وما قوم لوط منكم ببعيد

mainThumb

20-08-2015 02:58 PM

1= الخصوصية الأردنية في العقوبة الإلهية
 
عندما يرتكب الشخص جريمة او معصية يعاقب عليها من ارتكبها وبمقدار ما نص عليه الدين او القانون او العرف الاجتماعي , وعندما تتحول الجريمة او  المعصية الى قانون اجتماعي وتصبح ممارستها امرا عاديا ومقبولا  تقره القوانين والأنظمة وتبتسم له السلطات الرسمية وتفتح البلاد أبوابها  لكل الشاذين والساقطين والسفلة ذكورا واناثا  , وحرية ممارسة الشذوذ كما يحدث في بلادنا , حينها  تحل العقوبة الإلهية وليس الاجتماعية , وحيثما تعطل ( بضم التاء وتشديد الطاء ) القوانين ,  تتدخل الإرادة الإلهية لمحق هؤلاء الذين تولوا ليستبدلهم الله بغيرهم الذين لا يكونوا امثالهم  : (ۚ وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُم (38) سورة محمد صلى الله عليه وسلم .
 
 وللأردن خصوصية متميزة عن سائر البلدان، ذلك ان الله سبحانه يضاعف العذاب لمن يرتكب المعاصي على ترابها ان وصلت لدرجة تتطلب التدخل الإلهي. وان ما حل بثمود ومدين والايكة وقوم لوط شاهد على ما نقول. كما ان العقوبة تحل بالموقع العاصي وأهله، ولا تصيب بقية الأماكن الخالية من المعاصي الاجرامية.
 
وهنا لا نخاطب من هم في مواقع السياسة وما شاكلها فحسب , بل نخاطب رجال الدين من مسلمين ونصارى والوعاظ وكل من هو في العمل العام , الذين يفترض الا يسكتوا على ارتكاب هذه الموبقات وعندهم من النصوص القرآنية والسنة المطهرة ونصوص الانجيل  ما يجبرهم على القول علنا ان هذا اجرام وفاحشة لن تقتصر العقوبة فيها على الفاعلين بل ستشمل الجميع (وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ۖ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ) سورة الانفال اية 25 .وان سكوت هؤلاء هو الجريمة بذاتها ولن يكونوا جميعا بمنأى من العذاب ان يصيبهم
 
2= الشذوذ أعظم جريمة
 
 وأكبر معصية في تاريخ البشرية هي ان يأتي الرجل رجلا مثله، والأخطر منها ان يتحول الامر الى اقراره رسميا على انه حرية شخصية وجزء من حقوق الانسان كما تدعي سفيرة اجنبية تعيث بالأردن فسادا وافسادا وتشجيعا للإباحية والشذوذ، وان هذه الجريمة النكراء كانت اول ما كانت عند قوم لوط ولم يسبقهم اليها أحد بالعالمين، وقد شرحت ذلك مفصلا في كتابي (التاريخ السياسي للممالك الأردنية القديمة)
 
جاء في كتاب: البداية والنهاية – الجزء التاسع لابن كثير، في ترجمة الوليد بن عبد الملك: (وقال نمير بن عبد الله الشعباني، عن أبيه، قال: قال الوليد بن عبد الملك: لولا أن الله ذكر قوم لوط في القرآن ما ظننت أن ذكرا يفعل هذا بذكر.قلت: فنفى عن نفسه هذه الخصلة القبيحة الشنيعة، والفاحشة المذمومة، التي عذب الله أهلها بأنواع العقوبات، وأحل بهم أنواعا من المثلات، التي لم يعاقب بها أحدا من الأمم السالفات، وهي فاحشة اللواط
 
3= اللواط محرم في القران الكريم
 
 واخبرنا الله سبحانه بنص القران الكريم , أن قوم لوط هم اول من مارسها واقرها وشرعنها " قال تعالى : (وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ)( الأعراف 80 ) , وقوله تعالى : (أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ وَتَقْطَعُونَ السَّبِيلَ وَتَأْتُونَ فِي نَادِيكُمُ الْمُنْكَرَ ۖ فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا ائْتِنَا بِعَذَابِ اللَّهِ إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ) سورة العنكبوت اية 29 , وقوله سبحانه  ( وَلُوطاً إِذْ قَالَ لِقَومِهِ أَتَأْتُونَ الفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُمْ بِها مِنْ أَحَدٍ مِّنَ العَالَمِيْنَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّنْ دُونِ النِّسَآءِ بَلْ أَنْتُمْ قَومٌ مُّسْرِفُونَ * وَمَا كَانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوهُم مِّنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُون ) (الأعراف: 80-82).
 
فماذا فعل الله بهم: قال تعالى جوابا على تحديهم لسيدنا لوط ان يأتيهم بالعذاب: (فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ (82) مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ (83) سورة هود.
 
وكانت امرأة لوط وهي قريبة لملك سدوم (ربما اخته او من اسرته وذكرنا في كتابنا التاريخ السياسي للممالك الأردنية القديمة انها كانت نافذة مسموعة الكلمة عند ملك سدوم واسمه الملك بارع، وأنها كانت من عائلته وليس بينه وبينها حجاب)، تزوجها سيدنا لوط لأهداف سياسية وكان عنده امرأة أخرى قبلها وبنات من زوجته الأولى، ولكن تلك العجوز الشمطاء كانت تتآمر على زوجها وتؤيد الفاحشة في بني قومها، وهي المهمة التي تقوم بها الان سفيرة أجنبية بالأردن، تقوم بمهمة (عجوزا في الغابرين).
 
4= دور العجوز الشمطاء في نشر الفاحشة
 
   العجوز الشمطاء زوجة سيدنا لوط تسمى والعة وقيل والهة, وتلك الشاذة المنحرفة (امرأة لوط ) وصفها الله سبحانه انها عجوز في الغابرين ,  والعجوز في اللغة سميت لعجزها في كثير من الأمور. قال تعالى: ﴿إلا عجوزا في الغابرين﴾ [الصافات/135]، وقال: ﴿أألد وأنا عجوز﴾ [هود/72) , وعجز الإنسان: مؤخره، وبه شبه مؤخر غيره. قال تعالى: ﴿كأنهم أعجاز نخل منقعر﴾ [القمر/20]، والعجز أصله التأخر عن الشيء، وحصوله عند عجز الأمر، أي: مؤخره، كما ذكر في الدبر، وصار في التعارف اسما للقصور عن فعل الشيء، وهو ضد القدرة ( العجز الجنسي , الوهن , المؤخرة )  وتقابلها بالإنجليزية الكلمات التالية:, weaken , stern  Impotence
 
 وفي اللغة الإنجليزية يطلق على اللواط كلمة: Sodomy نسبة الى مملكة سدوم وهي أكبر مدن قوم لوط التي كانت ترتكب الفواحش، وأيضا Homeopathic،
 
وإذا كانت العجوز الشمطاء المنحرفة الشاذة والهة او والعة عاجزة عن فعل او تلبية بعض الأشياء مما ذكرنا أعلاه فسماها الله سبحانه انها عجوز في الغابرين، فإنني اعتقد ان العجز عن فهم ثقافتنا وديننا الإسلامي وتاريخنا، هو احدى صفات السفيرة الأجنبية بالأردن، او انها تريد تحوير التاريخ الأردني ولي ذراعه للمصالح الصهيونية، وبالتالي فإنها تضع نفسها في دائرة (عجوزا في الغابرين).
 
   ويحذر الله من فعل قوم لوط، عبر مراحل التاريخ ومحطاته التي أأعقبتهم، وحذر سيدنا شعيب النبي العربي الجذامي خطيب الأنبياء الذي نزل في ديار الكرك في المرة الأولى وفي وادي السلط في المرة الثانية حيث ضريحه الان، أقول حذر قومه من غضب الله سبحانه، وقال لهم ان قوم لوط ليسوا بمنأى عنكم زمانا ومكانا ((ويا قوم لا يجرمنكم شقاقي أن يصيبكم مثل ما أصاب قوم نوح أو قوم هود أو قوم صالح وما قوم لوط منكم ببعيد (89) واستغفروا ربكم ثم توبوا إليه إن ربي رحيم ودود (90)) سورة هود
 
5= تحريم الشذوذ بالحديث الشريف
 
 وفي الحديث الشريف: أن رجلاً كان في قرية، يعبد الله تعالى ولم يعصِهِ طرفة عين، فظهر فيها المنكر فلم يُنكره، فأرسل الله ملكاً أن يُهلك تلك القرية، فقال الملك: "أي ربي، فيها عبدك فلانٌ لم يعصك طرفة عين" فقال: "به فابدأ إنه لم يتمعَّر وجهه من أجلي، (أي لم يتغير وجهه غضباً من أجلي.). وفي رواية: لم يتمعَّر وجهه فيَّ يوماً واحداً".
 
     وفي حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به» رواه أهل السنن وصححه ابن حبان وغيره، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم من عمل، عمل قوم لوط ثلاث مرات، ولم يلعن على ذنب ثلاث مرات إلا عليه، وإنما أمر بقتل الفاعل والمفعول به لأنه لا خير في بقائهما بين الناس، لفساد طويتهما، وخبث بواطنهما، فمن كان بهذه المثابة فلا خير للخلق في بقائه،
 
ان انتشار الفاحشة والشذوذ في الأردن والرعاية الرسمية والاميركية لهذا الشذوذ والشاذين والشاذات والساقطين والساقطات، ينبئ عن كارثة ستحل بالبلاد، وهناك إشارة الى ذلك فيما رواه حذيفة بن اليماني عن ابن عباس رضي الله عنهم جميعا في تفسير اول ايتين من سورة الشورى وهما: (حم عسق)، والتي يقول فيها التفسير عن مصير المدينة مدار الحديث (ثم يخسف الله بها وبهم جميعا) (فمن أراد التفاصيل فليذهب هناك).
 
    فاذا لم تتوقفوا عن ارتكاب المعاصي والفواحش، والا فترقبوا العذاب. والخيار لكم الان لكنه لن يكون لكم خيار عند ساعة العقاب , قال الله سبحانه يصف حال فرعون عندما ادركه الغرق (  وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَائِيلَ الْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَجُنُودُهُ بَغْيًا وَعَدْوًا ۖ حتى إِذَا أَدْرَكَهُ الْغَرَقُ قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لَا إله إِلَّا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ (90) آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ قَبْلُ وَكُنتَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ (91) فَالْيَوْمَ نُنَجِّيكَ بِبَدَنِكَ لِتَكُونَ لِمَنْ خَلْفَكَ آيَةً ۚ وَإِنَّ كَثِيرًا مِّنَ النَّاسِ عَنْ آيَاتِنَا لَغَافِلُونَ (92) سورة يونس
 
 نحن نقول: أدركوا أنفسكم قبل الا تدركوها واوقفوا مهازل الشذوذ والسقوط والانحراف والمعاصي والفواحش، وتدخل المندوبة السامية الأميركية بالشؤن الداخلية الأردنية في كل صغيرة وكبيرة، وهي وتشارك الشاذين حفلهم وتعلن لهم ذلك بكل صلافة ووقاحة وعدم اعتبار واحترام للإسلام، أن دولتها ترعاهم وتحمي مطالبهم وان الويل والثبور سيكونان من نصيب من يمس مثليتهم وشذوذهم، لأنهم في عرفها يمارسون حريتهم التي يرعاها رعاة البقر ايضا !!.
 
6= تحريم اللواط في الانجيل
 
وفي الانجيل تحريم صريح للشذوذ الجنسي أيضا، المسمى المثلية، حيث جاء في رسائل بولس الرسول إلى أهل رومية: (لِذلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى أَهْوَاءِ الْهَوَانِ، لأَنَّ إِنَاثَهُمُ اسْتَبْدَلْنَ الاسْتِعْمَالَ الطَّبِيعِيَّ بِالَّذِي عَلَى خِلاَفِ الطَّبِيعَةِ، وَكَذلِكَ الذُّكُورُ أَيْضًا تَارِكِينَ اسْتِعْمَالَ الأُنْثَى الطَّبِيعِيَّ، اشْتَعَلُوا بِشَهْوَتِهِمْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ، فَاعِلِينَ الْفَحْشَاءَ ذُكُورًا بِذُكُورٍ، وَنَائِلِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ جَزَاءَ ضَلاَلِهِمِ الْمُحِقَّ.  وَكَمَا لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا اللهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ، أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ) (1: 22-28)،
 
    وجاء في سفر اللاويين ("لاَ تُضَاجِعْ ذَكَرًا مُضَاجَعَةَ امْرَأَةٍ. إِنَّهُ رِجْسٌ" (سفر اللاويين 18: 22)، وجاء في رسالة بولس الرسول الأولى إلى تيموثاوس: ("وَلكِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ النَّامُوسَ صَالِحٌ، إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَسْتَعْمِلُهُ نَامُوسِيًّا.  عَالِمًا هذَا: أَنَّ النَّامُوسَ لَمْ يُوضَعْ لِلْبَارِّ، بَلْ لِلأَثَمَةِ وَالْمُتَمَرِّدِينَ، لِلْفُجَّارِ وَالْخُطَاةِ، لِلدَّنِسِينَ وَالْمُسْتَبِيحِينَ، لِقَاتِلِي الآبَاءِ وَقَاتِلِي الأُمَّهَاتِ، لِقَاتِلِي النَّاسِ، لِلزُّنَاةِ، لِمُضَاجِعِي الذُّكُورِ، لِسَارِقِي النَّاسِ، لِلْكَذَّابِينَ، لِلْحَانِثِينَ، وَإِنْ كَانَ شَيْءٌ آخَرُ يُقَاوِمُ التَّعْلِيمَ الصَّحِيحَ، حَسَبَ إِنْجِيلِ مَجْدِ اللهِ الْمُبَارَكِ) 1:8-11)
 
فالشذوذ الجنسي من لواط وسحاق محرم في سائر الأديان وهو من الكبائر والنجاسات، وبالتالي فانه منافي للأخلاق والاذواق والطبيعة السوية للإنسانية.
 
لقد عاقب الله سبحانه قوم لوط فجعل عالي ديارهم سافلها وامطرها مطر السوء وهي العقوبة التي ستحل بالبلاد إذا لم تتوقف الفاحشة وتختفي، ولنتذكر دائما قول الله تعالى: " (وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ) بالمكان والزمان ووالسلوك والعقوبة.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد