حليب المدارس

mainThumb

14-09-2007 12:00 AM

قبل حوالي عام كتبت عن الحليب الذي يتم توزيعه على المدارس، وكانت المناسبة تضرر صحة طلاب نتيجة فساد الحليب، وقبل ايام تكررت الحادثة، اي ان احتمالات تعرض الطلبة لحالات مشابهة ممكنة وبخاصة في الاشهر الحارة، وهذا لا ينفي النوايا الحسنة، بل ضرورة وضع برنامج تغذية الطلاب في نسبة من مدارسنا؛ لأن بعض المناطق يعاني ابناؤها من وضع اقتصادي لا يمكنهم معه تقديم وجبة متوازنة صحية لاطفالهم.

توزيع الحليب يتم في سيارات مخصصة، تتنقل من قرية او بلدة الى اخرى. والحليب جزء من مواد غذائية تقدم للطلاب، لكن ربما من المفيد ان نعيد عرض اقتراحٍ يتداوله بعض اهالي الطلبة في بعض القرى ويتلخص في ان يتم تقديم حزمة غذائية اسبوعية لكل طالب تتضمن ما تعتقد الوزارة انه ضروري ومفيد. حزمة فيها مواد غذائية يأخذها الطالب الى بيته، ومن المؤكد انها ستذهب الى بيوت عائلات تحتاج كلها الى تغذية ذات نوعية جيدة.

بدلا من كأس حليب لشخص يمكن للوزارة أن توسع هذه الحزمة الغذائية لتكون مفيدة لكل افراد العائلة، فقد يأكل معه اخ او اخت ليسا في المدرسة لكنهما يحتاجان الى نوعية جيدة من التغذية او حتى تستفيد منها الاسرة، طبعا نحن لا نتحدث عن معونات واسعة وانما عن تطوير فكرة التغذية المدرسية لتجنب التوزيع اليومي واعبائه الادارية، وتجنب تعرض الحليب للفساد، او تنقل سيارات الحليب من القرى والى المدارس، ثم تقديم هذه التغذية الجيدة لتقدم للطفل وعائلته، وهذه الطريقة ليست جديدة، بل كانت تطبق قبل سنوات.

الحليب مادة سهلة التلف والفساد، والهدف من برنامج التغذية المدرسية رفع سوية الغذاء الذي يتلقاه الطلبة الذين يعودون لاسر ذات دخل لا يمكنهم من تقديم تغذية كاملة او معقولة لاطفالهم، ولهذا فإن فكرة الحزمة الغذائية قد لا تكون فقط لغايات تجاوز سرعة تلف الحليب، بل من اجل تطوير برنامج التغذية المدرسية اذا توفرت امكانات مالية من اجل ان يتم التخلص فيه من المواد سريعة التلف او التي لا يمكن استخدامها الا في لحظة تقديمها، وايضا باتجاه توسيع الفائدة لتشمل بقية الاسرة من اطفال واب وام، ما يجعل البرنامج اوسع تأثيرا.

لا نتحدث عن برنامج معونات جديد، بل تحسين الوضع الغذائي للطالب، وما امكن من عائلته، واذا كانت فكرة الحزمة ليست مؤثرة في بعض اوساط مجتمعنا، فإنها مؤثرة في اقتصاديات بعض فئات مجتمعنا وبخاصة في بعض مناطقنا.

الحكومة عبر وزارة التربية تفكر في البحث عن بدائل الحليب، وما دامت الوزارة في طور دراسة البدائل فيمكن تطوير برنامج التغذية المدرسية، وفق الامكانات المتاحة، وحسب المناطق لتكون البداية من الاكثر حاجة الى الاقل.

sameeh.almaitah@alghad.jo



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد