ذكر جلالة الملك عبد الله الثاني المعظم (ان الإرهاب هو الخطر الأكبر على منطقتنا، وقد باتت العصابات الإرهابية، خصوصا الخوارج منها، تهدد العديد من دول المنطقة والعالم، ما جعل مواجهة هذا التطرف مسؤولية إقليمية ودولية مشتركة، ولكنها بالأساس معركتنا نحن المسلمين ضد من يسعون لاختطاف مجتمعاتنا وأجيالنا نحو التعصب والتكفير) ولو أن العالم بما فيهم فرنسا أصغوا لمقولة جلالة الملك التي تذكر المجتمع الدولي دائما لما حصل في فرنسا ما حصل لان مساهمة العالم بما فيهم فرنسا هي مساهمة خجولة في الحرب على الإرهاب
 
غزو أمريكي أوروبي للعراق وليبيا من اجل التخلص من الفساد وإحلال الديمقراطية ترك البلاد تتلاطم بطائفيتها لخلق شرق أوسط جديد كما بشرت به كونداليزا رايز لتصبح المنطقة بأسرها تعيش بصراع الدين الواحد لا بصراع الأديان  صراع السنة والشيعة والوهابية المتشددة المتمثلة بالقاعدة وبوكوحرام وداعش  والتي ضمت إليها جنسيات أوروبية فأصبح الإرهاب كوكتيلا من التشددية الوهابية الحقيقية متزاوجا مع قسم من المدمنين وفقراء المعرفة والثقافة والمال من اجل مصدر رزق لم يجدوه في أوروبا بسبب البساطة والتهميش  حيث تتلاطم المعدة والأمعاء لتخرج أصوات المجاعة التي نعرفها بسبب خلو الجهاز الهضمي من الخبز والطعام ربما لأسابيع من الزمن .
شجعت أوروبا المتشددين للذهاب إلى سوريا للحرب فيها للتخلص من بشار الأسد حيث تقول الإحصاءات إن من فرنسا لوحدها توجه 1500 مسلم من أصول عربية إسلاميه إلى سوريا من أصل 65 مليون نسمة ومن بلجيكا والتي عدد سكانها 10 ملاين نسمة 500مائة مسلم بلجيكي فالذي شجع نزولهم إلى سوريا لم يقم بعمل حسابات عودتهم المسعورة المفترسة   إلى بلادهم فأصبحت بلجيكا  التي قامت باعتقال 170 مسلم منذ شهرين وهو الأول من نوعه في تاريخ بلجيكا مفرخة للإرهاب مصدرة له إلى الدول الأوروبية المجاورة حيث اغلب عمليات الإرهاب الأوربية  تنطلق من بلجيكيا  .
 
ها هم المسلمون والعرب يعانون من المؤامرات الخارجية التي تحاك من قبل العقول المدبرة لتغذية شعبيات الأحزاب المناهضة للعرب والمسلمين واللاجئين  والتي ستنعكس مستقبلا سلبا على تنمية أوروبا بأكملها.... فألمانيا التي جاءت بالرئيس المتطرف هتلر الذي احرق اليهود هي نفسها ألمانيا التي تدافع عن المهاجرين السوريين حيث ذكرت ميركل مستشارة ألمانيا إن اللاجئين السوريين ليس لهم علاقة بالإرهاب فلا ادري أين سيتجه العالم من خلال الهتلريين الجدد رؤساء الأحزاب المناهضة والتي ربما ستصل إلى الحكم الأعوام القلية القادمة
 
فرنسا تعيش أياما عصيبة حزينة  حيث الخطوط المتوازية وشبه المتوازية للحوار مع نظام الحكم والتي تنطلق من شعارات كنت قد حذرت وكنت قد اقترحت  ومش قلت لك .....ولو رديت علي ما حصل هذا الإرهاب.... حيث بطولات عبقرية الأحزاب بدئت تخرج بالرأي والرأي الخامس والسادس باللوم والتوبيخ والقسم الأكبر شد الأزر واللحمة الوطنية ... حادث إرهابي جاء في وقت التنافس على حكم الرئاسة التي ستكون عام 2017 فمارين لوبان رئيسة حزب الجبهة الوطنية التي منعت من المشاركة في مظاهرة شارلي أيبدو بسبب عنصريتها ومناهضتها للهجرة والعرب والمسلمين تستدعى الآن من الرئيس الفرنسي للأخذ برأيها لأنها بعد هذا  الحادث الإرهابي ازدادت شعبيتها .
 
