عمان - السوسنة - محمد موسى - يحتفل العالم في 14 شباط من كل عام، بما يسمى بعيد الحب ، حيث تتزين المحال التجارية بالالوان الحمراء ، ويرتدي العشاق القمصان الحمراء ، وتكثر بطاقات المعايدة ، وتتميز هذه السنة بغرق مواقع التواصل الاجتماعي بكلمات الحب والغزل وقلوب الحب الحمراء .
وفي الأردن، الذي لا يمنع الاحتفال بهذه المناسبة على غرار السعودية و
ايران، فتبدو مظاهر الاحتفال بادية على طلبة الجامعات أكثر من غيرهم، ويكون اكبر المستفيد منها، اصحاب محال الاكسسوارات وبائعي الورود ، حيث يصل سعر الوردة الجورية الحمراء في هذا اليوم من 10 الى 15 دينارا .
وفي حالات استنكارية لهذه المناسبة يحتفل اردنيون في كل عام بمناطق مختلفة بتزيين الحمير باللون الاحمر ، والتي جاءت تعبيرا عن اغنية المطرب المصري سعد الصغير "بحبك يا حمار"، في اشارة واضحة لانتقاد المناسبة والتي لا تعبر عن ثقافتنا العربية والاسلامية .
عيد الحب في الواقع، يشكل فرصة للتجار لكسب مزيد من الربح، على حساب مشاعر الناس، الذين يجدون ضالتهم بين صفوف الطلبة المراهقين ، أو كما اسمتهم الطالبة أحلام في حديثها للسوسنة، بـ " الخرفان" ، وهي كلمة تطلق على الشاب، الذي يقبل بكل شيئ تطلبه منه الحبيبة او الصديقة .. !! .
ورغم الاحداث المريرة التي تمر بها المنطقة من أعمال دموية عنيفة خاصة في سوريا والعراق وفلسطين، الا ان مظاهر الاحتفال بعيد الحب تبدو واضحة على
طلبة الجامعات،الذين لا يأبهون - وفق اخر الدراسات والاستطلاعات التلفزيونية - بالشأن العام المحلي او الاقليمي، بل لا يعرفون به، وهو ما عبرت عنه الحملة الوطنية للدفاع عن حقوق الطلبة "ذبحتونا " بحملة تجهيل للطلبة ، منتقدة اسلوب التدريس في الجامعة الاردنية .
وأظهر مركز "إبسوس" للدراسات والاستطلاعات ، في دراسة حديثة له ، أن 40 % من الأردنيين يجهلون موعد عيد الحب الذي يصادف في 14 شباط من كل عام .
وبين المركز وهو هيئة أردنية خاصة متخصصة باستطلاعات الرأي، أن 50% من الرجال في الاردن لا يعرفون موعد عيد الحب "الفلنتاين" .
واخيرا نورد قصة عيد الحب في التاريخ :
في أواخر القرن الثالث، وفي إحدى المقاطعات الرومانية، كان هناك راهب شفاف القلب اسمه فالنتين، يشجع الشباب على الزواج، مما كان يثير غضب الامبراطور كلوديوس الذي كان يعتقد أن المتزوجين غير قادرين على أن يكونوا جنودا أقوياء، فتراهم يخملون ويفضلون البقاء قرب زوجاتهم وبالتالي أطفالهم على الاستبسال في ساحة الحرب، من هنا قرر منع الزواج في مقاطعته... بينما الراهب فالنتين كان يزوج بالسر كلما جاءه شاب وفتاة.
وعندما علم الامبراطور كلوديوس باعمال فالنتين الزواجية، القى القبض عليه. وتم في يوم 14 شباط (فبراير) عام 270، رجم فالنتين وقطع رأسه، وكان هذا اليوم هو عشية عطلة الربيع الرومانية المسماة بلوبيركاليا. بعد موته، تم تقديس فالنتين وأدخل في سجل المسيحية باسم القديس فالنتين، وبما أن روما اصبحت مسيحية فيما بعد، غير الكهنة العطلة الربيعة من 15 شباط الى 14 شباط وسمي بيوم فالنتين. ويقال أن فالنتين عندما كان في السجن وقع في غرام إبنة السجان العمياء... وبقوة حبه وإيمانه أستطاع أن يشفيها من العمى قبل موته، وقبل ان يؤخذ إلى حتفه، بعث برسالة وداع اليها كتب فيها "من فالنتينـ كِ... From your Valentine "
ومنذ ذلك الوقت نمت شتى أنواع التعبير عن هذا الحب وبإسم فالنتين. رسائل ورقية، باقة ورود ومناديل حريرية مرسوم عليها صورة اله العشق الروماني كيوبيد، وبطاقات كتب عليها "من فالنتينـ .. ك". ويقال أن أول بطاقة تحمل فالنتين كانت من شارلز، دوق اورليانز، سنة 1415
وبقي يوم الرابع عشر من شباط مسجلا في التقويم المسيحي كعطلة كنسية، حتى 1969 عندما سحبه من روزنامة عطل الكنيسة، البابا بولص السادس. على أنه بقي يوما يتبادل فيه العشاق الزهور والقبل... وبقدر ما هو يوم غبطة وسعادة في نظر البعض، فإنه كذلك، في نظر البعض الآخر يوم الشعور
بالوحدة بالضيق والخوف من العزلة، وبانعدام محبوب واحد.
وبانتشار العولمة واختلاط الأجناس، فقد يوم فالنتين رمزه الديني المسيحي وأخذ رمزا جديدا: رمز الحب الذي يشعر فيه الكائن بأن وجوده لذاته هو نفسه وجوده من أجل الغير. وأن أعظم شعور بالسعادة هو إنك تحب كائنا آخر هو بدوره يحبك. "فالهوى"، كما قال أحد الأعراب، "أظهر من أنْ يخفى، وأخفى من أن يُرى، كامنٌ ككمون النار في الحجر، إن قدحته أورى، وإن تركته توارى".