أفيغدور ليبرمان وحل الدولتين مرة أخرى

mainThumb

07-11-2016 09:21 PM

كنت فيما مضى وقبل أشهر تحديدا قد كتبت مقالين حول افيغدور ليبرمان، وزير الأمن الإسرائيلي الحالي، أولهما ما يتعلق بتأييده حلا للصراع الفلسطيني الإسرائيلي أو قل العربي الإسرائيلي من خلال إنشاء دولة فلسطينية إلى جانب الكيان الإسرائيلي، وتضمن تحليلا لشخصية الوزير المذكور وموقفه من الشعب الفلسطيني خصوصا والقضية الفلسطينية والتوصل إلى حل نهائي لها.  أما المقال الآخر فكان حول اللقاء الذي أجرته معه صحيفة القدس التي تلقت سيلا من الهجوم غير المسبوق عليها بفعله.
 
وهأنذا أكتب مرة أخرى بعد قراءة متمحصة لبعض النقاط التي جاءت في سياق حديث ليبرمان لصحيفة القدس، ومنها دعمه ومساندته لحل الدولتين، وإمكانية رفع الحصار عن قطاع غزة في حالة تخلي حماس عن الخيار العسكري الذي يقول ليبرمان عنه أن حماس من خلاله لن تكون في يوم من الأيام قادرة على تدمير إسرائيل كما تريد.
 
دعونا بداية ومن منظار واقعي وأكثر شمولية أن ننظر إلى الأمور التي طرحها ليبرمان بمقياس من الجدية حتى يمكن التعاطي معها من قبل المسئولين في السلطة الوطنية الفلسطينية وحماس على السواء، وكلاهما فاوض الكيان الإسرائيلي مرات عديدة وسنين طويلة بغية التوصل إلى حلول معينة سواء منها ما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي والاحتلال الإسرائيلي الغاصب للأرض الفلسطينية أو ما يتعلق بالحصار على غزة أو استبدال رفات جنود إسرائيليين وأسرى منهم خلال الحروب على شنها الكيان على غزة.
 
نعم، الدول العربية اجتمعت على تقديم مبادرة السلام العربية، كما لا ضير من القول أيضا أن السلطة الفلسطينيةفاوضت إسرائيل مرات عديدة على التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية، ولا نعمل إن كان ثمة مفاوضات تجري في السر بين الطرفين كما جرت العادة في أحيايين من الزمن، وتم الإعلان عنها في مراحل لاحقة.
 
البراغماتية تقول بإمكانية القبول بمبدأ الجلوس من جديد إلى طاولة المفاوضات بين السلطة الفلسطينية والكيان الإسرائيلي في سبيل تحقيق السلام المنشود وإقامة الدولة الفلسطينية، بدلا من كيل الاتهامات بتبجح ليبرمان بأنه يقيم في أحد المستوطنات ويشرع البناء فيها، علاوة على تهويد الضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية التي نزعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو) شرعية الوجود الإسرائيلي فيها باتخاذ قرارها التاريخي في إسلامية المسجد الأقصى، وأنه ليس لليهود أي نوع من الحق فيه، هذا من جهة، ومن جهة أخرى، يمكن لحماس أيضا أن تتفاوض مع الكيان الإسرائيلي والعمل على رفع الحصار اللاإنساني الذي يفرضه الاحتلال على قطاع غزة وأنهك سكانه ودمر بنيته التحتية، والتخلي عن خيار تدمير الكيان الإسرائيلي على أقله في هذه السنوات العجاف التي يمر بها العالم العربي والإسلامي.
 
نعم، يمكن للسلطة الفلسطينية وحماس في نفس الوقت التفاوض تحت مظلة ومرجعية دولية، مع دولة الكيان حول حلول دائمة للمشكلة الفلسطينية وفق الرؤية التي يطرحها ليبرمان، وذلك لن يكون في ضرره أشد ما يلحق بالفلسطينيين من الأذى وأعمال القتل التي تمارس بصورة يومية بفعل الاحتلال الإسرائيلي للأرض الفلسطينية وحالة الجمود واللاحرب واللاسلم السائدة على الأرض الفلسطينية، وإن تبين أن هذا طريقا اختطه الكيان الإسرائيلي كما طرحه ليبرمان، فإنما يكون أن هذا الرجل اليميني المتطرف قد طرح وجهة نظر واقعية يتبناها للتوصل إلى حل للصراع، وإن كان غير ذلك، فسيكشف من جديد ما يمارسه الكيان الإسرائيلي ممثلا بلسان أحد مسئوليه، من تضليل للرأي العام الدولي،وخداع ومراوغة بهدف إطالة أمد الصراع على الشاكلة التي يريد وعدم إعادة الحقوق الفلسطينية إلى أصحابها الشرعيين.
 
في مثل هذه الحالة التي ربما تكون مرت في منعطف التفاوض الأخير تكون السلطة الفلسطينية وحماس قد اختبرتا معا مدى مصداقية ما يطرح هذا المسئول، ليبرمان في الكيان الإسرائيلي، من طرح لحل صراع قارب السبعين عاما، وما زال الشعب الفلسطيني يرنو إلى إقامة دولته التي يتمنى بطرفيه في الداخل وفي الشتات على الأرض الفلسطينية أو ما يمارسه من كذب ينبغي عندذ فضحه في كافة المحافل الدولية التي ينبغي في مثل هذا الوضع أن تقف بالمطلق إلى جانب الحق الفلسطيني وفرض الحل الذي يعيد إليه كامل حقه في ترابه وأرضه ومياهه.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد