قصر الطوبة

mainThumb

29-09-2015 12:39 PM

تم إقامة هذا القصر في العصر الأموي وفي عهد الوليد ابن يزيد وقد أقيم على الطريق التجاري ما بين الشام والجزيرة العربية وهي نفس طريق الحجاج . ولن أتحدث عن تاريخية هذا المكان لكنني سأقف على قضية أخرى وهي أسلوب تعاملنا مع الإرث التاريخي والحضاري الغزير في بلدنا الحبيب الأردن . 
 
كان لي بالأمس شرف زيارة هذا القصر الذي يبعد عن الشارع الصحراوي مسافة تقريبا 50 كيلو متر 45 كيلو متر منها طريق معبد ، في نهاية الطريق طريق ترابي وبمسافة 5 كيلو متر ، وعندما تقبل على هذا القصر يترائى لك هذا القصر من بعيد وبلونه الذي يميل الى الاحمرار الذي يخالف المنطقة المحيطة بهذا القصر مما يكسبه جمالية فوق جمالية تصميمه . 
 
وعندما اقتربت الى القصر وبالرغم من جمالية هذا النصب التذكاري لحضارة اسلامية غاية في الروعة من حيث فن العمارة التي طاولت فنون الحضارات المتتالية في المنطقة إلا أن ما هالني في منظر ذاك القصر التخريب المقصود وغير المقصود لهذا القصر ، جدران تم العبث بها وحجارة ناقصة من جدرانه وجدر متهلهلة آيلة للسقوط وجدران منهارة . وما شد انتباهي اللوحة الارشادية التي تعرف بالمكان والمذيلة بدائرة الآثار العامة ، الحاضرة الغائبة عن هذا المعلم الحضاري التاريخي . هذه اللوحة التي جعلتني أبحث عن هذا المعلم  الحضاري وما كتب  عنه .
 
والنقطة التي ركزت عليها أثناء بحثي لم هذا الاهمال من مؤسساتنا العامة لهذا المعلم التاريخي ؟. وفي كل موقع أجد أن أحد أهم الاسباب المسافة الكبيرة التي تبعد هذا الموقع عن العاصمة عمان . وهذه المسافة هي من أحد أسباب عدم اقبال الزائرين لهذا المعلم .
 
جميع المواقع تدرج هذه الأسباب من أجل تبرير عدم الاهتمام بهذا الموقع ، ومن خلال زيارتي لهذا الموقع بالأمس شعرت أن كل تلك المبررات من أجل تغطية القصور المتعمد من مؤسسات الدولة .
 
مسافة 5 كيلو متر أو حتى 10 كيلو متر تعبيد تحدث فرقا كبيرا من حيث ترغيب الزائرين والمهتمين بدراسة المعالم التاريخية وهي نفسها من الاسباب التي تمنع مرتادي المواقع الأثرية من الوصول إلى هذا القصر التاريخي . مع العلم أن هناك مزارع خاصة تم فتح الطرقات إليها وفرد خلطات زفتية الى بوابات تلك المزارع .
 
والأمر الآخر عدم وجود حراس لهذا الموقع التاريخي يمنع العابثين من الوصول اليه الذي قد يبرر عدم وجود من يقبل العمل في هذه المنطقة البعيدة ، وهذا الأمر لو وجد الاهتمام لتم حله فمن يعمل في مكب النفايات الخطرة والذي لا يبعد عن القصر مسافة 20 كيلو متر يجعل من السهل من ايجاد حراس لهذا المعلم . ومن جهة أخرى الاهمال الانشائي لهذا المعلم التاريخي سوف يجعله في يوم من الأيام كومة تراب .    
 
أتمنى أن تجد كلماتي هذه أذنا صاغية ويتم الاهتمام في موروثنا التاريخي المتناثر هنا وهناك .

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد