سخافة وليست ثقافة

mainThumb

13-06-2017 03:57 PM

فعالية قام بها نادي الوحدات قبل عدة ايام انتشر صداها على معظم المواقع الالكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي كانتشار النار في الهشيم وعواقبها سيئة ان وجدت اذان صاغية بسبب الفعل وردة الفعل ، وهناك مقولة :( ان الحرب اولها الكلام ) وان دل هذا على شيء فانما يدل على وجود عقول عفنة تؤمن ببث الفرقة واشعال نار الفتنة بين مكونات الشعب الاردني الطيب والذين تجاوزوا فتنة ضالة قامت بها منظمات فلسطينية مدفوعة من دول كانت تضمر الشر للاردن ونظامه الملكي الهاشمي ، حيث انها هدفت لقلب نظام الحكم بقوة السلاح وعمدت على الاساءة للجيش العربي وللمواطنين وتدخلت بشؤونه الداخلية ، رغم فتح الاردن ذراعيه لها واحتضانها لتقوم بواجب المقاومة ضد الاحتلال الصهيوني ، الا انها انحرفت عن الواجب المقدس واعتبرت الخلاص من نظام الحكم واجبا مقدسا لها وعندما رفضت كل المناشدات من الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه ،واركان الحكم الاردني ,وقيادات شعبية ، وعشائرية ، واستمرت تلك المنظمات بفعلها المعادي ، كان لزاما على الدولة الاردنية القضاء على التمرد واعادت هيبة الدولة وفرض الامن والامان لكل ربوع الوطن وانتهت تلك الاحداث المؤسفة واعتبر الاردنيون بكافة اطيافهم من تلك الاحداث وادركوا ان لا مناص امامهم الا بوحدتهم الوطنية والتوجه للبناء والتعمير والذي جعل عمان العاصمة من اجمل العواصم العربية ومدننا وقرانا وباديتنا ومخيماتنا تتمتع بنهضة عمرانية وامنية ، حتى ان الفتاة الاردنية تسير عبر مناطقها لا تخشى الا الله وعملنا جميعا على طي صفحة الماضي السوداء التي لم تخدم سوى العدو الصهيوني ، والذي استمر بعنجهيته بضرب اخواننا الصامدين على ارضهم المحتلة وبطش بهم واساء لمقدساتنا الاسلامية والمسيحية وصادر ارضهم الطيبة وزاد من بناء المستوطنات بربوعها .
ولا زال يمارس الاعتداء عليهم ولم يمر يوم الا وسقط فيه شهيد او جريح واسير وينشط بمصادرة اراضيهم وحريتهم .
اقول لمن يحمل بقلبه كرها وحقدا على الاردن وعشائره وجيشه ونظامة الهاشمي والذي استمد شرعيته من العناصر التالية 
1- الشرعية الدينية المستمدة من النسب الشريف لآل البيت الاطهار 
2- الشرعية التارخية المستمدة من ثورة العرب الكبرى بقيادة الشريف الحسين بن علي ومشروعها الوحدوي الذي غدر بها الاستعمار الاجنبي
3- والشرعية القومية النابعة من هوية الجيش الأردني العربية وباحتضان الأردن للأشقاء العرب واستقبالهم وحماياتهم واقتسام رغيف الخبز وشربة الماء معهم 
4- الشرعية الدستورية التي التزم بها الملوك الهاشميون منذ تأسيس المملكة 
5- الشرعية الانسانية الكاملة الملتزمة بالقوانين والانظمة وسيادة القانون 
وعليه نؤكد للجميع ان هذه الافكار السوداوية والتي تختمر بعقول البعض والتي يتمناها العدو الصهيوني ويراهن عليها ودائما ما يتطرق لها بين الفينة والاخرى من هنا نقول لتلك الفئة الضالة اننا لن نسمح بشق الصف الاردني وضرب وحدته وهويته الوطنية في الصميم والاساءة بل الجريمة النكراء بالاستهزاء بجلالة الملك ورؤساء دول عربية سواء اتفقنا مع سياساتهم او اختلفنا ، والنقد البناء لا يزعج اي منا نعم نتفق مع نظامنا ونختلف معه وننقد بعض سياساته اما ان يصل الامر لحد الاستهزاء والقدح برسوم مقززة والفاظ سيئة كسوء من يتلفظ بها فهذا مرفوض رفضا تاما من كل الشعب الاردني .
راجيا ان تؤخذ هذه التصرفات المسيئة على محمل الجد ومحاربتها من جميع الفعاليات الاجتماعية والتربوية والحزبية والمنتديات الثقافية والنقابات المهنية وسائر ابناء المجتمع والتي لا يمكن وصفها بثقافة بل سخافة عقول وفساد قلوب وأنفس مريضة جاهلة ، وها هي الدول العربية من حولنا دمرت مؤسساتها وخربت ديارها وسالت فيها دماء عزيزة علينا وهتكت اعراض رجالها قبل نسائها وقتلت فيها الطفولة هذا وهم يطالبون بالحرية من انظمة مستبدة .
فكيف بمن يطالب باذكاء نار العنصرية ويبحث عن اشعال حروب جاهلية كحرب داحس والغبراء ، وحرب البسوس التي دارت رحاها بين ابناء العمومة والتي تسببت بقطع نسل عائلات كاملة من اجل حادثة تافهة كناقة البسوس الجرباء اوضرب فرس سبق فارسها .
نحن بحمد الله بهذا الوطن اهل وعشيرة واحدة وانسباء وجيران نعرف بعضنا بعضا من الطرة شمالا للدرة جنوبا تاريخنا واحد ومعتقداتنا الاسلامية والمسيحية تحض على التسامح والسلام وان نكون كالبنيان المرصوص امام عدونا المشترك ، نعم يجمعنا وطن غالي نؤمن جميعا بأنه ارضا للحشد والرباط وسيأتي يوم تنطلق منه فيالق تحرير فلسطين وقدس اقداسها ، واعادة الحقوق لاصحابها ، الا يستحي مروجو ثقافة السخافة من دماء شهداء الاردنيين التي روت بدمائها الطاهرة ثرى فلسطين الطهور ، من غرس بنفوسكم هذا الحقد الدفين بين الاضلع لتنفثوا سمومكم عبر تغذية افكار هذا الجيل الذي أمن بالاردن وطنا وموئلا وان عدوه من احتل ارضه وشرد اهله ، لا من فتح ذراعيه لاخوته الذين هجرهم الاحتلال البغيض .
قال تعالى: (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان )
واختم بــ المثل الانجليزي الذي يقول : ( العائلات الذين يتناولون الزاد سوياً هم من اكثر الناس تلاحماً وارتباط ) .
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد