عوض الله في ديوان الكرك .. اكثر من غداء

mainThumb

10-08-2008 12:00 AM

تجيير "عزومة" لاهداف سياسية ينطوي على تجاوز للاعراف الدستورية ...

اقامت الهيئة الادارية لديوان ابناء الكرك المقيمين في عمان, حفل استقبال بهيجاً لرئيس الديوان الملكي الدكتور باسم عوض الله امس الاول تخلله غداء.

الى هنا يبدو الامر طبيعياً, فدواوين وبيوت عمان تشهد كل يوم ولائم للسياسيين والشخصيات الرسمية. وبالنسبة لابناء الكرك ليس جديداً عليهم الكرم, تماماً كما يتعامل كل الاردنيين مع الضيوف.

لكن ما جرى لم يكن مجرد "عزومة", بل لقاء سياسي بامتياز حرص الطرفان على اعطائه هذا الطابع - وكان اللقاء - كما هو واضح مفتوحاً لوسائل الاعلام, وفي ذلك رسالة ذات مغزى.

الزميلة "الانباط" نشرت تفاصيل اللقاء وهي بالفعل مثيرة للاهتمام.

رئيس الهيئة الادارية لديوان ابناء الكرك القى كلمة ترحيب بالضيف تضمنت اشارات سياسية عديدة.

من حق رئيس الهيئة ان يصرف ما يشاء من عبارات الثناء للدكتور عوض الله "انت رجل فذ صاحب مدرسة فكرية معاصرة", او ان يضع مقر الديوان تحت تصرفه ليشرفه "متى سمح وقتكم".

اما اتهام من يختلفون مع مدرسة عوض الله بانهم "حاسدون ومشككون", واننا "مجتمعات ترفض التغيير وتخشاه", وما على الدكتور سوى مواصلة السير في طريق النجاح لأن "القافلة تسير..", طبعاً السيد رئيس الهيئة لم يكمل الشطر من العبارة لأنها جارحة ومهينة لكل من يختلف مع مدرسة "الرجل الفذ" - فهذا كلام مؤسف يستحق وقفة وتوضيحاً من طرف الهيئة الادارية لديوان ابناء الكرك التي اقحمت نفسها بقضايا سياسية هي في غنى عنها.

واضح ان الهدف من الاحتفالية هو الحصول على دعم لمشروع بناء مقر دائم للجمعية على طريق المطار, قدرت تكلفته بنحو مليون ونصف المليون دينار, وهذا هدف مقدر للساعين من اجله, لكن جمع المبلغ المذكور ليس بالامر الصعب على نخب الكرك الميسورة, وحتى لو ترددت هذه النخب في تقديم الدعم, فمن غير اللائق للكرك وابنائها طلب المساعدة بهذا الشكل من الدكتور عوض الله.

في اوساط النخب الكركية خلقت المناسبة اجواء من التوتر والانقسام بحكم الموقف العام والشعبي من شخصية الضيف, وبسبب اضفاء طابع سياسي على "العزومة".

لكن الدلالات الاكثر خطورة يتحملها الطرف الثاني, واقصد رئيس الديوان الملكي الذي استغل المناسبة لالقاء خطاب سياسي يعدد فيه الانجازات في خطوة تنطوي على خلط بين مهماته ومهمات السلطة التنفيذية ودور رئيس الوزراء.

كما ان عقد اللقاءات مع العشائر وممثليها وابناء المحافظات كان على الدوام امراً محصوراً بجلالة الملك او رئيس الوزراء والوزراء بتكليف من جلالته, بحكم موقعه التنفيذي الذي يسمح له بمناقشة هموم وقضايا الناس وتلبية مطالبهم.

وقد أكد الملك في مقابلته الأخيرة مع وكالة الأنباء الأردنية مسألة الولاية العامة للحكومة دون غيرها.

ويلحظ المراقبون حرص جلالته على تكريس هذه القاعدة الدستورية في كل نشاط ميداني او جولة ملكية, حيث يرافق رئيس الوزراء الملك, ويتحدث باسمه ويرد على ملاحظات المواطنين ومطالبهم.

لكن ما جرى في ديوان ابناء الكرك يمثل تجاوزاً للعرف الدستوري في اطار عملية منظمة يجرى تنفيذها لاعادة تلميع الصورة واستغلال مناسبات اجتماعية مرتبة لهذه الغاية.العرب اليوم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد