هل أكثـر من هذا التطبيع تطبيع .. ؟!.

mainThumb

29-08-2007 12:00 AM

هناك عشقٌ وغرام بين الإخوان المسلمين والذين يدافعون عنهم، وعـــن إبنة عمهم حماس ، وبين الإعلام الإسرائيلي أو الإعلام الصهيوني ، حسب لغتهم السياسية الدارجة، فهم لا يصدقون إلا الصحف الإسرائيلية ولا يثقون إلا بها، والعياذ بالله، وذلك مع أن ألسنتهم لا تستقر في أفواههم لحظة واحدة لكثرة ما يشتمون التطبيع والمطبعين.. وكل من إقترب من هؤلاء إلى يوم الدين!!.

وكل هذا مع أن أخطر أشكال التطبيع هي الإستلاب والإستسلام للروايات الإسرائيلية للأحداث ولوقائع التاريخ وأخطر هذه الروايات هي الرواية التوراتية لتاريخ فلسطين وتاريخ المنطقة والتي تقول مما تقوله أن هذه الأرض التي تفيض عسلاً ولبناً هي أرض موعودة وأن الإله إقتطعها لليهود وهذا هو الذي على أساسه رفع فلاسفة الحركة الصهيونية ومفكروها، عشية إنشاء دولة إسرائيل، ذلك الشعار المضلل القائل : شعبٌ بلا أرض لأرض بلا شعب !!.

في كل يوم يتكــــرر الاستشهاد بما تقوله وسائل الإعلام الإسرائيلية على ألسنة قادة الإخوان المسلمين وقادة حركة حماس ومن يناصرهم وينتدب نفسه أو هم ينتدبونه للدفاع عنهم وعن توجهاتهم وسياساتهم ومواقفهم وإلصاق التهم بكل من لا يرى ما يرونه وكل من يتعامل معهم على أنهم تنظيم سياسي دنيوي يخطىء ويصيب وليسوا وكلاء الله سبحانه وتعالى على الأرض لا يجوز تخطيئهم ولا إنتقادهم وتصحيح ما يصدر عنهم وما يقولونه.

لم يصدر أي عددٍ من الصحيفة الأسبوعية، التي تصدر في جزئين الأول ينطق بلسان الإخوان المسلمين وهو مكرّ?Zس للحملات المتواصلة على الأردن بحجة معارضة الحكومات الأردنية والثاني ينطق بإسم حماس وهو وإن بصورة مُواربة مكرّ?Zسٌ أيضاً لما هو مكرّ?Zسٌ إليه الجزء الأول مع إعطاء حصة مجزية للشتم على محمود عباس (أبو مازن) والسلطة الوطنية، بدون الإستشهاد بـ يديعوت أحرونوت أو هآرتس أو جيروسالم بوست أو معاريف أو كاتب إسرائيلي لتثبيت واقعة معينة أو الدفاع عن موقف أو تثبيت تهمة.

إليس هذا هو التطبيع الحقيقي والأخطر من التعاطي السياسي ومن التفاوض من موقع المختلف والأخطر أيضاً من عقد إتفاقية كإتفاقية أوسلو أو معاهدة سلام كمعاهدة وادي عربة ومعاهدة كامب ديفيد المصرية - الإسرائيلية..؟!.

عندما يقرأ شبابنا وأطفالنا في صحف الإخوان المسلمين وبياناتهم بشكل مستمر وشبه يومي الإستشهاد بروايات الصحف الإسرائيلية لإثبات صحة رواياتهم وصحة إتهاماتهم لكل من يخالفهم الرأي ألا يولِّد هذا لدى هؤلاء الأطفال والشباب قناعة بأن الإسرائيليين صادقون في كل شيىء.. وأن حتى رواياتهم لتاريخ فلسطين وتاريخ المنطقة صحيحة..؟!.

هناك كاتب عربي كان قد مرّ?Z تنظيمياً من جانب الإخوان المسلمين في بلده ولذلك ولأنه إستناداً إلى هذا يعتبر نفسه أحد أبناء عمومة حماس فقد بقي يستعين بكل الصحف الإسرائيلية وبكل الكتاب الإسرائيليين لتدعيم وتثبيت كل الإتهامات التي يواصــل توجيهها إلى محمود عباس (أبو مازن) والى كل العرب الذين يساندونه ويساندون السلطة الوطنية وبخاصة بعد إنقلاب غزة الأخير.. وكان آخـر إبداع لهذا الكاتب الإسلامي أو الإسلاموي هو الإستنجاد بـ يديعوت أحرونوت و هآرتس و شمعون شيفر وناحوم برنباع لتسويق إتهام رئيس السلطة الوطنية بوطنيته.. أليس هذا هو التطبيع الحقيقي.. هل أكثر من هذا التطبيع تطبيع..؟!.

لا أخطر من هذه الأساليب في التعاطي السياسي لإثبات تهمة من التهم ضد خصم أو مخالف في الرأي والضخ اليومي في عقول أطفالنا وشبابنا بأن روايات الصحف الإسرائيلية صادقة وصحيحة وأن مقالات شمعون شيفر وناحوم برنباع وغيرهما هي المرجعية سيرسخ في أذهان هؤلاء بأن فلسطين فعلاً أرض بلا شعب وأنها يجب أن تكون لهذا الشعب الذي بلا أرض .. وهذا هو التطبيع الأخطر.. يا فرسان مقاومة التطبيع!!



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد