الاردن وحماس .. صفحة جديدة تطوي خلافات الماضي

mainThumb

16-08-2008 12:00 AM

نجاح مذهل" في اللقاء الثاني والملف سيبقى امنيا بامتياز

تتوالى اللقاءات بشكل دوري في عمان بين مدير المخابرات العامة الفريق محمد الذهبي وقادة في حركة المقاومة الاسلامية »حماس«. قبل ايام عقد اللقاء الثاني كما عقد من قبل لقاء آخر على مستوى الخبراء.

اللقاءات ستستمر على المستوى الامني, فالملف برمته كان وما يزال امنيا بامتياز. قبل خروج قادة حماس من عمان واغلاق مكاتب الحركة عام 1999 كانت الترتيبات المتصلة بوجود الحركة في الاردن تتم مع جهاز المخابرات العامة. وعندما وافق الاردن مؤخرا على معاودة الاتصالات مع حماس كان من الطبيعي ان يواصل الجهاز دوره في هذا الشأن بحكم ما تراكم لديه من خبرة في العلاقة مع »الحركة«.

على وقع التطورات الاقليمية العاصفة منذ حرب تموز على لبنان وسيطرة حماس على غزة شهدت المنطقة تغيرات طالت كافة الاطراف في معقلي الممانعة والاعتدال كان من نتائجها ادراك حركة حماس اهمية العلاقة مع الاردن. واتخذ المكتب السياسي لحركة حماس قرارا استراتيجيا بالانفتاح على الاردن. التوجه الحمساوي وجد له صدى ايجابيا في عمان التي كانت تتابع التطورات في المشهد الاقليمي بعمق وتدرك الحاجة الى مراجعة السياسات والمواقف, وفق ما تقتضي المصالح الاردنية العليا.

لكن السؤال الاساسي يظل مطروحا, ما الذي دفع الطرفين الى الجلوس على طاولة واحدة, وكيف اصبح من السهل على قادة حماس تناول الغداء في مبنى دائرة المخابرات العامة?.

ومن جانب الاردن ما هي العوامل التي دفعت القيادة السياسية الى انهاء القطيعة مع حماس.

بعد ان طوت المنطقة فصلا من المواجهات والصراعات خرجت معظم اطراف معسكر الممانعة منتصرة الا حركة حماس التي بدت في وضع صعب تحت الحصار الاسرائيلي في غزة وضغط حلفاء الممانعة والجار المصري المعتدل, فكل هذه الاطراف تريد توظيف »الحركة« في صراعاتها الاقليمية والدولية, واخرها مصر التي تحاول استغلال قضية الجندي شاليط لخلق مقاربات جديدة في دورها الاقليمي وعلاقاتها مع تل ابيب وواشنطن, والمفاوضات غير المباشرة بين سورية واسرائيل القت هي الاخرى بظلالها على علاقة حماس مع دمشق.

حماس من جهتها ووفق تصورات مسؤولين في الحركة تسعى لتحقيق اهداف سياسية من وراء صفقة التبادل المحتملة مع اسرائيل تتعدى الافراج عن اسرى فلسطينيين لتكريس وجودها السياسي في غزة. وعلى الجبهة الثانية تتطلع الحركة الى لعب دور اكبر في الضفة الغربية يضعها على قدم المساواة مع فتح, وتدرك حركة حماس ان دورا كهذا لا يمكن الحصول عليه من دون الاردن.

الاردن من جهته يقر بان حركة حماس قوة اساسية على الارض لا يمكن تجاهلها او الاستمرار في مقاطعتها والمتغيرات على الارض تتطلب الانفتاح على الحركة والتعامل معها من دون ان يعني ذلك التخلي عن العلاقة مع السلطة الفلسطينية في رام الله كممثل شرعي للفلسطينيين. بل ان حماس تعلق املا على دور اردني فاعل في انهاء الخلافات بين السلطة وحماس وتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية.

من ناحية اخرى يرى المراقبون في الانفتاح فرصة لتصويب علاقة حماس مع الحركة الاسلامية ووقف كافة اشكال التداخل التنظيمي والسياسي بين الحركتين واعتماد بوابة رسمية لحماس مع الجهات الرسمية وكان هذا واحدا من القضايا التي جرى معالجتها في لقاءات الذهبي مع وفد حماس, كما تمت تسوية ملفات فنية عالقة بين الجانبين تتعلق بقضايا التنقل والاقامة وفق تأكيدات قيادي في حركة حماس.

نتائج اللقاءين بين الطرفين تبدو ايجابية للغاية, مسؤول في حماس وصف ما تحقق في اللقاء الثاني »بالنجاح المذهل«. الجانب الاردني منذ البداية أكد لحماس انه مستعد لفتح صفحة جديدة وطي »الدفاتر القديمة« وهذا ما حصل فعلا.

اللقاءات كما قلنا ستستمر لكن لا يوجد في الافق ما يشير الى زيارة قريبة لخالد مشعل الى عمان, فعلى الطرفين انجاز خطوات كثيرة قبل الوصول الى هذه المرحلة من اللقاءات السياسية.

الاتصالات الاردنية مع حركة حماس تلقى ردود فعل متباينة في المنطقة, فهناك اطراف اقليمية وعربية منزعجة من تقارب حماس مع الاردن وفي المقابل هناك تحفظات من اطراف دولية على الانفتاح الاردني على الحركة.

لكن الاردن وحماس مصممان على مواصلة اللقاءات رغم هذه المواقف انطلاقا من شعور متبادل بالتقاء المصالح في لحظة تاريخية تشهد فيها المنطقة تحولات يسعى الاردن بكل ما اتيح له من امكانيات لدرء مخاطرها.0العررب اليوم



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد