تعريب قيادة الجيش العربي الأردني

mainThumb

03-03-2016 01:02 PM

 في الأول من  شهر آذار عام 1956م اتخذ صاحب الجلالة المغفور له بإذن الله تعالى الحسين بن طلال القرار الوطني التاريخي بتنحية كلوب باشا والضباط الانجليز عن قيادة الجيش العربي الأردني وتكليف ضباط أردنيين للقيام بواجب قيادة الجيش ليصبح جيشنا وطنيا عربيا خالصا, مالكا لقراره  .

ولقد كانت هذه الخطوة الوطنية الجريئة نقطة تحول في تاريخ الأردن الذي كان دوما وما زال في صف أمته مدافعا عن حمى الأمة العربية والإسلامية واقفا كالطود العظيم شامخا أمام كل التحديات والصعاب .
 
إن الحديث عن تعريب قيادة الجيش العربي الأردني يرتبط ارتباطا وثيقا بالتنمية الشاملة والتطور في مختلف المجالات الصحية والتعليمية والإنشائية ولولا الاستقرار الذي يحميه الجيش بفروعه المختلفة ما وصل الأردن إلى ما وصل إليه ,ولذلك فإن حماية ومساندة جيشنا والوقوف خلفه بقوة واجب في أعناق الشرفاء ومهما كان الاختلاف فيما بينهم لا بد أن يكون الجيش وأجهزته القاسم المشترك الذي يجمعون على قدسيته ليبقى الأردن أرض الحشد والرباط وشوكة في حلق كل عابث .
 
ورغم التحديات التي واجهت الأردن والمؤامرات التي كانت وما تزال تحيط به من كل جانب فقد تخطى هذا الوطن كل المحن بما سخر الله  لهذا الوطن من قيادة واعية وجيش مدرب صاحب قيم, حاميا للأعراض والأموال, وشعب مثقف مدرك لما يدور حوله وقد أصبح الأردن بذلك واحة أمن واستقرار ينعم بها الأردنيون ومن يلجأ إليهم .
 
لقد كان للإنسان الأردني ووعيه وثقافته وقيادته المتنورة أكبر الأثر في تجنب الويلات التي حلت بدول أكثر منه عددا ومالا وسلاحا,ووقف الأردن إلى جوار أهله وجيرانه مواقف نبيلة فكان نعم الأخ ونعم الجار فاستقبل ملايين المهجرين واللاجئين وقدم لهم ما عجزت عن تقديمه كبرى الدول والاقتصادات وطبق الاردن قولا وعملا مقولة الأنصار والمهاجرين حيث استقبلت مشافيه المرضى والجرحى, وفتحت أبواب المدارس أمام الطلاب والطالبات وأصبحت البيئة والموارد وكل مرافق الوطن جاهزة لخدمة أهلنا وجيراننا من العراقيين والسوريين والفلسطينيين واليمنيين والليبيين وكل العرب والمسلمين .... والمتابع لمجريات الأحداث من حولنا يرى النعمة العظيمة التي يتمتع بها المواطن من أمن وأمان رغم  ضيق ذات اليد ....
 
في المقابل نرى الجحود وغيض القلوب الحاقدة يتحول إلى سم قاتل ومكر غير مبرر, وترصد للوطن وأبناءه في كل مكان من أشخاص وجماعات تحترق قلوبها حسدا للأردن, وتمني زوال النعم عنه وترقب بلهفة لأن يصيب الأردن ما أصاب غيره من دمار, وحريق وقتل وهتك للأعراض وتهجير للآمنين وترهيبا لهم, ولكننا نقول لهم ولأمثالهم سيبقى الأردن بعون الله واحة أمن واستقرار و صخرة لا تلين تتحطم عليها آمال الطامعين بفضل وعي أهله وحنكة قيادته.
 
إن ما جرى ليلة الأمس من محاولة إفساد حياة الاردنيين من قبل عصابة باغية حملت السلاح على الشعب وحاولت الانقضاض على مكتسبات الوطن ومقدراته لهو دليل على حرص هذه الفئات الضالة على النيل من هذا الوطن وهي كذلك دليل على إصرار الأردنيين من كافة مشاربهم وأصولهم ومنابتهم على الوقوف صفا واحدا مع أنفسهم ووطنهم وقيادتهم ليبقى هذا الحمى بعيد المنال عن كل مغرض وحاقد,فقد وقف الأردنيون جميعا وقفة رجل واحد من مختلف المنابت وعبروا بصدق عن رفضهم لكل محاولة من شأنها تنغيص عيش الأردنيين, وأعلن الأردنيون وقوفهم بصفوف مرصوصة خلف جيشهم العربي الأصيل بكافة أجهزته  كمشاريع شهداء دفاعا عن وطنهم ومنعا لكل عابث من أن يخترق وحدتهم ويؤذي وطنهم .
 
حمى الله الأردن من شر كل ذي شر 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد