أمم متحدة قوية لعالم أفضل

mainThumb

25-10-2015 11:43 PM

حظيت بشرف الدعوة  من مكتب الأمم المتحدة  في عمّان ، لحضور  الإحتفال بالذكرى السبعين لتأسيس هذه المنظمة الدولية الفاشلة سياسيا بإمتياز، والناجحة إلى حد بعيد في موضوع التنمية البشرية  في العالم الثالث ، الذي يعاني ويلات ناجمة عن طبيعة الإستعمار الغربي  الذي هيمن عليه  في فترات  طويلة ، إتسمت بالنهب  والتهميش والإقصاء والتجويع والإستغلال ، وكان  عنوان الإحتفال "أمم  متحدة قوية لعالم أفضل".
 
وحتى لا يتخيل البعض أننا نتجنى  ، فإن فشل الأمم المتحدة سياسيا  ، إنما مرده ، إلى سياسة الهيمنة التي تمارسها عليها  الدول العظمى التي تتحكم في  كافة الأمور ، وبدورها تقع ضحية الهيمنة الصهيوينة .
 
أولى محطات فشل الأمم المتحدة  وبإمتياز ، هي  قبولها خديعة مستدمرة إسرائيل ، التي تعهدت في كتاب خطي للأمم المتحدة  بأنها ستعيد اللاجئين الفلسطينيين  إلى ديارهم بدون قيد أوشرط ، مقابل الموافقة على قبولها عضوا في المؤسسة الدولية ، بغض النظر أن الأمم المتحدة  منذ الأساس غضت الطرف عن  مؤامرة الصهيونية والإمبريالية لمنح فلسطين وطنا قوميا ليهود بحر الخزر .
 
وفي الشأن ذاته  تسجل الأمم المتحدة فشلا آخر  حسب عليها  ، وهو أنها  عندما أسست وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين"الأونروا" ، حصرت مهامها في غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين  ، وليس إعادتهم إلى ديارهم التي هجروا منها بالحيلة والغدر وبقوة السلاح ، كما أنها  نأت بنفسها عنها ماليا ، ولفظتها خارج السياق  بأن جعلت ميزانيتها  منفصلة عن ميزانية الأمم المتحدة ، بل  حددتها  بالتسول  ، وهذا دليل على عدم  إهتمام الأمم المتحدة بالقضية الفلسطينية.
 
وعلى العكس من ذلك نرى  الأمم المتحدة  وفي قضية مشابهة ، تؤسس مفوضية  لشؤون اللاجئين  تابعة لها  وممولة من ميزانيتها ، ومهامها  رعاية اللاجئين وإعادتهم إلى بلدانهم فور زوال أسباب تهجيرهم ، وهذا دليل قطعي على التمييز الذي تمارسة الأمم المتحدة رغم  مواثيق وعهود حقوق الإنسان التي يتشدقون بها.
 
هناك ملاحظة يجب التطرق إليها وهي أن مكاتب الأمم المتحدة في دول العالم الثالث وما اكثرها  تضم العديد من الموظفين الأجانب  ويا لهول مرتباتهم التي تستهلك ميزانيات المشاريع المنوطة  بها ،  ولو  دققنا في رواتب  موظفي "الأونروا" على سبيل المثال  ، لوجدنا  سلم رواتب الموظفين الأجانب  ، فلكيا بإمتياز، رغم أنهم  يصرخون  بأن هذه الوكالة تعاني عجزا ماليا ، ومع شديد الأسف ، أننا بدأنا نسمع  هذه الإسطوانة المشروخة منذ العام 1994 حيث توقيع إتفاقيات  أوسلو الكارثية ، كدليل على أن أوسلو جاءت لتقبر القضية الفلسطينية.
 
العجز السياسي المطبق سمة واضحة للأمم المتحدة ،ولكن الحقيقة يجب أن تقال ، وهي أن سبب هذا العجز هو تقييدها بالقيود الصهيو- امريكية ، كون مقرها في نيويورك ، ولذلك ندعو إلى تحريرها من هذا القيد ، ونقلها من  السجن الأمريكي إلى فضاء أي دولة  محايدة قوية لا اطماع سياسية  قائمة على الهيمنة لها ، حتى لا تتحكم فيها  الولايات المتحدة الأمريكية ، وتفرض عليها قرارات ومواقف معيبة إنسانيا ، وتمنع من تشاء من حضور جلساتها من خلال  عدم إصدار  تأشيرات  ، كما فعلت مع الزعيم الفلسطيني الراحل ياسر عرفات ، وقد نقلت الإجتماعات إلى جنيف لتمكينه من مخاطبة الأمم المتحدة في 13 نوفمبر 1974 ، وليته لم يفعل ، لأن الشعب الفلسطيني  دفع  الثمن غاليا لمثل هذه التحركات السياسية الخديعة.
 
كما يتوجب إعادة النظر في قواعد وأسس تعيين  الأمين العام للأمم المتحدة القائمة على التأكد من أن جيناته غير مشكوك فيها  ب"معاداة" السامية ، بمعنى أنه يجب ان  يكون  مؤيدا للصهيوينة  منفذا لأجندتها  ، وغير معني بحقوق الإنسان على أرض الواقع ، بل يسمح له بالحديث كثيرا عنها  أمام وسائل افعلام والكاميرات وإصدار البيانات.
 
نحن لا نكره يهود ، "بنو إسرائيل" ، فبقاياهم   " السامريون " ، يعيشون بين ظهرانينا في  مدينة نابلس ولهم كل الإحترام فهم إخوتنا   ، ولديهم الإثباتات الدامغة أن الهيكل بحوزتهم في جبل جرزيم ، وليس تحت  المسجد الأقصى كما  يدعي يهود بحر الخزر .
 
نحن أكثر الناس تعاطفا مع يهود عندما لفظهم الغرب ،  وكنا الملجأ لهم والمآل ، ومع ذلك  ردوا الجميل  بإغتصاب فلسطين ،  وآخر شنار إرتكبه رئيس وزرائهم نتنياهو ، إدعاءه أمام المؤتمر الصهيوني في القدس قبل أيام أن الحاج أمين الحسيني مفتي فلسطين الأسبق هو الذي حرض النازي هتلر بحرق يهود ، كما ان رئيس السلطة الفلسطينية  محمود عباس ينتمي لداعش ، دون أن يعلم هذا النتن أن داعش هو صنيعة  مستدمرة إسرائيل ، وأن عباس  هو الآخر إحدى صنائعها، وما أود قوله أننا لن نتخلى عن العرب اليهود في حال تبرئهم من الصهيوينة.
 
إن إنحياز الأمم المتحدة الرسمي لإسرائيل ، بسبب الضغط الأمريكي عليها  ،عكس مواقف الجمعية العالمة للأمم المتحدة ، يؤكد مدى السيطرة الصهيوينة عليها ، ولكي  تخرج الأمم  من هذا المطب ، يتوجب تأسيس جيش دولي قوي يستبدل القبعات الزرقاء  بقبعات لونها أحمر ، دلالة على  قو ة الموقف والقدرة على التدخل لفض النزاعات الدولية بالقوة ،  وهذه هي الأمم المتحدة التي نريدها ، وإلا فلا.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد