وزير الداخلية يفتتح مرافق جديدة بمركز حدود الكرامة الأردني

mainThumb
وزير الداخلية، مازن الفراية

22-09-2025 05:44 PM

السوسنة - افتتح وزير الداخلية، مازن الفراية، اليوم الاثنين، في مركز حدود الكرامة (الحدود الأردنية العراقية)، غرفة عمليات الإدارة المتكاملة ومبنى المسافرين الجديد، بتمويل من الاتحاد الأوروبي والحكومة الأسترالية.
وحضر الافتتاح سفير الاتحاد الأوروبي في عمّان، بيير كريستوف تشاتزيسافاس، والمديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الداخلية الأسترالية، ميشيل بيرس، وسفير أستراليا في عمّان، رونالد ريغان، والممثلة الإقليمية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، كريستينا ألبرتين، إلى جانب مجموعة من مسؤولي المركز الحدودي.
وأعرب الفراية، خلال كلمة الافتتاح، عن شكره للاتحاد الأوروبي وأستراليا على شراكتهما الرئيسية والفاعلة مع الأردن في تعزيز التنمية والأمن والاستقرار الإقليمي، مشيدًا بموقف مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة في تعزيز هذا الدعم وتنفيذ مبادرات فاعلة تتعلق بأمن الحدود.
وأكد أن الشراكة الأردنية الأوروبية والدعم الذي تقدمه الحكومة الأسترالية يتجسدان بوضوح في تطوير وإعادة تأهيل مركز حدود الكرامة، مشيدًا بمساهمة الاتحاد الأوروبي في توفير متطلبات التنمية المحلية والتطوير المؤسساتي وتأهيل المراكز الحدودية، بالإضافة إلى العديد من المشاريع المشتركة القائمة والمستقبلية.
وأشار إلى عمق العلاقات التاريخية بين الاتحاد الأوروبي والأردن، والتوافق الكبير بينهما في المجالات السياسية والقضايا الإقليمية، معتبرًا أن اعتراف عدد من الدول الأوروبية بدولة فلسطين ذو أثر فاعل على الأمن والسلام في المنطقة.
وشدّد الفراية على أهمية الحدود وتأهيلها في تسريع حركة الأشخاص ونقل البضائع وتعزيز التجارة الإقليمية، وبضرورة المضي قدمًا في تحسين ظروف العمل فيها، مشيرًا إلى احتياجات مركز حدود الكرامة ومتطلبات تأهيل بيئات العمل الخاصة بالعاملين فيه، باعتباره المركز الأكثر طلبًا لتطوير مستويات البنى التحتية، ما اقتضى وضع خطة متكاملة لتطوير المراكز الحدودية يتم تمويلها من موازنة الحكومة أو من خلال الشركاء الدوليين.
وأشار إلى أن إنجاز هذه المشاريع في مركز حدود الكرامة سيؤدي إلى تسهيل الإجراءات وتبسيطها وضبط عمليات التهريب وتكثيف طرق المراقبة والسيطرة، إضافة إلى ما يؤديه افتتاح غرفة الإدارة المتكاملة للحدود من مزايا للمسافرين، مثل تخفيف الإجراءات المتبعة وترشيقها، واختصار الوقت وتحسين بيئة العمل.
وعبر الفراية عن اعتزازه بالأجهزة الأمنية والجمركية وقدراتها الكبيرة في تطوير أساليب العمل بشكل تعاوني وتكاملي، في ظل ظروف العمل الصعبة، بشكل يظهر أثره جليًا على تحسين الخدمات وسرعة الإجراءات، مشيدًا في الوقت ذاته بالعلاقات المتينة مع الأشقاء العراقيين، وبمستوى التنسيق والتعاون مع وزارة الداخلية العراقية، بشكل تنعكس آثاره على أمن الحدود وضبطها بشكل كبير.
من جهته، تحدث سفير الاتحاد الأوروبي في عمّان، بيير كريستوف تشاتزيسافاس، عن عمق صداقة الاتحاد الأوروبي مع الأردن، وإدراكه طبيعة التحديات الأمنية المحيطة، معتبرًا أن هذا المشروع هو جزء من العمل الأوسع للاتحاد الأوروبي في دعم إدارة الحدود المتكاملة في الأردن، والذي يعزز التعاون في تطوير أنظمة إدارة الحدود ومنع التطرف والجريمة وتعزيز التنمية.
وأضاف أنه في ظل استمرار التحديات الحدودية التي يواجهها الأردن، يؤكد الاتحاد الأوروبي التزامه بدعم المملكة من خلال تأمين الحدود وتطوير مهارات وقدرات العاملين في المراكز الحدودية، بهدف تحديث وتعزيز نظام إدارة الحدود بما يضمن كفاءته وقدرته على مواجهة التحديات المتغيّرة، ليكون الأردن ممراً آمناً في وسط الطبيعة الجيوسياسية المتغيرة للمنطقة.
بدورها، أشارت المديرة الإقليمية للشرق الأوسط وشمال أفريقيا في وزارة الداخلية الأسترالية، ميشيل بيرس، إلى دور هذا المشروع في دعم الأمن الوطني والقومي، وأهمية الإدارة المتكاملة في مواجهة التهديدات الحدودية، وأنه يضمن كفاءة مكافحة الجرائم المتعلقة بالتزييف والتهريب، بما في ذلك النقل غير المشروع للمخدرات والأسلحة والأشخاص، معربة عن إشادة الحكومة الأسترالية بالتزام الأردن بتعزيز قدرته على إدارة الحدود، وبالتعاون المشترك في دعم وتطوير مركز حدود الكرامة.
وفي معرض حديثها عن عمق التعاون والشراكة الراسخة بين الأردن ومكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات، قالت الممثلة الإقليمية للمكتب، كريستينا ألبرتين، إن صلب عمل هذا المكتب وأهدافه هو دعم الدول الأعضاء في تعزيز سيادة القانون، والنهوض بالعدالة، وبناء القدرة على الصمود في وجه الجرائم العابرة للحدود.
وأشارت إلى وقوف مكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة إلى جانب الأردن في هذا المسعى لما يقرب من عقدين من الزمن، وأن افتتاح هذه المنشآت الحيوية في مركز حدود الكرامة يبرز أهمية هذا المركز كخط حيوي بين الأردن والعراق، للتجارة البينية والعمليات الإنسانية، ويُظهر أثر تأمين الحدود في تعزيز الاستقرار والتعاون والازدهار، باعتبارها بوابات أساسية للتجارة والتنمية ورفد الاقتصاد.
بعد ذلك، افتتح وزير الداخلية المباني الجديدة، بما في ذلك غرفة عمليات الإدارة المتكاملة للحدود، ومبنى القادمين والمسافرين، ومبنى تفتيش الأمتعة، ومبنى الجمارك، ومبنى الشحن، والمركز الصحي.
كما قام الوزير والحضور بجولة مسيّرة في المرافق الجديدة ومختلف مرافق المركز الحدودي، واطلعوا على محاور التغيير التحسينية ومستويات الإنجاز في مشاريع تأهيل وتطوير المركز بأبعاده المختلفة؛ الأمنية والإدارية والجمركية، بالإضافة إلى جولة بالحافلة على مختلف مكونات المركز وساحات الشحن ومسارب الطرق، بهدف تحديد الاحتياجات وترتيب الأولويات اللازمة لتأهيل المركز مستقبلاً.
يُذكر أن افتتاح هذه المرافق الجديدة في مركز حدود الكرامة يأتي في سياق خطة وزارة الداخلية لتطوير المراكز الحدودية بشكل متكامل، باعتبارها بوابات حيوية تربط المملكة مع دول الجوار والاقتصاد الإقليمي، وتجعل من تطويرها أولوية استراتيجية تعزز مكانة الأردن بوصفه ممرًا دوليًا آمنًا ومستقرًا للأشخاص والبضائع.
كما تمثل هذه المشاريع الطموحة إنجازًا مهمًا في الجهود المشتركة لتعزيز الأمن الوطني في مواجهة التهديدات العابرة للحدود، ودعم القدرات المؤسسية، وتحسين التنسيق بين أجهزة الحدود الأردنية في الخطوط الأمامية.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد