‏ الأردن الأزمة تولد أزمة ؟

mainThumb

31-01-2016 01:05 PM

من لا يعترف أن  وطننا العزيز في أزمة مستمرة لا تصلح معها ‏كثرة المهدئات فهو في الحقيقية يخدع نفسه أو يحاول أن يخدع ‏غيره ، والمأساة تكمن في الصنف الثاني كون هذه الفئة أو ‏الطبقة من مجتمعنا تحاول أن تخدع غيرها باسم الأمن والأمان ، ‏والشعارات الطبشورية الجاهزة المعلبة لديهم كلما حاورتهم .‏
 
‏ انظروا ماذا يحدث في دول الجوار وهم يعلموا وبعضهم ‏خاصة من كبار كبار المسئولين مشارك فيما يحدث في دول ‏الجوار سواء بدعم الإرهاب والإجرام باسم الثورة المزعومة ، ‏كما يحدث في سوريا أو بالتنظير والتخويف بما يحدث بدول ‏الجوار  وجعله صوتا لضرب كل حراك وطني حر .‏
 
هذه الطبقة الانتهازية في وطننا تعلم أن الوطن أصبح على ‏الحافة بفسادهم وسرقاتهم وهم باختصار لا ينظروا للوطن إلا ‏وكأنه مزرعة خاصة لهم ولأبنائهم وأحفادهم ، لذلك رأينا 95% ‏من المسئولين في وطننا جاءوا للحكم بالوراثة ، فهل يوجد بلد ‏في الدنيا كلها تنتقل  رئاسة الحكومة من الجد للابن وصولا ‏للحفيد الذي بدوره يجهز بابنه لأجل وراثة الدوار الرابع وحتى ‏المجلس التشريعي أي مجلس النواب رأينا الكثير منه بالوراثة أو ‏رأس المال الذي شكل بتحالفه مع السلطة ما نرى من أزمات ‏سياسية بالدرجة الأولى تؤشر على الإفلاس الكامل واقتصادية ‏أيضا ومجتمعية ، ومن لا يرى حالة الاصطفاف في وطننا فهو ‏بحاجة لطبيب نفسي  ، فنحن مختلفون في كل شيء يخص ‏قضايا الأمة والقاسم المشترك الذي كان يجمع لم يعد كما كان ‏سابقا ومن أكبر دواعي الفشل الإصلاحي في وطننا أن البعض ‏بحسن أو سوء نية أراد إصلاح الحاضر  من اجل المستقبل ‏بأدوات الماضي البغيض وبالتالي منذ انتفاضة 17 نيسان ‏المجيدة عام 1989م ، لشعبنا على حكومات الانقلاب التي ‏أطاحت بحكومة الزعيم الوطني الناصري سليمان النابلسي ‏رحمه الله ، حاول المستفيدون من المرحلة الماضية البغيضة ‏الذين يروا في أي إصلاح تهديدا لمصالحهم وامتيازاتهم وما ‏حصلوا عليه بغير حق وبدعم من الخارج وهم كثر في كل ‏الأجهزة ، استطاع هؤلاء وبتخطيط محكم إفراغ انتفاضة 17 ‏نيسان المجيدة من مضمونها الوطني وأصبح بموجب ذلك ‏للأسف من قاد المرحلة العرفية البغيضة عليه أن يقود المرحلة ‏الراهنة أي الإصلاح والتغير وبالتالي ليس هناك تغير يذكر إلا ‏بالشكل والديكور .‏
 
وزاد الأمر سوءا بعد الأحداث الأخيرة ورغم المؤشرات القوية ‏وأجراس الإنذار التي تحذرنا من الاستمرار في نفس الطريق إلا ‏أن الدولة العميقة لا زالت مصممة على قيادة الوطن أحادية ‏الجانب نحو المجهول .‏
 
ما نقوله ليس تشاؤما أو إحباطا ولكنه واقع وحقائق تتحدث عن ‏نفسها ومن يحاول من التقليل من الخطر هم المستفيدين من آفة ‏الفساد والإفساد وهؤلاء أرصدتهم في الخارج وأغلبهم لديه أكثر ‏من جنسية خاصة الأجنبية وهذا ما استغربه وهنا السؤال يطرح ‏نفسه لمن  ولاء هؤلاء ؟؟؟!.‏
 
وبصراحة في العقدين الآخرين زاد الوضع سوءا وهذه وزيرة ‏الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون تشكك في استمرار ‏الأردن بهذا الشكل ناهيك عن الكثير من الخبراء الاقتصاديين ‏والسياسيين في العالم .‏
 
وسؤالي إلى متى تبقى الحكومات الواجهة وحكومة الظل خلفها ‏وهي من وراء الكواليس تراهن على الدور الوظيفي للأردن في ‏عالم يتغير بسرعة وتاريخ لا تعرف عقارب ساعته العودة ‏للوراء  ، وما هو مطلوب تكاثف وطني يجعل التركيز على ‏القضية الوطنية بالدرجة الأولى ولا يعني ذلك دعوة إقليمية ‏ولكن لأجل الانطلاق نحو الأشمل من موقع القدرة والعمل لا من ‏موقع التنظير وتسجيل المواقف .‏
 
وما نقوله لدعاة وكتبة التدخل السريع وأذناب الأذناب وبعضهم ‏أصبحوا حراكيين أو متحركين لا علم لنا من نصبهم متحدثين ‏باسم الشعب غير الدولة العميقة إياها ؟؟.‏
 
إن وطننا لا يتحمل بوضعه وتكوينه أي هزات ستحدث إذا ‏استمر الوضع هكذا فليتق الله الجميع فان الوطن بات بين قوسي ‏الإصلاح وتغير النهج كاملا وقد أثبت فساده وعدم صلاحيته أو ‏الفوضى الخلاقة التي لا يخفى على أحد بوادرها بين الحين ‏والآخر .‏
 
حمى الله وطننا العزيز الأردن أرضا وشعبنا ، ولا عزاء ‏للصامتين .‏


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد