داعش في طور التفكيك

mainThumb

04-04-2016 05:13 PM

تماما كما كان يفعل العرب قبل الإسلام ،  إذ يصنعون تمثالا من التمر ،  ويصلّون له  ،  ومن ثم عندما يشعرون بالجوع يلتهمونه  ، فأي إله هذا   الذي يصلى له ،  ثم يتم إلتهامه إلتهاما ؟  وكان العرب آنذاك يطلق عليهم صفة الجاهلية ،  وهذا هو حال أمريكا اليوم التي أسهمت مع بريطانيا ومستدمرة إسرائيل ، في إخراج تركيبة الخوارج الجدد إلى الوجود ،  بتوليفة ضمت  عشرين ألف يتيم بوسني إختفوا من معسكرات إقامتهم في البوسنة عام 1992 ، و شركة بلاك ووترز – أكاديمي الإرتزاقية  ، المصنفة  على انها شركة أمنية  تعمل في مجال الإرتزاق ، وتنفذ كافة الأعمال القذرة  هنا وهناك ، وكذلك من خريجي كهف جبل الكرمل  من المستعربين والمتأسلمين اليهود الذي حفظوا القرآن الكريم ، ومعهم أيضا من غرر بهم من المتدينين العرب ، وخليط من أجهزة الإستخبارات العالمية.


في الآونة الأخيرة بتنا ننام ونصحو على مسخرة المساخر ، وقد أخرجت بطريقة مكشوفة  ،وكأن المخرج الأمريكي ، ما يزال يظن  أننا  نعيش في القرن الألف قبل الميلاد ، وهذه المسخرة  هي إنقلاب  الطاولة على من حولها   ، وإظهار الجيش العراقي ومن معه من المليشيات المسلحة ، وهم يطهرون المناطق التي  تم سابقا تسليمها لداعش ،  من هذا الجيش ومن معه من الميليشيات ، التي تظهر حاليا أنها  تسجل إنتصارات ضد داعش.


ما يحدث في سوريا  حاليا يشبه  ما  حدث في العراق ،  إذ أن الجيش السوري  ومن معه من قوات خاصة كورية شمالية  وقوات روسية ، تحرر مناطق سورية كانت سابقا من نصيب داعش ،  ولنا في تدمر  الدليل الساطع على ذلك ، ويظهر الجيش السوري  بمظهر المنتصر ، وأنا شخصيا لا أدري إن بقي شيء إسمه الجيش السوري لأن العلويين أنفسهم وفي معظمهم إنفضوا من حول بشار ،  بعد أن إكتشفوا أن لهم النعوش وله العروش كما هتفوا في مظاعراتهم ضده.


القصة التي نتحدث عنها أبعد من تزوير الحقائق ، فالخوارج الجدد ،فرع خدمات الإستخبارات السرية الإسرائيلية  "ISIS"،  جرى توظيفة  لشطب معاهدة سايكس بيكو بين فرنسا وبريطانيا عام 1916 ، من جهة  وبين روسيا التي خدعوها بحرمانها من حصتها المتفق عليها وهي إستانبول ، وها هي روسيا حاليا تدخل على الخط بقوة  لتعوض خسارتها في العام 1916 ، وتثبت وجودها ـ وتجعل من نفسها ركنا أساسيا  في مشروع الشرق الأوسط الأمريكي الكبير  ، وتكون حصتها محفوظة .


ما يجري حاليا هو تفكيك داعش الذي قام بدوره خير قيام  ، وأدى الخدمات المنوطه به خير أداء ، ووضع منطقتنا  على مذبح التقسيم الجديد ،بناء على مشروع بيرنارد لويس ووثيقة كيفونيم الإسرائيلية ، وها هو يستعد للإنتقال بعد تفكيكه في المنطقة ، إلى منطقة آسيا الوسطى ، ليكون حصان طروادة  الأمريكي ، أو الحصان  أمام العربة الأمريكية.


منذ مدة ونحن نرقب التصريحات والتحركات الأمريكية  ، ومفادها أن أمريكا  تعمل على نقل "عفشها " من الشرق الأوسط بعد تطويبه لمستدمرة إسرائيل ، والإنتقال إلى منطقة بحر البلطيق للتعسكر هناك ، من أجل مواجهة  كل من روسيا والصين والهند وماليزيا .


وكما إستخدمت أمريكا  تنظيم القاعدة ليكون حصان طروادة لها ،يمكنها من التواجد العسكري في المناطق العربية الحساسة ، من خلال تنفيذ تفجيرات إرهابية هنا وهناك ، فتطلب أمريكا من الحكام  المرتهنين للقاتل الإقتصادي ، إرسال قواتها للتمركز في تلك المناطق ، ويصبح تواجدها مشروعا ومتفقا عليه ،  وربما يقوم هذا الحاكم او ذاك بطلب هذه القوات صراحة .


أما اليوم فإن هذه المهمة  مناطة للخوارج الجدد الذين  قاموا بنفس الدور وأنجزوا ،  فهم اليوم وبقدرة قادر يتمددون إلى مناطق آسيا الوسطة ،وقد أعلن قبل أيام عن  وصولهم إلى داغستان وقيامهم بعمليات إرهابية هناك ، وهذا  بطبيعة الحال ،تم تمهيدا  لتحرك القوات الأمريكية  في تلك المنطقة ، وهكذا دواليك ، حيث تتمكن أمريكا من دق مساميرها الفولاذية في ذلك الإقليم  ، الذي يشكل ساحة مواجهة مرتقبة وخطرة ، بين أمريكا من جهة وبين كل من الصين وروسيا وماليزيا والهند.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد