تفجيرات بلجيكا

تفجيرات بلجيكا

26-03-2016 01:48 PM

إن التفجيرات الإرهابية التي وقعت في بلجيكا ليست الأولى ولن تكون الأخيرة ، لأن أسباب هذا الإرهاب لا تزال موجودة  سواء كانت في جانب المسلمين أو غيرهم . فالظلم والغطرسة العالمية وقهر الشعوب مستمر ودائم وهناك إصرار عليه كسياسة استراتيجية تعتمدها الدول القوية ضد الدول الضعيفة وشعوبها . فمادية هذا العالم جعلت الأبعاد الإنسانية والمبادئ السامية من خير وعدل ومساواة وحقوق إنسان في خبر كان . وما دامت المادية هي الدافع فالرغبة في بيع السلاح واردة ، ومصانع السلاح لا بد أن تعمل مما يعني خلق المشكلات في العالم وبناءعليه يصبح السلاح مطلوباً فتكسب الدول الصناعية وتخسر الدول الفقيرة أبناءها ومقدراتها وبناها التحتية وتغرق في المشاكل الصحية . وقد لا تجد الشعوب الفقيرة المال لشرائه فتدخل في المديونية عبر البنوك الدولية مما يوقعها تحت طائلة الاستعمار الاقتصادي ! . إن هذا العقل المادي الطاغي هو الذي يوجد المشكلات في العالم ويظن أنه لن يكون هناك رد فعل ؟! وهذا وهم فالمغلوب على أمره واليائس سيتصرف تصرفات السكارى والمتعاطين للمخدرات فيضرب بغير حساب للعواقب ويشعل النار في الأخضر واليابس ويقتل بغير قانون وبخاصة إذا كان ذلك  يستند الى قناعات دينية مغلوطة مما يجعل تقديمه لروحه ودمه أمراً سهلاً ، ويجعل قتل الآخرين جهاداً في سبيل الله والدين بينما الدين بريئ من ذلك . ولا بد من الانتباه الى ما يصدر من الآخر تجاه المسلمين من سخرية بدينهم ونبيهم وكتابهم عبر وسائل الإعلام وعلى لسان عوام ومفكرين ومستشرقين وقادة . وإن دعم الدول القوية لأنظمة الظلم والقهر والاستبداد يجعل حمل السلاح مسألة واردة بعد أن ولغ الدكتاتور الظالم في دماء الناس وأعراضهم وقبل ذلك في أموالهم وكرامتهم .


إننا إذ نستنكر ما جرى في بلجيكا فإننا ندعو هذا العالم الى معالجة الأسباب كلها وليس مجرد القول إن هناك إرهاباً ، فمعالجة الإرهاب يجب أن تتم بصورة علمية حقيقية وشاملة بحيث تتناول كل الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية ، ولن تنجح الجهود الأمنية وحدها في معالجة الأمر بل لابد من جهد فكري وإجراء سياسي وعدالة عالمية .



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد