‏ ما بعد التعداد ؟ - رامي علاونة ‏

mainThumb

01-02-2016 09:13 PM

لا اعرف لماذا قابل الكثير من الأردنيين نتائج التعداد العام بشئ من السخرية و التندر مع ان التعداد العام للسكان و المساكن ‏ضرورة وطنية تبني عليها الكثير من الجهات الرسمية قراراتها و خططها الآنية و المستقبلية.‏
 
بنظري، التعداد العام للسكان إنجاز جديد يضاف الى قائمة إنجازات الحكومة الحالية، فقد مرّ على آخر تعداد للسكان و ‏المساكن اكثر من عقد من الزمن، ومنذ ذلك الحين لم تتمكن الحكومات المتعاقبة من تحسين الوضع الإقتصادي للبلد أو حتى ‏الحد من وتيرة “التكاثر الانشطاري” للمديونية.‏
 
لا أعتقد أن أحدا من المنتقدين لأداء الحكومات الاقتصادي كلّف نفسه عناء البحث بموضوعية عن السبب الحقيقي وراء ‏عجز الحكومات عن التغير و الإصلاح دون كيل الاتهامات و التكهنات بالفساد و التخبّط و قصر الرؤيا الاقتصادية مع ان ‏السبب بديهي و يعرف اهميته كل من له علاقة بالبحث العلمي… و هو عدم توفر المعلومة الدقيقة.‏
 
يعرف جيدا أي باحث أن البيانات و المعلومات غير الدقيقة تنتج حتما مخرجات غير صحيحة، و ينسحب هذا المبدأ ‏الإمبريقي على الأكاديميا و السياسة الدولية و الاقتصاد الوطني و حتى على مشروع فتح دكانة قي الحارة.‏
بالنسبة للوضع الاقتصادي المتردي لدينا، اجتهدت الحكومات مشكورة، فرسمت الخطط و المشاريع الاقتصادية. صحيح ‏أنها ضمّت حينا و رفعت أحيانا، و كسرت حينا و نصبت أحيانا أخرى، لكنها لم تنجح لحد الآن لأن ما بني على اساس” ‏غير دقيق” هو حتما “باطل” بحكم العلم و المنطق
 
أما الأن و بعد الحصول على المعلومة الدقيقة، دعونا نستبسر خيرا بالمستقبل ونفتح صفحة جديدة عنوانها المعلومة ‏‏“الدقيقة” و “الثقة” بقدرات حكوماتنا الإقتصادية، دون إضاعة الوقت و الجهد ب “سوالف الفساد” الخيالية التي لا دليل ‏عليها.‏
 
لذلك، و إيمانا منّي بأن كل فرد مسؤول عن كتابة سطر في الصفحة (اللي فوق إياها)، ادعو جميع رفاقي في المعاناة -‏المغتربين الذين تركوا بلدهم بحثا عن حياة كريمة -العودة الى أرض الوطن و المساهمة في النهضة الاقتصادية التي ‏سيشهدها في مرحلة ما “بعد الإحصاء”.‏
 
أنا شخصيا سأترك التدريس في الجامعة التي أعمل بها و سأرجع الى ارض الوطن قريبا و أتقدم لشغل وظيفة مستشار ‏‏“سوشال ميديا” في رئآسة الوزراء و سوف أجتاز اختبار الوظيفة و مقابلة اللجنة المختصة بنجاح و سأحصل على الوظيفة ‏دون حاجة الى واسطة او توصية. عندها، سأتغنى بانجازات الحكومة الاقتصادية على الفيسبوك و تويتر و انستجرام و ‏سناب شات (و إكس بوكس و بليه ستيشن فور كمان). الى حين العودة الميمونة، اعكف الأن على عمل دراسة موضوعية ‏للمقارنة بين ال ” بنتلي” و ال “كورڤيت” و تحديد أيهما انسب لتضاريس عمان و أهيّب لوظيفة مستشار.‏
 

 



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد