أنا شخصيا لم أفاجأ بالحشود التي خرجت في حاضرة ولاية الجزيرة مؤازرة للسيد محمد طاهر أيلا.. لسبب بسيط.. لأنني كنت هناك قبل أيام معدودات.. ورأيت بنفسي كيف يتعامل الناس مع أيلا وسيرته.. لا في مدني.. بل وحتى خارجها حيث المحليات البعيدة عن مركز صنع القرار.. ومركز إدارة الأحداث.. ولن أصدق أن جهة ما قد حشدت تلك الجماهير لصالح أيلا.. لأنني ببساطة أيضا..
كنت جزءا من مجموعة من الصحافيين ذهبت إلى مدني والمناقل و24 القرشي والكريمت.. ولم نكن محشودين ولا مجبورين ولا مأجورين.. بل هي مبادرة من صديق استجبنا لها.. ولم نندم.. كما لم ولن نندم حين نشهد لأيلا بما رأينا.. والمسيرة التي خرجت في حاضرة الجزيرة مدني أكدت ما كتبه الصحافيون الذين اتهمهم البعض باتهامات باطلة وسخيفة ولغ فيها حتى بعض الزملاء.. ولئن وجدنا للبعض العذر في ما ذهب إليه فمن العسير أن تجد العذر لمن بيته من زجاج ولا يتورع أن يحصب الناس بالحجارة..!
ولعل جوهر الخلاف مع الذين كالوا الاتهامات للصحافيين خاصة من الزملاء يكمن في أنهم وفي الوقت الذي أعطوا أنفسهم الحق في تقييم أداء الوالي أيلا.. وفقا لتقديراتهم الخاصة وبناء على رؤاهم الشخصية.. رغم أنهم لم يكلفوا أنفسهم عناء الاطلاع ميدانيا على ما يفعل أيلا ولا الاستماع كفاحا لما يقول.. قد صادروا هذا الحق من زملائهم.. رغم أن هؤلاء الزملاء قد ذهبوا وشاهدوا..
واستمعوا وناقشوا.. واختلفوا واتفقوا.. مع أيلا ومع غيره من القيادات.. ومع جماهير الشعب التي ما اعتادت أن تمنح تأييدا بالمجان.. إلا لمن تثق فيه.. وإلا لمن تعشم فيه.. وإلا لمن تصدق أقواله..
بعد أن تكون قد رأت أفعاله.. كان أول سؤالنا عن سبب خلاف أيلا مع قيادات حزبه.. وكان أول من سألناه أيلا نفسه.. فطوف الرجل بعيدا عن الموضوع.. ولكن حين استجمعنا حصيلة طوافه هذا كان في الواقع إجابة صارخة عن سؤالنا حول سبب الخلاف.. في تلك الليلة تحدث أيلا عن تقليص المرتبات لا بفصل العاملين بل بكشف التزوير وحصر الأسماء الوهمية التي كانت تتقاضى رواتب من على ظهر محمد أحمد المسكين.. الذي يتشدق البعض بالدفاع عن حقوقه الآن..
وتحدث أيلا عن مراجعة النثريات والحوافز.. التي تحولت من حافز مقابل إنجاز خارق أو جهد إضافي بذل.. إلى حق مكتسب حتى لمن لا يقوم بعمله الأساسي.. تحدث أيلا عن تقليص أسطول السيارات الحكومية التي تتحمل الدولة عبء شرائها وعبء وقودها وعبء صيانتها المستمرة.. جراء الاستخدام السيء.. لا لشىء إلا لأنها.. ميري.. أي ملك عام.. وكان كل ذلك أيضا يتم على كاهل المسكين محمد أحمد الذي يسود البعض الصحائف الآن بدعوى الدفاع عن مكتسباته.. وغيرها وغيرها من الإجراءات التي صاغت لها الثقافة الشعبية عبر وسائط التواصل الاجتماعي عبارة ذكية نصها.. (إيلا قفل البلوفة)..
فتوقف المال الحرام عن الانسياب في أيدي البعض.. فناصبوا أيلا العداء..!
مصطفى الخليفة رئيس نادي الموردة بالمناقل لم يهمس أحد في أذنه.. ولم يحشُ أحد مالا في جيبه ليطلق مبادرته العفوية الشعبية بأن تتولى عضوية الأندية الرياضية تشييد مصارف الأمطار في المدينة شراكة مع المحلية.. والذين تجاوبوا مع المبادرة تصفيقا وهتافا.. كانوا من غمار الناس.. إذن، هل كان مطلوبا منا أن نصدق آذاننا وأعيننا.. أم نصدق صلاح عووضة عويس..؟؟ ولكي يثبت عويس فسادنا عليه أن يثبت براءته.. وهذه معركتي القادمة..!