صحيفة السوسنة الأردنية

.. القارئ العزيز المقفل الاسم من العقبة، يمرر عبر بريدي الى جمعية حماية المستهلك كلاماً لطيفاً قليلاً.. ويسألها: اين الخلل؟؟. والموضوع هو ارساله لغلافين متشابهين لدواء واحد، غلاف لدواء بريطاني اشتراه من الاردن ب 02ر8 دينار، وآخر من سوريا ب 170 ليرة أي 50ر2 دينار!!.

ومع انني لست معنياً بتسعير الادوية سوى انني زبون مدمن، ولم يوجه القارئ العزيز سؤاله لي.. وانما اختار ان اوصله الى جمعية حماية المستهلك. الا انني سأتدخل بدافع الحشرية.

ان حبوب Tenormin المصنوعة في بريطانيا تباع في الاردن - كما ذكرت - بثمانية دنانير وقرشين، لأن راتب العامل البريطاني عال، ولأن الجنيه الاسترليني يرتفع والدينار يهبط مع الدولار. اما الدواء ذاته بالاسم التجاري فيتم صنعه في سوريا بترخيص من الشركة البريطانية. وهو اقل لأن العامل السوري اقل كلفة، ولأن الشركة السورية لا تربح كثيراً.. ثم لأن الليرة السورية غير مرتفعة السعر!!.

ونقول: ليس المطلوب هو البحث عن الخلل. فالصناعة السورية غير ممنوعة من دخول الاردن، وتستطيع مستودعات الدواء في بلدنا استيراد ما تشاء. شرط انطباق المواصفات الاردنية عليه.. وخاصة الدواء. فالاردن مفتوح للمنتج العربي، وحسب متاحات السوق العربية المشتركة.

- لا شيء يمنع دخول الدواء السوري الارخص.

- .. ولكن بالمقابل لا نستطيع اقامة محاكم لمستوردي الدواء الاردنيين.

ولأن سعر الدواء المستورد اكثر من الدواء السوري بثلاثة اضعاف نظن ان حماية المواطن الاردني، والحرص على قروشه لا يتم بالمحاكم والعقوبات. فدواؤنا العظيم يباع في اكثر من ثمانين بلداً في هذا العالم، كما ان مصانع الدواء الاردني موجودة وبقوة في اكثر من بلد اوروبي!!.

ليس علينا ان نحبس مستوردي الادوية البريطانية، لكن على الدواء السوري ان يزاحم في السوق كما يزاحم الان الدواء الاردني.

ان عقلية اين جمعية حماية المستهلك واين الدولة لم تعد تفهم ما يجري الان. فالاردن ليس مسؤولا عن الاسعار العالمية. وحكومته لا تقرر سعر برميل النفط، ولا طن القهوة، ولا كيلو الشاي، ولا اشولة السكر والارز .. ثم هي غير قادرة على استيرادها بالكثير من المال وبيعها، لنا بالقليل من المال.. لان موازنة الدولة وهي جيوب المواطنين لا تحتمل.

.. علينا ان نفهم اننا ننتمي الى فقراء العالم واننا لسنا دولة نفطية. وان علينا ان نمد ارجلنا على قدر اللحاف. وأن جنون الاستهلاك سيؤدي الى عواقب وخيمة.

المشكل يا صديقي القارئ ليس في ارتفاع سعر الدواء الانجليزي المرتفع، أو سعر الدواء السوري المخفض.. المشكل هو في العقل والقناعات العربية!!.