صحيفة السوسنة الأردنية

توحدت أسعار اللحمة البلدية في كل مدن المملكة في الاسبوعين الأخيرين حيث وصل سعر الكيلو الواحد إلى (9) دنانير،وبهذا تكون قد ذابت الفروق الطبقية بين الخروف المباع في أقصى الشمال عن ذاك الخروف الذي يباع في أقصى الجنوب عن الآخر الذي يباع في الوسط..بعد ان أصبحوا جميعا أولاد تسعة.

بعد هذا الارتفاع الفاحش،والارتفاع الأفحش الذي سيحدث في رمضان المقبل، الموظف العادي، والمواطن الذي على باب الله.. سيحتاج الى محرم أو محسن حتى يستطيع أن يختلي خلوة شرعية بكتف خروف مرة واحدة في العام، والا فعليه أن يكثر من الصيام وأن يغض البصر عن عري الذبايح الى الأبد..

شركة واحدة لا زالت تحتكر استيراد الخراف الحية، وهي تتحكم بأسعار السوق أنى شاءت..في زمن انقرض فيه الاحتكار حتى في أكثر المؤسسات حساسية ..مصفاة البترول الأردنية قريبا سيكون لها منافس في السوق، شركات الخلوي،البريد، شركات الطيران..كل شيء اصبح مفتوحا وخاضعا للمنافسة الا استيراد الخراف الحية في بلدناترى من يقف وراء هذه الشركة؟ من يدعمها؟ لم ما زالت تحتفظ بهذا الامتياز الأوحد الى الآن من غير ضجة أو مساءلة لا أعرف؟!.

على كل ستبقى خطية :الوحامات والمرضى والمساكين وارباب العيال وكل من يشتهي اللحمة ..في رقبة الحكومات المتعاقبة..لأنها حرمت النفس أبسط حقوقها وسأحرص على تحريض بعض حديثات الوحام ان يتمعن جيدا بالفشة تحديدا ..كي ننتج جيلا كاملا موصوما بالفشة مثل ضحايا تشيرنوبل ..يبقى يطارد تقصير الحكومات..

كل ما استطيع فعله كمتضرر من هجران الحبيب، هو تأسيس موقع اليكتروني للحم البلدي عنوانه هو : دبليو دبليو دبليو أشوفه دوت كوم..وشعار الموقع لن ننساكوذلك لتذكير الأجيال القادمة بأن لنا حقا في اللحم البلدي..لن ننساه أو نتنازل عنه

****

غطيني يا كرمة العلي ما فيش لحمة

للأمانة الأدبية: عنوان المقال بإيحاء من أحد الاصدقاء.الرأي