هذا الحادث الإرهابي اخذ مساحة كبيرة من لقاء فينا وقمة العشرين في تركيا حيث التقى بوتين بنضيره الأمريكي اوباما وتحدث عن ضرورة وقف إطلاق النار في سوريا وإجراء المفاوضات السياسية بشأن انتقال السلطة في سوريا تحت إشراف الأمم المتحدة لكنهما اختلفا بشأن بقاء بشار الأسد بالمرحلة الانتقالية لان بقاء بشار الأسد في السلطة يعني تزوير الانتخابات لصالح حزبه الحاكم والذي يصب في مصلحه روسيا وعدم إبقاءه في المرحلة الانتقالية يعني أن النفط والغاز ستمتلكه الثقافة الدموية الأمريكية فأي اتفاق بشأن وقف إطلاق النار....  هذه كلمات دبلوماسية  ليس إلا. حيث مخرجها أن بشار لم يقبل بهذا المقترح وان أمريكا سيكون لها حجة في إن المعارضة رفضت مطلب وقف إطلاق النار حيث كلاهما يتذرعان  بحقوق الإنسان والديمقراطية الكاذبة ... هذه تصريحات جاءت لترضي فرنسا في فورة دم أبناءها .
 
سجال بين ساركوزي الرئيس السابق وفرانسوا هولاند الرئيس الفرنسي الحالي حيث تحدث ساركوزي انه من  الضروري أن تتحالف روسيا معنا ضد الإرهاب لان فرنسا أعلنت من قبل رئيس وزرائها انها في حالة حرب على تنظيم الدولة الإسلامية داعش.... سجال سيكون مع الاتحاد الأوربي وأمريكا  لان مصلحة فرنسا أن لا تبقى متفرجة......
 
حروب الجماعات التي تختبئ بالكهوف والجبال والوديان والمساجد وأبنية وزارة الصحة أصبحت حروبا أقوى من كل تكنولوجيا الجو والبر  لأنها تنطلق من مخبئها وكأنها جن غير مرئي فجماعة حسن نصر الله فعلت المعجزات في إسرائيل عام 2006 وجماعة الحوثي والتي لا تتجاوز عشرات الآلاف تحارب بالوكالة عن ايران  وكذلك الحال لداعش في سوريا والعراق لذلك لا بد من تفكيك هذه الشبكات أيا كانت نائمة أو نشطة بتعاون الاستخبارات بين الدول المستفيدة من الإرهاب وغير المستفيدة... فأمريكا التي زرعت القاعدة في أفغانستان لمحاربة الاتحاد السوفيتي سابقا تعرف الجزء الكبير من قوائمهم لأنهم كانوا آن ذاك مرحبا بهم ضد الشيوعية حتى انقلب السحر على الساحر...  إن من يرأس الدولة الإسلامية هو أبو بكر البغدادي كان  سجينا في غوانتنامو لكنه تبين للعالم ان غوانتنامو كانت معسكرا تدريبيا لمزاولة الوهابية المتشددة التي لم تكن الا بضع مئات أصبحت تزيد عن 100 ألف بسبب زراعتها وتسميدها وريها لتقف ضد الاتحاد السوفيتي وما بعد الاتحاد السوفيتي
وصف الرئيس الفرنسي الهجمات بأنها أعمال حربية جرى التخطيط لها في الخارج بمساعدة من الداخل، داعيا الشعب الفرنسي إلى رص الصفوف، وقال "فرنسا قوية حتى وهي جريحة ودوما تستطيع النهوض.....حيث قتل 129 شخصا وأصيب 352 آخرين بجروح بينهم 99 بحالة حرجة بهجمات انتحارية في فرنسا الجمعة 13 تشرين الثاني/ نوفمبر، فيما أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند حالة الطوارئ في البلاد بسبب الشبكة الارهابية البلجيكية الفرنسية ومنع بيع وتهريب السلاح..... ربما لمدة ثلاثة أشهر....حيث فجر سبعة أشخاص انفسهم......