد من القهر والتحدي اللفظي وممارسة ضغط الأهل والمدرسة على الابن... تؤثر في زيادة العنف ... و بعض سلوكيات الإدمان على ألنت حيث أشعة جهاز الحاسوب تتسبب بإرهاق الدماغ . ...كما وان ظاهرة الإدمان على المخدرات في العالم تسببت بمزيد من العنف فازدادت جرائم السرقة وقطع الطرق و القتل من أجل تلبية رغبة المدمن قي الحصول على المادة المخدرة.


تؤثر الوراثة في العنف ويزداد العنف شراسة في حال رفقاء السوء .....كما وان البيئة بكافة أنواعها تغير من سلوكيات الإنسان.... (قل لي مع من تجلس أقول لك من أنت)....كما وان الطبع غلب التطبع ومن شبّ على شيء شاب عليه....هنالك أشخاص معهم دكتوراة في علم الاجتماع والنفس والإدارة ويعقدون ندوات بمهارات التعامل مع الآخرين والاتصال....لكن حياتهم العملية بريئة من الخلق الحسن....وتعاملهم مع الآخرين يشبه تعامل المجرمين....بسبب الوراثة والبيئة التي نشئوا لذا اعتقد ان مهارة التسامح والصفح والصبر وحسابات الربح والخسارة أصبحت ضرورة من ضروريات الحياة حتى لا نقع في فخ قانون العقوبات....كما وان جلد الذات بالظلم وحب الانتقام من اجل رفع الظلم كارثة كبرى فالثأر ولّى وأدبر بعد أيام غزو العشائر....هنالك طرق كثيرة لاسترداد الحق ورفع الظلم ....لماذا التكلفة العالية بالخسائر الجسدية والسجنية بدلا من تحمل التكلفة القليلة؟....لماذا لا نلجأ الى حوار العقلانية وليتحمل طرف خسارة معركة الحوار بدلا من خسارة الأعضاء البشرية والأرواح ؟ ولماذا الضغط على رب الأسرة من اجل مزيد من كماليات الحياة....الم نكن نعيش على ضوء سراج الكاز والزيت وضوء القمر...والراديو بدون نت وحاسوب؟....لماذا العنف من اجل الحصول على كماليات الحياة ولماذا اعتصامات بعض الأبناء من اجل بطاقة النت....ألا تؤدي بالأب الذي لا يمتلك المال إلى النصب والاحتيال والسرقة وتوقيع شيكات بنك الإفلاس بدون رصيد أحيانا....


يجب ان ننتبه إلى أن الأيام البيضاء من كل شهر عربي حينما يكون القمر بدرا مكتملا تتسبب وتزيد من شدة العنف كما وان فترة ما قبل الدورة الشهرية بيومين للمرأة كما يقول بعض الأطباء تتسبب أيضا بمزيد من الخلافات بين الأزواج بسبب التغييرات الفيزيولوجية ....وأن نطفيء الغضب بالماء... والوضوء وأن نجلس....ونضطجع في حال الغضب....وان نجدول الخلافات وان نهرب من الحوار ونقدم التسوية وبعض التنازلات بدلا من الدخول في العنف.


أصبحت ضرورة ملحة أن تكون حصص نشاطات لطلبة رياض الأطفال خصوصا ولجميع الطلبة في المراحل المختلفة والجامعات لتغيير بعض العادات السلبية المسببة للعنف من خلال تغيير الأنماط الفكرية السلبية بواسطة عرض بعض الأفلام وتوجيه الطلبة نحو التميز من خلال الاستغلال الأمثل السمعي والبصري في التعلم ....كما واعتقد بأنه بات من الضروري جدولة خلافات الأب وإلام في حال وجود الأبناء في البيت .... وترك لغات التهديد التي هي سلاح الأغبياء ..... ومراقبة الأبناء عن بعد دون إشعارهم بالاهانة وعدم عرض مسلسلات الكرتون المحتوية على الحيوانات الشريرة والسوبرمان والخيال أمام الأطفال ...كما وان التعليم النوعي الناجح يقلل من العنف.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد