بين يدي رئيس الوزراء

mainThumb

08-08-2008 12:00 AM

هذه مظلمة اضعها بين يدي رئيس الوزراء ، ليبدو السؤال ، حول اوضاع المدارس خلال الاجازة الصيفية ، وهل وزارة التربية والتعليم ، تتابع ما يجري في المدارس ، خلال الاجازة ، ام ان بعض المدارس تتعرض الى مشاكل عديدة ، وتسبب مشاكل عديدة.

هو مواطن يقيم في قرية ساكب في جرش ، وخلال الاجازة الصيفية كان ابنه يلعب قريبا من مدرسة ساكب الثانوية ، في جرش ، وعند الساعة الخامسة من يوم الاحد الثالث من الشهر الحالي ، وحين كان يلعب قريبا من باب المدرسة ، سقط باب المدرسة على الطفل ، الى الخارج ، حتى لا يقال ان الطفل فتح باب المدرسة وعبث في الباب ، او انه سقط الى الداخل بسبب عبث الطفل ، وباب المدرسة الثقيل جدا ، سقط فجأة الى خارج السور ، على رأس الطفل احمد فألصقة على الشارع ، مسببا له كسرا في الجمجمة ، ونزيفا دماغيا ، حيث تم اسعافه ونقله الى مستشفى جرش الحكومي ، وبعد طول عناء تم نقله الى مستشفى الجامعة ، واجريت له عملية دماغية ، وما زال الطفل يرقد في شبه غيبوبة حتى الان ، وذلك في قسم العناية المركزة في المستشفى ، كما انه يعاني من اصابة بالغة ، في العصب السابع والعصب السادس ، مما ادى الى اختلال في توازن الجهة اليمنى ، من وجه الطفل ، وكأن تشوها خلقيا قد اصابه ، ولا احد يعلم بمضاعفات الموضوع ، حتى الان.

العائلة تسأل.. من يتحمل المسؤولية اليوم ، هل يمكن اتهام الباب في هذه الحالة ، ومحاسبة الباب ، ام اتهام الطفل الراقد في شبه غيبوبة ، بأنه هو الذي عبث بالباب واسقطه عنوة ، وهو اسهل التفسيرات واسرعها ، خصوصا ، حين يكون المواطن ضعيفا ، ولا يستطيع الدفاع عن نفسه ، او شرح مظلمته او تثبيت حقه ، وماهي الجهات التي تتحمل المسؤولية قانونيا وقضائيا ، ومن يتحمل مسؤولية الاضرار التي تعرض لها الطفل ، هل هو الباب القديم الذي بحاجة الى صيانة ، ام وزارة التربية والتعليم ، من يتحمل مسؤولية حياة الطفل في مستقبله ، ونحن لا نعرف بعد الاضرار التي سيتركها عليه الحادث اذا قدرت له ارادة الله النجاة اصلا.

من حق العائلة ان تطلب تشكيل لجنة تحقيق في الحادث ، لجنة تحقيق محايدة ، ليست وزارة التربية والتعليم طرفا فيها ، بل لجنة تضم خبراء من الدفاع المدني ومن جهات اخرى ، لمعرفة كيف سقط الباب الثقيل ودمر حياة الطفل ، حتى لا تبقى ثقة الناس معدومة في احتمال اعتراف اي جهة حكومية بمسؤوليتها عن اي حادث من هذا القبيل ، اذ طوال عمرنا نحمل الضحية المسؤولية ، وندر ما سمعنا من يتحمل المسؤولية من جهات رسمية في حوادث مختلفة تقع في اماكن ووسائل مختلفة.

النزاهة تقتضي ان يتم السؤال عن الطفل ، ووالده عامل مياومة وفقير ، والشفافية تفرض تدخلا في مثل هذا الوضع ، ولو وقع هذا الحادث لطفل اخر في دول اخرى ، لوجدنا كل مسؤولي الحكومة فوق رأس الطفل في المستشفى ، لم لا؟ فهو ضحية في كل الحالات ، حتى لو افترضنا انه خلع باب المدرسة ، وحتى لو افترضنا انه تحول الى سوبرمان استطاع ورفاقه خلع الباب الى الخارج ، وهي احتمالات معدومة ، دليلها ، المفاجأة وسقوط الباب بغتة على الطفل المسكين ، ولعلي وغيري ننتظر من الحكومة موقفا من هذه القصة ، دون مجاملة لاحد على حساب طفل تم تدمير مستقبله بغتة دون سابق ميعاد ، فقصفت طفولته ، من حيث لا يحتسب.

مأساة حقا ، ان يكون المتهم هو الباب الثقيل ، وان يحتار اهله في الواجب فعله ، حين لا تكون لهم سلطة ، وحين لا يقدرون ان يدبوا الصوت عاليا ، حتى الان ، الى ان يشاء الله امرا كان مفعولا.الدستور




تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد