صحيفة السوسنة الأردنية

قبل يومين وأنا جالس على الإنترنت أطلقت زغرودة اليكترونية من قلب وربّ فزعت الحارة على أثرها ، فُتحت نوافذ وتدلّت رؤوس وصنّت آذان لتعرف سبب هذه الزغرودة ، أسدلت ستارتي بهدوء واكتفيت بتبيان السبب لنفسي . فأخيراً أخيراً، ( اعترفنا) بأن حليب المدارس الموزّع على منطقة الرصيفة غير صالح للشرب..

صحيح أن هذا الاعتراف أتى متأخراً ومتأخراً جداً ، تحديداً بعد ثلاثة حوادث مشابهة دخل على أثرها عشرات الطلاب الى المستشفيات ،وصحيح أن وزارة التربية والتعليم ظلت مصرّة على أن الحليب صالح للأستهلاك البشري طيلة فترة التزويد...لكن الحمد لله أنا (اعترفنا).

تذكرون عندما تسمم 48 طالباً وطالبة في الأغوار الوسطى في نهاية شهر شباط الماضي ،وبقيت الأسباب مجهولة ، وألمح البعض ضمناً بأن أمعاء الطلاب هي سبب التسمم وليس الحليب ، لأن أمعاءهم غير معتادة على حليب الحكومة الثقيل . ثم انتهى الموضوع دون محاسبة أو حتى توضيح ، وبعد أقل من اسبوعين تسمم 11 طالباً وطالبة في مدرسة المنيفة في المفرق ،ثم تبيّن أن الحليب سليم والوجبات صحيّة ،والمشكلة أيضا?Z بأمعاء طلاب المفرق ليس الاّ، ثم انتهى الموضوع دون محاسبة أو توضيح أيضا?Z ، ومع بداية هذا العام الدراسي تسمم عشرات الطلاب في أحدى مدارس الرصيفة وصل عددهم الى 52 طالباً : لم يكن أمام الحكومة فرصة الإنكار أو النفي، لأن أبناء رصيفة معدتهم حديد ، على الأقل في سيرتهم الذاتية أربع تسممات شاورما وواحد فلافل لذا تشجّعت الحكومة ورفعت سروالها الى أعلى بطنها واعترفت بأن الحليب غير صالح للشرب ..

لن أشرح أكثر فالموضوع واضح والحوادث مسجلة ، فقط أريد أن أضمن فقرة - تثير الاستغراب- وردت في التقرير الأخير الخاص بتسمم الرصيفة سلمت لوزيري الصحة والتربية والتعليم تقول : (تبين أن حليب وجبات التغذية المدرسية الذي تسبب في تسمم 52 طالبا في الرصيفة مؤخراً لم يكن صالحا للاستهلاك البشري .و أن بسكويت الوجبات نفسها كان يحتوي على عفن بنسب تزيد على الحد المسموح به)..انتهى الاقتباس .

هل لاحظتم عبارة : عفن بنسب تزيد عن الحد المسموح به.هذا يعني أن هناك عفناً مسموح به....



ahmedalzoubi@hotmail.com