حكايتي مع الفيران والبًس

mainThumb

19-08-2008 12:00 AM

قال الذي حدّثني : وجاءت صبيّة بعمر الورد: تريد شراء ( ثمانية فيران ) ..،، قلتُ له وأنا أتلاطش مع كلمة فيران : فيران : فيران ؟؟ يعني فيران ما غيرها ..إللي مفردها فار ..؟؟ ضحك مُحدًّثي وقال : أيوة يا بني آدم : الفيران إللي بنلاحقها بالشباشب عندنا ..،، قلت له وأنا أمضغ بـً ه?Zب?Zلي : هي الفيران بتنباع ..وإللي يشتريها ناس زينا ..وشو بدهم فيها ؟؟ ..ما زلت أذكرُ كركرته وكيف ختمها بسحبة شاي لها صوت كصوت (الب?Zقْب?Zقة ) وقال : إنت مش عايش يا كامل..والأصح إنت مسكين ..يا كامل فيه ناس بنشوفهم ويشوفونا : ب?Zسْ مش عارفين يعيشوا مع الناس : عشان هيك من كثر مصاريهم بعيشوا مع الفيران و غير الفيران ..،، وأنا أقاطعه بالقول: الفيران إللي بنلاحقها بالشباشب ..؟؟ وهو يضحك ويقول : شايف بالله : احسب قديش فار انقتل على إيدك في الغور واحسب كل فار من عشر ليرات وطالع..إنت يا كامل ضيّعت ثروة حقيقيّة ..رزقك كان معك في البيت : بس إنت وجهك يقطع الرزق..؟؟

وما إن أفقتُ من صدمتي : حتى أكمل مُحدًّثي: خلّيني أكملًّك شو صار مع الصبية في المحل ..بعد أن ط?Zل?Zبت الفيران : الت?Zف?Zت?Zتْ إلينا فرأتْ فوق الطاولة ( بسّاً ) ناعماً ..ركضت الصبية إليه وأخذته في حضنها ...وصارت تلاعب بخدًّها شعره الناعم : وتقول بصوت متهدًّج : مًتًلْ إللي كان عندي : نفس العيون : نفس الوجه : نفس النّ?Zف?Zس..مًتْلو مًتْلو ..ياي شو بيحرئ أ?Zلْبي..والله مًتْلو : وإزا مًشْ إمس?Zدْئين شوفوا صورتو في موبايلي ..شوف عمّو شوف..،،

قلتُ لمُحدّثي : بالله عليك اصدقني القول : البس النّعّوم إللي هجمت عليه الصبيّة : زي بساسنا ..؟؟ قال و هو يضحك أيضاً و بخبث واضح : مش زيهن بالضبط : بس قريب كثير منهن ..؟؟ قلت : بخرمًشْ زي بساسنا ..يقاتل حدّ الموت عند أيْ ع?Zظْمة يلمحها من بعيد..؟؟ وهنا فقعت معه و أخرج مخزونه المخبوء من القهقهة وقال : يخرمًشْ : هاهاهاها ؟؟ ع?Zظْم?Zة : هاهاهاها ..؟؟ أرجع أأكدل?Zكْ يا كامل : إنّكْ مش عايش في الدنيا ..البًسْ إللي أحكيلك عنه: له أكل خاص : عبارة عن معلّبات : كل علبة اشتروها قدّامي حقها ( ث?Zم?Zنْ ليرات ) ..أمّا قصّة إنو يخرمًشْ ..فلا أظن : بل و أعتقد جازماً إنه لا يعرف العنف و هو ضد الارهاب بالأصل ولا يقوم بأي سلوك يوتر الأعصاب : هو ( بًسْ ـ قط ) تقدر تقول عنه (ط?Zنْط ) ..عارف قديش ثمنه ..ثلاثة آلاف دينار..،، قلتُ له وأنا بمنتهى الانهيار : بكفّي بكفّي..أرجوك : خ?Zل?Zصْ ما تكمًّلْ ..أرجوك بكفّي..هذا شيء لا يُطاق..مستحيل ..،،،،،،،،،

وبعد أن هدأتُ.. وراجعتُ تفاصيل حكايتي مع الفيران والبس..علمتُ كم نحن الفقراء بلهاء..فلدينا في الغور وحده ثروة حقيقيّة أهم من الثروة النفطيّة في أي دولة أخرى..فلو التف?Zت?Z فقراءُ الأغوار إلى أعداد الفيران والبًس?Zسْ والصراصير وبقيّة الجحافل المُقْرًفة الأُخرى : ولو استغلّوها وضحكوا بها على طنطات وغنّوجات الناس إللي مش مستنظفين يحكوا معنا..ب?Zسْ لو استغلوها..كان لبس فقراء الأغوار الدشاديش البيضاء عن جد هذه المرّة..،،

/الدستور /


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد