رسالة إلى حضرة صاحب الجلالة المفدى من شاب كركي بسيط
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله العربي الهاشمي الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.
سيدي صاحب الجلالة المفدى:سأخاطبك من القلب إلى القلب دون أي حواجز أو قيود أو استعراضات ،سأخاطبك مخاطبة الابن للأب فالابن لايخاطب أباه إلا بكل احترام وطيبة دون أي حواجز.
سيدي: عندما اجتمعوا معك والتفوا حولك تلك الزمرة من أبناء تلك الفتاة الجنوبية الجميلة الكرك ربما أنك من خلال نظرتك لهم ظَنَنتَ أنهم هم الحاملين لهموم محافظتهم ومطالب أبنائها وأحلام ساكنيها وطموحات يائسيها، ظَنَنتَ أنهم هم الغيورين على مصلحة محافظتهم الحاملين لطموحات شبابها وشاباتها،ظَنَنتَ أنهم هم الجنود المجهولون القادرون على الإصلاح والسير قدما نحو التطور والإزدهار،ظَنَنتَ أنهم هم النخبة النخبة التي تنوب عن مئات الالاف من الرجال والنساء والشباب والشابات والأطفال في محافظة قتلها القهر والألم والمعاناة، ظَنَنتَ أنهم هم المنقذين لأحلام شباب غرقوا في ظلمات الإنحراف والفساد والدمار الفكري والنفسي،ربما ظَنَنتَ ياسيدي أن تلك الزمرة التي تلتف بالعباءات المزخرفة وتخنق أعناقها بالربطات الفاخرة هي تلك الزمرة التي ستطمئنك بأن الكرك بخير وان الكرك لاتطلب إلا رضاك وأن الكرك فتاة جنوبية جميلة مدقدقة بالوشم على خديها تتحلى بأجمل ثيابها وتلبس في معصمها أجمل صيغتها ولا ينقصها إلا تشريفك لها والجلوس في حضرتها فجلوس الحضرة في الحضرة جمال وروعة.
سيدي صاحب الجلالة:
والله أن جُلَّ من التفوا حولك كممثلين ووجهاء عن تلك الفتاة الجنوبية الجميلة لا يعلمون عن تلك الفتاة الحزينة شيئا،سيجلسون في حضرتك ويصورون لك ان كل شيء على مايرام، لن يتحدثوا لك عن أحلام وطموحات شباب أكلها الصدأ وحاط بها العفن من جميع الجهات حتى باتت أحلاما ذات رائحة نتنة، لن يتحدثوا لك عن آفة انتشرت كانتشار النار في الهشيم مخدرات فتكت بشباب وشابات بعمر الورود مروجون ومتاجرون يعيثون فسادا دون حسيب أو رقيب،لن يتحدثوا لك عن أفكار متطرفة تجوب شوارعنا وحاراتنا ومساجدنا،لن يتحدثوا لك عن مسؤولين تخلوا عن مسؤولياتهم وباتوا أصناما متحركة وراء مكاتب خشبية فاخرة ، لن يتحدثوا لك عن خدمات وبنى تحتية باتت مهزلة ومسخرة ربما لانعيشها في دول العالم العاشر وليس الثالث،لن يتحدثوا لك عن أبناء محافظة أحبوا وطنهم ومليكهم وأرضهم وباتوا محاربين في لقمة عيشهم ورزقهم وأبنائهم (أبناء محافظة يعشقون الورد لكن يعشقون الأرض أكثر)،لن يتحدثوا لك عن محافظة بات أقصى أمنياتها مسؤول نزيه شريف عفيف يخاف الله في عمله ويتحمل مسؤولياته بكل إخلاص وصدق.
سيدي صاحب الجلالة:
أعلم أنهم قد التفوا حولك بعباءاتهم السوداء والشقراء والبيضاء وبربطات عنقهم الزرقاء والصفراء والحمراء مبتسمين مظهرين جمال أسنانهم التي في أغلبها ليست طبيعية وإنما (تركيب) لتتحدث ابتسامتهم بأن الأمور بخير وأن الكرك لاينقصها شيء،سيحتسون الشاي وسيملأون البطون وسيقف أحدهم من الصف الرابع او الخامس في الخلف ليصدح قائلا: يعيش جلالة الملك المعظم وسيرددون بعده : يعيش يعيش يعيش عندها سينتهي اللقاء وتنتهي الجلسة بالسلام والمغادرة وتلك الفتاة الجنوبية الجميلة الحزينة تراقب مايحدث والدمع ينهمر من عينيها الجميلتين الحزينتين.
حفظ الله الوطن وحفظ الله قائد الوطن وسدد على طريق الخير خطاه.
ابنكم المخلص معاذ المجالي
majalimuathmajali@yahoo.com