على هامش الصراع في فلسطين

mainThumb

06-01-2009 12:00 AM


ليس هناك أي قدر من التكافؤ بين إسرائيل وغزة ، أو بين الجيش الإسرائيلي وحماس ، مع ذلك فالمتوقع أن يبلو مقاتلو حماس بلاءً حسناً في الدفاع عن المدينة ، وتكبيد المعتدين خسائر كبيرة. يساعدهم في ذلك أن مجرد صمودهم يعتبر انتصاراً لحماس ، وعدم اكتمال انتصار إسرائيل هزيمة لها.

عندما يكون ميزان القوى مختلاً لدرجة فادحة ، يتجنب الطرف الضعيف الصدام المسلح ويفضل التهدئة وتسجيل مكاسب سياسية وأخلاقية ، بحيث يكسب تعاطف العالم ، لكن إسرائيل فرضت المعركة مكاناً وزماناً ، ولا يجوز التهرب من المواجهة.

الحرب المعنوية على الصعيد العالمي ، خارج العالمين العربي والإسلامي ، ما زالت في جانب إسرائيل لأنها نجحت في تصوير حماس كحركة إرهابية ، وتصوير عدوانها بأنه دفاع عن النفس ضد صواريخ حماس التي كانت تقلق راحة سكان بعض البلدات الإسرائيلية القريبة من حدود غزة مع أنها لا تمثل أكثر من احتجاج على الحصار الظالم.

حتى في العالمين العربي والإسلامي ينظر البعض نظرة اخرى إلى حماس بسبب الانقلاب الذي قامت به في غزة ، فشق الصف الفلسطيني ، وقسم الفلسطينيين إلى كيانين متعاديين دخلا على الفور في حرب إعلامية على مشهد من الجميع.

اعتدال السلطة الفلسطينية في رام الله ولجوؤها إلى التفاوض السلمي لم يحرر الضفة ويرفع عنها الاحتلال ، وتشدد حماس في غزة لم يرفع الحصار بل خاطر بإعادة احتلال القطاع ، مما يؤكد أن إسرائيل لا تريد السلام ، ولا تتجاوب لا مع الاعتدال واللجوء إلى الوسائل السلمية ، ولا مع التشدد واللجوء إلى العنف.

تريد إسرائيل سلاماً مع كل الدول العربية المحيطة بها. أما مع الفلسطينيين فالسلام يعني (التنازل) عن أراضٍ يعتبرها التطرف الإسرائيلي جزءاً من أرض الميعاد ، ولذا فمن المرجح أن يسبق السلام السوري ثم اللبناني السلام الفلسطيني.

ما يساعد إسرائيل ويسهل مهمتها اختزال القضية المركزية إلى صراع إسرائيلي فلسطيني ، أصبح الآن إسرائيليا غزيا ، وهو بهذه الصيغة محسوم. ومن غير المحتمل أن تسلم إسرائيل بحقوق الشعب الفلسطيني إذا لم تقف معه الدول العربية والدول الكبرى التي تسمي نفسها بالمجتمع الدولي.

إسرائيل مهزومة إذا أدى عدوانها إلى توحيد الفلسطينيين وتحريك الدعم العربي والدولي ووقف العدوان.الرأي



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد