ما لم نكن أحرارا فلن يحترمنا أحد

mainThumb

16-06-2015 10:26 AM

إستعرت كلمات العنوان كاملة من رصيد الرئيس الهندي الأسبق ، أبو القنبلة النووية الهندية  ، فخامة أبو بكر زين العابدين عبد الكريم  أزاد ، ذلك الرئيس الهندي المسلم  الذي جمع كل الصفات  الإيجابية من ذكاءوتواضع وعلم وإنجاز ، ولقب برئيس الشعب  لإحترامه  كافة فئات  الشعب الهندي بغض النظر عن الديانة والعرق والمذهب ، عكس  الحاكم العربي الذي ينصب نفسه رئيسا  لطائفته فقط ، ويطلب من بقية أبناء الشعب   العمل من أجله بنظام السخرة ، كما هو حال  الرئيس بشار الأسد ،الذي يصر على البقاء رئيسا لسوريا رغم أنه حولها  ببراميله المتفجرة إلى ركام ، وبات  نحو ثلث الشعب السوري لاجئين ومشردين في الخارج.


الحرية  كما هو متعارف عليه عكس العبودية ، ولا أحد يحترم  من إرتضى لنفسه أن يكون عبدا ذليلا ،   ينتظر  الدول الكبرى كي تتصدق عليه  حسب النظام العمول به  في نظام "القاتل الإقتصادي "، وتكون بذلك قد أخذت عليه مستمسكا قويا  بأنه  نظام فاسد ،  وعليه يكون سهل الإنقياد والإنصياع  لتنفيذ أجندتها ،والشواهد العربية على ذلك لا تحصى.


لو كنا أحرارا ، لما  وصلنا إلى ما نحن فيه وعليه ،  ولكننا في البداية القاتلة إرتضينا   خارطة سايكس-بيكو ، وها نحن في ذكراها المئوية  أصبحنا   جاهزين للتقسيم مجددا وسنكون 56 كانتونا  بعد ان كنا 22  كانتونا ،وقد جاء ظهور الخوارج الجدد داعش  ،علامة  كبرى على قرب هذا التقسيم .


أتفهم جيدا  واقع الأنظمة الملكية  والأنظمة الأميرية ، التي  إرتضى الجميع فيها منذ البداية  نظام  التوريث ، لكن أن تتحول الأنظمة الجمهورية - التي جاءت في معظمها عن طريق الإنقلابات  ، وأقسم الإنقلابيون كاذبين في بلاغهم الأول على تحرير فلسطين – إلى ملكيات ونظام أميري ، كما حدث مع كل من  حافظ الأسد الذي  قام بتوريث إبنه بشار ، وحسم الأمر خلال  دقائق ثلاث في مجلس الشعب المصري ، ليصبح  بشار رئيسا بموجب الدستور .


 وكذلك إصرار المخدوع مبارك على توريث إبنه  رغم النصائح الأمريكية  المتوالية عليه ،لكنه كان يرفض هذه النصائح ، فقام الأمريكان بالإيعاز إلى مدير مخابراته عمرو سليمان  ، بإحتجازه  وإلقاء بيان نيابة عنه  بأنه  قرر التنحي عن الحكم .


 وكما حدث مع المغدور زين العابدين بن علي في تونس الذي رفض النصائح الأمريكية له  ، بأن يقوم بإصلاحات صورية  لأنه أحرجها في تونس ، لكنه كان يقول  أن "الوضع عندي مضبوط"، ما جعل الإدارة الأمريكية تتفق مع مدير أمنه  بإبلاغه أن الجماهير تزحف بإتجاه تونس العاصمة  والقصر ،وأن الأمن التونسي  لا يستطيع ردها ، لأن الجيش يرفض التعاون في هذا المجال ، بسبب إتخاذه موقف الحياد .


 وقد أنجز مدير الأمن ما أنيط به ،  وعندما سأله بن علي ما الحل ؟ أجابه  متوثبا " الخروج المؤقت " وعندها  طلب منه تجهيز طائرة  لنقله وأفراد عائلته  ،وبدأ بجمع ما غلا ثمنه وخف وزنه ،  وخرج دون عودة ، وقد كان  المخطط بأن تتولى  زوجته الحكم  بعد الإطاحة به عائليا .


علامات عدم إحترامنا لأنفسنا  كثيرة أبرزها  إستخفاف الحاكم بالمحكوم ، وقد فرض حافظ الأسد على شعبه شعار : إلى الأبد يا حافظ الأسد، وباتت صوره وتماثيله تغطي مساحة سوريا بالإنش ، وعندما  ورث بشار الحكم ظهر شعار جديد : منحبك.
ومؤخرا  وضعنا  زعيم الإنقلاب  في المحروسة مصر ، في وضع لا نحسد عليه ، عندما إصطحب معه ثلة من الممثلات  المصريات في زيارته الفاشلة إلى ألمانيا  ، وكأن المحروسة مصر قد خلت من الرجال والنساء  المعنيين والقادرين على  التحدث في أمور الدول وعلاقاتها ، وجرت العادة في العالم الحر أن يصطحب الرئيس في زياراته الخارجية جيشا من الإقتصاديين ورجال المال والأعمال ،  لإنجاة العقود والإتفاق على تنشيط الإستثمارات ، وهذا ما تحتاجه المحروسة مصر هذه الأيام.


كما ظهرت  علامات  لا تفسير لها ،  سوى أننا  كشعوب عربية  مغيبين عن الواقع  ، مثل قيام  أشخاص  من ذوي المناصب العسكرية والمدنية الكبرى بتقبيل يد الحاكم ، وإطلاق صفات ما أنزل الله بها من سلطان عليه على شاكلة  :الملهم والرئيس الأوحد ، ولولاه لما  كان هذا البلد أو ذاك ، وهناك حديث عن رئيس عربي يريد توريث  الحكم لأخيه .


السؤال الجارح الذي يوجهه الأجانب لنا هو : هل يعقل أن  تتمكن إسرائيل ذات الستة ملايين  مستدمر  والتي وجدت بالأمس ، من هزيمة العرب  الذين يعدون نحو 300 مليون نسمة وهم أصحاب حضارة  كانت سائدة في يوم من الأيام؟


وعموما فإن غالبية الدول التي كانت صديقة لنا   وتعادي إسرائيل  ، قد تحولت  عنا وصادقت إسرائيل بعد هزيمة العرب في حزيران 1967 ، لأن أحدا لا يحترم الضعيف ونحن ضعفاء ، ولذلك إنفض  الجميع عنا  ، وبتنا  وحدنا في الصراع ، وأبعد من ذلك أننا إنقلبنا على أنفسنا  وصادقنا مستدمرة إسرائيل ، وأدرنا ظهورنا لأصدقائنا.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد