تخوفات ليست فـي محلها

mainThumb

18-07-2008 12:00 AM

لسنا بحاجة إلى استطلاع رأي لقياس مزاج جمهورنا هذه الأيام ، فمن الواضح أنه ليس في أحسن حالاته. وهناك تخوفات وتوقعات سلبية غير مبررة. ومن المؤسف أن الكتـّاب والمعلقين أخذوا يبيعون التشاؤم لأن (الجمهور عايز كده).

تقول زميلة صحفية:إن الأردن ضحية محتملة للأزمات الاقتصادية... أي أن هناك أزمات قادمة سيكون الأردن ضحية لها، فلماذا لا تفترض الزميلة أن الأردن سيتكيف مع تلك الأزمات كما تكيف مع سابقاتها؟ ولماذا لا تذكر إتقان الأردن لفن إدارة الأزمات، بحيث استفاد من كل أزمة حدثت في هذا الجزء من العالم، وحوّلها لصالحه.

ويقول زميل اقتصادي :إن التصحيح الاقتصادي يمثل نجاحاً بالأرقام وتنمية مفقودة في الواقع. فهل الأرقام الدالة على النجاح مفبركة أم صحيحة، وإذا كانت صحيحة فكيف تكون التنمية مفقودة، وهل زيادة الإنتاج الصناعي، ونمو الإنشاءات، وإنتاج الكهرباء والماء، وارتفاع المقبوضات السياحية لا تدل على تنمية حقيقية، أم أنها مجرد أرقام وهمية؟.

يقول الزميل :إن أثر النمو الاقتصادي الإيجابي كاد يتلاشى بسبب ارتفاع النمو السكاني بنسبة لا تقل عن 7ر2% . الحمد لله أن هناك اعترافاً بنمو إيجابي، ولكن كيف يتلاشى بسـبب النمو السكاني إذا كان النمو الاقتصادي بنسبة 6%، وزيادة السكان بنسبة 2ر2%؟ .

ويضيف :إن تحسن المؤشرات الكلية للاقتصاد لم يخفض حجم المديونية كرقم مطلق. الحمد لله مرة ثانية أن هناك اعترافاً بأن المؤشرات الاقتصادية في حالة تحسن. أما انخفاض المديونية كرقم مطلق فيتطلب تحقيق فائض في الموازنة، ذلك أن عجز الموازنة يشكل إضافة للمديونية، وإلى أن نصل إلى موازنة ذات فائض (بعد عمر طويل) فيكفينا أن تنخفض المديونية كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي.

حتى كثافة الاستيراد لا يجب أن تخيفنا، لأنها نتيجة زيادة الاستهلاك وارتفاع مستوى المعيشة، علماً بأن ثمن المستوردات ؟دفع نقداً دون أن يؤدي إلى انخفاض الاحتياطي من العملات الأجنبية، مما يعني أننا نستورد بالقدر الذي تسمح به مواردنا، وإذا واجهنا نقصاً في مقبوضاتنا من العملة الأجنبية فإن استيرادنا سينخفض تلقائياً، لأن أحداً لا يصدر لنا بضائعه إلا مقابل الدفع.

التشاؤم ليس موضة ملزمة، والمعلقون ليسوا مضطرين لإعادة إنتاج التشاؤم ليبدوا حكماء./ الراي /



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد