العار الذي لا يشبع

mainThumb

28-12-2008 12:00 AM

صراع الدم و الكتابة هو من أعقد صراعات الوجود ...!! غزّة ت?Zمطر عليها الصواريخ ..والدم يختلط بالدم ؛ و الأجساد تتشابه لحظة الموت ..لكنّ الذي يموت ليس غزّة وأبناؤها ؛ بل نحن الناظرين إلى موتها و العجز يصفع فينا كلّ شيء ..!! ما أعجزنا ..ما أوجع العجز ..!! ما ألأم?Z الحياة و الدنيا و كل شيء يحسسنا بالعار و المذلّة ..!!

كم عائلة تفتّت في غزّة ..؟ كم طفل أصبح ؛ فمات ؛ وإن لم يمت مات أبوه أو أمه ..ذهب أحدهما ليشتري له بعض العزّة فعاد أو عادت بعض أشلائه ببطانية ..!! كم حجم عارنا يا تُرى ..؟ أليس للعار نهاية ..أم أن العار كالموت لا يشبع ..؟!! يا ترى ما شعور الذين كانوا أثناء الموت في غزّة يضعون أغاني ( سميرة توفيق ) على فضائيتهم ..؟؟!! تبا لنا ..حتى الفضاء العربي الذي جاء منه الموت لغزّة ..هو ذات الفضاء العربي الذي ملأ الدنيا رقصاً و عرياً ..وكأن هذه الفضائيات كانت تستقبل الصواريخ في الفضاء و تقبّلها و توشوش في أذنها: أرجوك ألا تخطئي الهدف ..!!.

نحن بحاجة إلى خمس دقائق إفاقة جماعية ..فقط خمس دقائق ..كي ندرك إلى أين آلت بنا عوراتنا ..؟ وإلى أيّ مصير نجرّ بعضنا بعضاً ..كلنا كاذبون وقت الذروة ..وكلنا نفتّش عن حياتنا وسط المجازر خوفاً من وصول الموت إلينا ..!! لو كنا نحب الموت كما يحبّون الحياة ( كمّا كنّا ندعي دوما ) ؛ لما حصدتنا إسرائيل و كأنها تحصد السنابل من زرع القمح ..!! شبابنا يضيع تحت قدميها ونحن نلهج بالدعاء عليها ليل نهار ...!! ما أصعب الدعاء وأنت مكلّلٌ بالخزي و العار ..!! لذا ؛ نحن بحاجة إلى تنظيف النفوس من ضربات أنفسنا إلينا قبل ضربات إسرائيل إلينا ..حتى نقاتلها بشكل صحيح ..!!

ما أصعب مشهد الشهداء الذين لا يتوقفون عن المضي إلى الجنان ..!! والأصعب منه هو صورتنا الجماعيّة ونحن نضجّ بالصراخ لنستريح بعدها و نأخذ مكياجاً جديداً لصراخ جديد في مشهد جديد أيضاً ..!!

دعوني أبكي غزة على مزاجي ..ولتبكوها أنتم على مزاجكم أيضاً ..!! بل ..دعوني أبكي على حالة الاضطراب التي تسكنني ...دعوني أبكي على القادم من مجازر وعلى حالة عجزي التام حتى عندما أريد أن أقول ( لالالالالالالالا ) بطريقة تلفت الانتباه ..!!

تصبحون وتمسون على مجزرة وعلى شهداء بالانتظار ..!!الدستور



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد