المعذبون في الأرض والحق على الثورات ؟!

mainThumb

23-07-2015 08:35 PM

 
 " إلى الذين يحرقهم الشوق إلى العدل، وإلى الذين يؤرقهم الخوف من العدل،
 
إلى الذين يجدون ما لا ينفقون وإلى الذين لا يجدون ما ينفقون .. أسوق هذا الحديث ؟!"
 
هذه مقدمة كتاب طه حسين من مؤلفته" المعذبون في الأرض"  التي أهداها للثوار وللحريات وللمطالبات الشعبية في زمن كانت الهبة الشعبية تعني شيئاً أو تُحقق هدفاً  ؟!
 
 
الحق على الثورات ؟!
 
قد يخالفني الكثير  إذا قلت أن " الحق على الثورات" ليس بأفرادها بل على الأغلب بدعاتها ورموزها الذين يدججون المنابر بمطالب الشعب ويحشدون الصفوف ويؤججون النفس المرابطة على لقمة العيش ثم يجعلونهم كبش محرقة لأجنداتهم الخاصة ويولون الأدبار بعيداً عن الرصاص والاعتقالات ؟! ولا يخفى الأمر عن أحد أن معظمهم ونتمنى أن يكونوا "معظمهم" يطمحون إلى السلطة والحكم وأن اختراق صفوفهم يأتي من فسادهم وتغيير أهدافهم ومطامعهم الشخصية لتكون النتائج فشل الثورات العربية وتقسيم العرب على أسس طائفية وحزبية والخ...
 
ماذا حققت الثورات ؟!
 
إذا أردت أن أبدأ من أسفل الهرم سأقول:
 
 حققت الاتفاق النووي الأمريكي الذي يشغل العالم أجمع اليوم . 
 
لنستعيد المشاهد لنصل إلى رأس الهرم الثوري 
سنقول "تونس" ثورة بوعزيزي أنجبت السبسي ؟!
"مصر" ثورة حسني مبارك أنجبت السيسي ؟!
"سوريا" ثورة درعا أنجبت الردم والهلاك وما زال النظام متربعاً على عروشها؟!
"العراق" أعدمت صدام وأنجبت المالكي ولعبادي ؟!
"اليمن" ثورة علي عبد الله صالح أنجبت الحزم الذي لم يُكمل إعادة الأمل بأراضيها ؟!
نيجيريا أنجبت بوكو حرام ؟!
 
لن أتطرق إلى فلسطين وغزة العزة والتكالب على حقوقهم فالغاية من الفوضى هو استملاك فلسطين بالكامل .
 
تلك الثورات كانت الحاضنة الأمثل لخروج الجماعات الجهادية المتطرفة أكانت بذراعٍ خفية خرجت أم بذراع عربية خذلت شعوبها وفرخت جنود التطرف بقمعها وتجبرها على حقوق المواطن لا يهم المهم أن الثورات لم تحقق إلى هذه اللحظة إلا بسط القوة العظمى  ممثلة بإيران وأمريكا وإسرائيل على العرب أجمع وكبلت اقتصاد الشرق الأوسط وحدوده وتحالفاته في قيد الاتفاقات الجديدة .
 
قد تكون الثورات غيرت في مرحلة ما النخب التقليدية الحاكمة ولكنها لم تحقق هدفها الأساسي " حقوق الشعوب " ولم تكسر قيد القمع الذي ثارت لأجله منذ البداية فماذا استفادت ؟!
 
لم تستفد منذ أن أمست التدخلات الإقليمية والدولية تأخذ بديلاً عن التدخل لمعالجة هم المواطن والذي يعتبر فرداً من الثوار الذين  ارادو الحياة  ولم تستجيب السدة الحاكمة لهم ؟!
 
قد يكون هذا المقال فيض من غيظ نظراً لسلسة الأحداث الماحقة الساحقة للدم العربي ولكن ما نعيه جيداً بأن غياب العدل في الأرض يخلق الهرج والفتن وما نحن به اليوم وسأبقى أتساءل ماذا حققت ثورات الحريق العربي ؟!!
 
والله المُستعان


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد