فرقة الطنبورة .. قلب مصر النابض بالعروبة

mainThumb

23-12-2015 10:44 AM

رغم الظلام الدامس الذي لفنا كعرب ،  منذ وفاة الزعيم الخالد جمال عبد ‏الناصر ، وإختطاف المحروسة مصر ، أمنا جميعا  ، فقد كان الأمل ‏كبيرا  أن لا تغرق مصرنا في هذا الظلام إلى الأبد ، وكنا محقين في ‏ذلك ،لأن المحروسة مصر ليست ككل الأمصار والبلدان .‏
بالأمس حضرت إلينا مصرنا المحروسة التي نعرفها ،  مصر العربية  ، ‏الشامخة رغم ما جرى فيها ولا يزال يجري ، وكانت ممثلة في فرقة ‏الطنبورة الفنية التي أسسها المناضل زكريا إبراهيم عام 1988 وبدأ ت   ‏تشعل شمعات نضالها  في العام التالي.‏
شاركت  فرقة الطنبورة  في موسم فرقة الحنونة الفلسطينية السابع  ‏وكانت اولى أغانيها  الثورية " يا صهيون .. .فلسطين دي عربية مش ‏عبرية ... مالكمش دولة ولا يحزنون  ..دولة إيه  ياصهاينة يا دون؟"‏
 
هذا هو الخطاب العروبي المصري الثابت في امنا المحروسة مصر ، ‏حتى لو جرى إقتناص الحكم فيها بطريقة  ملتوية ، فإن هذا الحال لن ‏يدوم ، لأن مصر مباركة من الله، وسوف يحفظها الله  ويحمي شعبها  ، ‏لكن أمره سينفذ بسبب هرطقات البعض .‏
هذه الأغنية التي صدح بها أعضاء فرقة الطنبوري  ، عبارة عن مزج ‏بين عدوان  1956 الثلاثي على السويس  وضم رؤوس الأفاعي أمريكا ‏وبريطانيا ومستدمرة إسرائيل الخزرية الصهيوينة ، وبين المجزرة ‏الإسرائيلية في مخيم جنين عام 2002، وهي رد بليغ من أهلنا في ‏المحروسة بإذن الله مصر لإعتبارنا جميعا ،وبشرى لنا أن المحروسة ‏مصر عائدة علينا لا محالة وإن طال الوقت ، لكنها ستعود  إلى عرينها ‏العربي وستكون هي عرين العرب  ، وستقود الصف كعادتها ، وسنقدم ‏نحن انفسنا إلى العالم بأننا ناصر كما كان سائدا في السابق.‏
 
فرقة الطنبورة  أثبتت وطنيتها اولا ومن ثم تعمقت في إنتمائها  العروبي ‏، وأحيت التراث الفني البحري المصري وبدأت تحيي لياليها الفنية في ‏البر البحري وفي الصعيد وهي الفرقة الأولى في المحروسة مصر وفي ‏العالم العربي.‏
أعضاء هذه الفرقة  الثورية يمتازون بالبساطة في المظهر ، لكنهم ‏يمتلكون إنتماء مصريا عروبيا لا مثيل له ،  رغم أننا جميعا نعيش في ‏زمن السقوط ، بفعل سياسات من إقتنصوا الحكم في البلاد العربية  .‏
 
لقيت فرقة الطنبورة  كل الإستحسان والتجاوب  من الجمهور الأردني ‏الذي  حضر لمشاهدتها والإستمتاع بأدائها المميز، وكانت أغانيها  عبارة ‏عن معالجات سياسية للواقع العربي المعاش، بمعنى ان هذه الفرقة تحمل ‏رسالة وتعمل على إيصالها للجمهور  بطريقة سلسة جذابة ، وتتركز ‏رسالتها في هذا المقطع :" من 27 سنة بنعاند التيار ..وبنكمل المشوار"، ‏كما ورد في أغنية البحرية المصرية  .‏
 
ألهبت فرقة الطنبورة المصرية الثورية  حماس الجمهور إستحسانا للأداء ‏وتقديرا   لهوية الهوية  ، وتعبيرا صادقا صدوقا  على حبنا جميعا لأمنا ‏المحروسة مصر بإذن الله ، إذ ما تزال للمحروسة في نفوسنا جميعا مكانة ‏عظيمة بحجم مصر وبقدر حبنا لشعبها الطيب.‏
 
ركزت الأغاني التي قدمتها فرقة الطنبورة على صمود السويس  ‏وبطولات الفدائيين ، وعلى جرائم الصهاية ما أضفى جلالا وهيبة   على ‏الموقف ، وإستذكر الجمهور  وهو يشنف آذانه  مع أداء الفرقة ،  سلسلة ‏الجرائم الصهيونية التي إرتكبت ليس ضد الفلسطينيين  فحسب  ، بل ضد ‏المصريين واللبنانيين والعراقيين وغيرهم من الشعوب العربية التي كانت  ‏تتلقى الضربات  الجوية الإسرائيلية  على الدوام.‏
 
رسخت أغنية بيوت السويس  التي أدتها الفرقة ، التضحية  في سبيل ‏الوطن ، وأضفت فرقة الطنبورة المصرية جوا طربيا ملتزما بإمتياز ، ‏وصدق د.موسى صالح رئيس فرقة الحنونة الفلسطينية  عندما وصف  ‏أعضاء الطنبورة بأنهم " لم يلبسوا  أقنعة الممثلين والفنانين ،  بل رأيت  ‏فلاحا  من مصر وصيادا في جوف الليل  ،ونقلونا إلى أجواء  الفرح مع ‏الوطن".‏
 
ونظرا  لطبيعة الطنبورة وأدائها وإنتمائها  ، قدمت لهم فرقة الحنونة ‏الفلسطينية شهادة تقدير نصت على :" إليكم أيها الأحرار تغرس الحنونة ‏زيتونة في فلسطين بإسم الطنبورة ، لتزهر في نيسان وتغرس جذورها ‏في الوطن إلى ما بعد الوجود" .‏
وقدمت الطنبورة  آلة السمسمية  التي لا يوجد مثلها في فلسطين سوى في ‏غزة القريبة من مصر ، إلى  رئيس فرقة "ولعت "الفلسطينية   القادمة ‏من  مدينة عكا الساحلية الفلسطينة  خيري فودة  ، تعبيرا عن  إئتلاف ‏الفرق الفنية البحرية  ، وإيذانا بتسليم الراية الفنية البحرية ولأنه لا يوجد ‏توثيق للفن البحري في فلسطين  ، وهي آلة العزف الفرعونية  القديمة ، ‏‏.كما قدمت ذات الآلة  إلى الموسيقار الكويتي الكبير د.حمد الهباد ، الذي ‏تسلم أيضا  وتقديرا لجهوده في مجال توثيق الفن البحري العربي  شهادة ‏تقدير  نصت على ان الحنونة ستزرع بإسمه شجرة له في فلسطين.‏
 
وفي الختام أعلن رئيس فرقة الحنونة الفلسطينية  د.موسى صالح عن ‏تشكيل إئتلاف مدن بحرية عربية  بدءا من الخليج إلى فلسطين مرورا ‏بالعقبة في الأردن والإسكندرية في المحروسة مصر.‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد