يحدث في دائرة الترخيص

mainThumb

16-07-2008 12:00 AM

دأبنا في الصحافة على تعقب المشكلات ، والنظر إلى النصف الفارغ من الكأس ، وهذا أمر طبيعي ، لأن مهمتنا ليست حرق البخور أو اللعب بعواطف المسئولين ، لكن مع هذا ثمة منجزات في بعض الدوائر تستحق أن تسجل ، ليس من باب المجاملة ، بل من باب إبراز النموذج الجيد ، كي يكون نموذجا يحتذى ، ومن باب استفزاز الكسالى ، كي يقتدوا بالنشيطين،

من الصعب على أي مواطن الوصول إلى المسؤول الأول في أي دائرة أو وزارة ، إلا من رحم ربي ، لكن هذا لا ينطبق على دائرة ترخيص المركبات والسواقين ، فقد دهشت أن مدير هذه الدائرة العميد فاضل الحمود ، ترك مكتبه في الطابق الثاني من الإدارة وجلس في الطابق الأرضي ، تاركا بابه مشرعا أمام كل من هب ودب،

مكثت في مكتب العميد الحمود نحو ساعة ، نتحدث في مختلف قضايا الناس ، وكان لدي جملة من الملحوظات التي حملتها من عدد من المواطنين ، ولدهشتي الشديدة ، فوجئت بالرجل وقد وزع رقم هاتفه الخلوي على جميع الأقسام والدوائر ، كي يستقبل ملاحظات المواطنين وشكاواهم من مخلف أنحاء المملكة ، حتى أني أحصيت عشرات المكالمات في هذه الساعة ، ومثلها على الهاتف الثابت ، هذا فضلا عن التعامل مع أكثر من خمسين مراجعا ، بمعدل نحو دقيقة ونيف مع كل مواطن ، ولعجبي ، فقد شاهدت من يدخل على المدير بلا حاجب طبعا ، ويغلظ بالقول أحيانا ، ويستقبل المدير أشكالا وألوانا من الناس ، بصدر رحب ولغة ابن بلد مؤدب ، يستوعب الجميع ، ويحادث كل مراجع على قدر عقله ومستواه التعليمي،

أعرف مسئولين فتحوا أبوابهم للمراجعين يوما في الأسبوع ، لكنهم ندموا على ذلك ، وأقلعوا عن هذه العادة السيئة(،) وحين تريد أن تراهم تطلع روحك قبل أن يتحقق مرادك ، أما إذا حاولت الحصول على هاتفه الخلوي ، فمن يرد عليك عادة سائقه ، وفي أحيان أخرى تجده يغير الرقم بين الحين والآخر ، وفي أحايين معينة ، لا يمكن لك أن تحصل على هذا الرقم مهما حاولت،يوجد في المملكة مليون 319و ألفا 249و سائقا ، يستعملون 883 ألفا 207و مركبات ، كل هؤلاء يراجعون دوائر السير ، في عمان والمحافظات ، ويبلغ معدل المعاملات المنجزة 6 آلاف معاملة ، معظم المشكلات التي يواجهها الناس تتركز في المخالفات ، وقسم المخالفات كان في الماضي خارج دائرة الترخيص ، لأنه ليس من صلب عملها ، ولكن تسهيلا على الناس ، أصبح هذا المبنى داخل الدائرة ، وهو يتبع أمانة عمان ، ولا شأن لدائرة الترخيص به ، وقد علمت أن جميع المبالغ المتحصلة من المخالفات تعود إلى امانة عمان والبلديات ، وتتركز معظم مشكلات المواطنين في هذه المرحلة من مراحل الترخيص ، كما لمست أن ثمة مشكلة عويصة تواجه المواطن أثناء الترخيص ، وهي مسألة التشييك الأمني ، حيث يكتشف بعض المواطنين ان هناك مذكرة جلب صادرة بحقه ، بسبب قضية لا يعرف عنها ، وفي هذه الحالة يتعين القبض عليه وترحيله مخفورا إلى الجهة التي تطلبه ، وفي بعض الأحيان تكون القضية المطلوب بسببها خاصة بمبلغ صغير لشركة اتصالات ، أو ما شابه ، ولكم أن تتخيلوا شكل هذا المواطن حين يكتشف أنه مطلوب للعدالة في قضية لا يعرف عنها شيئا ، والاقتراح هنا أن يراعى في القضايا البسيطة ، أن تتحول مذكرة الجلب إلى مذكرة تبليغ ، بحيث يعلق ترخيص سيارته مثلا بإغلاق القضية ، ولا أظن أن أحدا يمكن أن يتخلف عن تسديد ما عليه من حقوق ، لإتمام معاملة سيارته ، بدلا من ترحيله مخفورا إلى الجهة التي تطلبه،

دائرة ترخيص السواقين والمركبات ، حصلت في العام 2004 على جائزة الملك عبد الله للتميز ، وهي تنافس على هذه الجائزة كل عام ، وقد حوسبت تقريبا كل أعمالها ، وهي في طريق اتمام حوسبة فحص المركبات ، عبر نظام آلي كامل ، بعد أن حوسبت الفحص النظري للسواقين ، وثمة مشروعات كثيرة تخطط لإنجازها ، لكن أهم إنجاز لها: سياسة الباب المفتوح ، وهي سياسة نتمنى أن تنتقل عدواها لبقية المؤسسات التي تتعامل مع الجمهور ، لأن مواطننا يستحق معاملة حضارية كتلك التي يجدها في دائرة الترخيص..

بقيت ملاحظة يشكو منها الكثيرون ، وهي كثرة الدوريات في الشوارع ، ويكفي أن نعرف أن نسبة الوفيات انخفضت بنسبة %30 خلال العام الماضي عن العام السابق ، بعد تكثيف الرقابة على الطرقات ، ما يشفع لأصحاب هذه السياسة ، فإنقاذ الأرواح يستحق بعض الإزعاج لنا نحن سائقي المركبات،الدستور



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد