الصناعة والتنمية عند الأدوميين

mainThumb

14-12-2018 07:31 PM

 الحلقة الثالثة 

عثر الادوميون على عروق النحاس في ضانا وفينان وجبال الشراة في جنوب الأردن، حيث تؤكد الدلائل على قيامهم بعمليات تعدينه من خلال وجود مصاهر/ افران صهر النحاس، التي هي أقدم افران صهر للنحاس في العالم ويعود ذلك الى ما يزيد على الفي سنة قبل الميلاد، وكانت المصاهر تقوم على حرق الخشب، حيث أن المنطقة كانت غنية بأشجارها الحرجية، الى الآن، كأشجار العرعر والبلوط والبطم الأطلسي.
    وهنالك أدلة على أن الفراعنة استخدموا مناجم النحاس تلك الموجودة في غرب مملكة آدوم أي في وادي العربة ومن تحالفهم مع الدولة الأدومية. ففي حفريات (كريستال بنت) في بصيرا عام 1973 عثر على آثار مصرية، وذلك تبرهن على ما كان من تحالف بين الأدوميين والفراعنة وحرية التجارة بينهما وتبادل الفنيين والخبراء والعمال. وكانت تلك الافران على شكل حفر تشبه أتون الجير وهي اسطوانية بعمق ثلاثة أمتار وقطر مترين، وفي أسفل المنجم هنالك حوض لتجميع معدن النحاس، وفي الجزء السفلي للمنجم يوجد نفق صغير لإدخال الحطب الذي كان يستخدم كمصدر للطاقة الحرارية لإذابة المعدن.
وقد أشار القران الكريم الى استخراج النحاس من أراضي الدولة الأدومية الاردنية  في منطقة فينان / فينون غربي ظانا في وادي العربة حيث استمرت المصانع الى زمن سيدنا سليمان عليه السلام , حيث  يقول تعالى : (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ ۖ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ ۖ وَمِنَ الْجِنِّ مَن يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ ۖ وَمَن يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ (12) يَعْمَلُونَ لَهُ مَا يَشَاءُ مِن مَّحَارِيبَ وَتَمَاثِيلَ وَجِفَانٍ كَالْجَوَابِ وَقُدُورٍ رَّاسِيَاتٍ ۚ اعْمَلُوا آلَ دَاوُودَ شُكْرًا ۚ وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ 3سبأ
وقوله (وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ) يقول: وأذبنا له عين النحاس، وأجريناها له. (وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ عَاصِفَةً تَجْرِي بِأَمْرِهِ إِلَى الْأَرْضِ الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا ۚ وَكُنَّا بِكُلِّ شَيْءٍ عَالِمِينَ (81) الأنبياء. (فَسَخَّرْنَا لَهُ الرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ (36) وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ (37) وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ (38) سورة ص. كما ان صناعة القور والأواني والمحاريب والاسلحة من النحاس كانت صناعة أدومية، التي لم يتوانى سليمان على تقليدها وامرخ للجن ان يعملوا مثلها لأنها كانت اعجبته وكانت لها وظائف للطبخ والقتال والخطابة والدواوين وسروج الخيل والاثاث وغيرها من الأشياء، فوجد سليمان عليه السلام الا مناص له من تقليدها. 
تبين الآية الكريمة ان الأدوميين كانوا يصهرون النحاس ثم يصبونه في قوالب، ذلك ان سليمان استمر معتمدا على العمال والفنيين الأدوميين في تنجيم وتصنيع النحاس كما سياتي بإذن الله تعالى. وان تذويب النحاس يحتاج الى خرارة عالية كان يتم توفيرها من استعمال الحطب المتوفر في وادي العربة قريبا من المنجم، كما كان يتم نقل الإنتاج من النحاس الى ميناء عصيون جابر للتصدير، والى أسواق المملكة الأدومية المتناثرة.
وبذلك نجد برهانا في القران الكريم ان استغلال النحاس من وادي العربة الأدومي الأردني في منطقة فينان وظانا بقي عبر الاف السنين الى زمن سليمان عليه السلام، واما الارض التي بارك الله فيها فهي الاردن كما ورد ذلك في آيات أخرى لا مجال لتكرارها هنا 
    واما بالنسبة لتحصين المدن والقرى لدى الآدميين، فقد كانوا يختارون قمما جبلية او قمم التلال او مناطق وعرة ومحصنة بالطبيعة في سفوح الجبال وقممها وجنبات الوديان، على شكل معاقل تحتمي بسفوح وقمم جبلية متشعبة وشاهقة وبالغة الوعورة، عدا عن كبر/ ضخامة أحجام الحجارة المستخدمة في البناء لتشكل حوائط جبلية هائلة تقاوم اية محاولات للاختراق مهما كانت القوة المعتدية واسلحتها في حينه. ورصفت البيوت والأزقة بالحجارة الصلبة الرقيقة واستخدموا في تثبيتها الرمل مخلوطا بالصلصال والجير، ليشكل مادة قوية للتثبيت والالتصاق بين الحجارة بما يشبه الإسمنت النقي. 
وقد عمل الملك حدد بن بدد على مزيد من التحصينات والتوسع في المدن الأدومية وبناء القلاع وحفر السراديب والانفاق والممرات التحت أرضية والكهوف المرتبطة بالقلاع والمدن، والتي تستخدم كملاجئ ومساكن وملاذ امن في أوقات الخطر والحصار، وتنتهي السراديب عادة الى منابع المياه او تحتوي احواضا منقوشة في الصخور للاحتفاظ بالماء النقي. كان ذلك بسبب ونتيجة ما وصلت اليه الدولة الأردنية زمنه من التقدم والازدهار والتوسع وزيادة السكان ووجود الجيش النظامي الذي كان يحرس البلد وحدودها وامنها في الداخل والخارج، لان هذه المساحات الواسعة من المملكة كانت تحتاج الى جيش نظامي وحاميات عسكرية مدربة وقوية لأداء هذه المهمات والواجبات الوطنية. وعقيدة قتالية ترتبط بالوطن وليس بالأشخاص . 
وقد أدى المنهج السياسي الذي اتبعه حدد بن بدد مع الفرعون ومع ملوك كنعان وملوك الفينيقيين وملوك افريقيا وملوك البرازيل وبقية ملوك وامراء بلدان امريكا الجنوبية التي كانت تسمى الأرض المجهولة او ارض ما وراء البحار، أقول عقد الاتفاقيات بعدم الاعتداء. كل ذلك جعل الدولة الأدومية الاردنية امنة مستقرة وقادرة ومتقدمة على من سواها في زمنها ولها هيبة وسطوة وشوكة.
    واما بالنسبة لنظام الري عند الأدوميين فقد كان استمرارا لذات النظام الذي اتبعه الحوريون من قبلهم ولكن الأدوميين طوروه حسب المقتضيات وما توصلت اليه العقلية الأدومية وما تطلبته الأمور من حاجات جديدة، وهو النظام الذي ورثه الانبط عن الأدوميين بعدهم وطوروه حسب المقتضيات أيضا وحسب الكتاب ان نظام تجميع وحفظ الماء النبطي هومن صنع الأنباط وحدهم وهو امر لا يتفق مع الحقيقة، حيث انه استمرار لما عمله الحوريون والادوميون من قبلهم.
  فقد حفر الادوميون في الصخر الرملي آبار الجمع والسراديب السرية والأنفاق تحت الأرضية والقنوات فوق الأرض لتصل الى القلاع وتربطها بمصادر المياه كنوع من الاحتياط في حال تعرضهم لحصار طويل، ومثال على ذلك وجود نفق بطول 800 متر باتجاه الجنوب الشرقي يصل عاصمتهم مدينة بصيرا بنبع ماء يسمى عدينا.  وان القانون نفسه تم تطبيقه من قبل الملك ميشع في مؤاب بعد ذلك بثلاثة قرون ويزيد، ومن قبله الانباط ورثة الأدوميين حيث احتفظوا بكل نقطة ماء تنزل على صخور البتراء. فالاحتفاظ بالماء وجمعه كان مهما في الثقافة الثمودية في سائر ممالكهم ومناطقهم عبر تعاقب الدول والاجيال. وفي زمن الملك حدد بن بدد تطورت طريقة الاحتفاظ بالماء وجمعه وحفر الابار والاحواض الصخرية التي تختزن الماء لغايات الشرب والري والاستعمالات الأخرى والتخزين لسنوات القحط وشح المطر.
     وعرف الادوميون عدة أنماط من الحياة في المجالات: الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والروحية: فقد كانت هناك فئات تعتني بالمواشي أي الرعاية وكانت عندهم قطعان كثيرة جدا. وفي نصوص التوراة ما يبرهن على ذلك والاعداد الهائلة التي تم نهبها من الأدوميين اثناء الحروب بين بني إسرائيل والأدوميين بعد التيه وبعد موت حدد بن بدد. 
   وكانوا في سني الجفاف وفي فصل الصيف يتحركون بقطعانهم نحو وادي النيل ويسلكون وادي الطميلات الى الشرق من نهر النيل في مصر، مما اوجب عقد اتفاقيات ثنائية بين الأدوميين والفراعنة الهكسوس كان يتم تجديدها وتطويرها من حين الى اخر، حسب المستجدات والحاجات، وقد كانت واضحة زمن الملك حدد بن بدد زيادة على ما كان عليه الامر زمن من سبقه ومن لحقه، وهذا ما سناتي اليه لاحقا بعون الله تعالى. 
   واما الفئة الاقتصادية الأدومية فقد عملوا بالزراعة البعلية والزراعة على الري حيث كانت تتوفر المياه الغزيرة العذبة من الينابيع السطحية والسدود التي اشادها الادوميون (وتمت صيانتها وتقويتها وتوسيعها وزيادة اعدادها زمن الانباط) التي تحتفظ بمياه الامطار، كما ان الارض الخصبة جعلت الزراعة مزدهرة في ذلك العصر، مما أدى الى ارتفاع الإنتاج من الخضروات والفواكه والحبوب والمراعي. وهو ما أشار اليه القران على لسان بني إسرائيل كما سياتي لاحقا بعون الله تعالى
قال تعالى :(وَإِذْ قُلْتُمْ يَا مُوسَىٰ لَن نَّصْبِرَ عَلَىٰ طَعَامٍ وَاحِدٍ فَادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُخْرِجْ لَنَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ مِن بَقْلِهَا وَقِثَّائِهَا وَفُومِهَا وَعَدَسِهَا وَبَصَلِهَا ۖ قَالَ أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَىٰ بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ ۚ اهْبِطُوا مِصْرًا فَإِنَّ لَكُم مَّا سَأَلْتُمْ ۗ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ وَالْمَسْكَنَةُ وَبَاءُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللَّهِ ۗ ذَٰلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ۗ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ (61) سورة البقرة 
واستمرارا لما كان يقوم به الحوريون الأردنيون من قبل ، فقد امتهن خلفاؤهم الادوميون: الصناعة وبخاصة صناعة النحاس من فينون / فينان في وادي العربة كما اشرنا أعلاه ، والحديد من منطقة فينان والطفيلة، والاحجار الكريمة من منطقة ظانا والتي صارت الان محمية رغم ان صخورها تعج بمخزون هائل من الأحجار الكريمة الثمينة جدا , والملح على شكل كتل ضخمة يتم تكسيرها وطحنها وتصديرها كمسحوق , والقار/ الزفت وكانوا يستخرجونه من البحر الميت على شكل كتل ضخمة يتم تكسيرها واذابتها وملئها بأواني مختلفة الاحجام , لتصبح سهلة الحمل والتصدير، لاستخدامه في تلقيح الثمار في مصر والاستعمالات الأخرى في التحنيط، حيث تتوفر المناجم الغنية بهذه المعادن في ديار ادوم الأردنية. 
  كما كانوا يصدرون الأعشاب العطرية والطبية الطبيعية التي كانت تنمو بغزارة ومنتشرة في وادي العربة والجبال الشرقية وهي جبال الطفيلة والشوبك وباديتهما، وكانت تستخدم بالتحنيط والطقوس الدينية المصرية والادومية ويتم استخدامها في صنع السفن ودهنها (طلاء) كمادة عازلة للمياه وبخاصة للسفن الكبيرة والعابرة للبحار. كما كانت حمامات البربيطا وعفرا في الطفيلة عناصر جذب للاستشفاء والعلاج منذ القدم، أكثر مما هو عليه في ايامنا وعصرنا هذا، وكانت منتجعا للملك حدد بن بدد وعلية القوم والشعب وسائر الملوك الذي حكموا المملكة الأدومية وسائر أبناء المملكة. 
   وقد استفادوا من الموانئ لتصدير واستيراد البضائع وبخاصة الى مصر وشرق وجنوب افريقيا واليمن والهند وجنوب شرق اسيا، والقارة الجنوبي / القطيبة، والأرض المجهولة (أي الأمريكيتين) حيث كانت لهم شبكات تجارية واسعة وقوية وكان بحر سوف أي البحر الأحمر يسمى زمن الملك حدد بن بدد: البحر الأدومي أي البحر الأحمر.  وقد تم استكمال حفر قناة بحرية بين ذراع السويس للبحر الأحمر الى النيل، واستخدامها لنقل المنتجات الأدومية من: الملح والقار والاعشاب والاخشاب والمعادن والحرير والعسل والفواكه المجففة ومنتجات الالبان والمنتجات الزراعية والحيوانية الأدومية عبر القوارب الشراعية الى مصر.
 كانت قناة البحرين التي سميت (قناة حدد بن بدد) استغرقت أكثر من قرن لحفرها وتم استكمالها زمن الملك حدد بن بدد وسميت باسمه، وقد تم تدشينها باتفاق حدد والفرعون لتسهيل نقل المنتوجات، وربما يكون الفرعون حضر افتتاح القناة لأنها تخدم المصالح الفرعونية الاستراتيجية وتسهل العمليات التجارية بين البلدين وسهولة نقل ما تحتاجه مملكة الفرعون من الإنتاج الأردني عبر الماء الى حيث العاصمة الفرعونية.
  وبالمقابل كان المستقرون من الأدوميين يعيشون حياة المدينة ويفهمون أصول نظام الحكم. إذ كان لديهم أنظمة وقوانين وتوجيهات رسمية، وكان يحكمهم ملوك بالاختيار والانتخاب لا بالوراثة. وتأتي التوراة على ذكر للآدوميين في أكثر من مناسبة وفصلناها في كتابنا: التاريخ السياسي للممالك الأردنية القديمة، حيث كانوا وباستمرار في حروب مع العبرانيين، وكان موقف الأدوميين منسجما مع موقف المؤابيين جيرانهم في مؤاب والكرك، فجميعهم ثموديون ضمن الاتحاد الكونفدرالي للممالك الثمودية الأردنية.
 احب الناس الملك حدد لدرجة ان اسمه (هدد / حدد) صار يطلق على إله عند الانباط خلفاء الأدوميين، يعبدونه (أي الأنباط) من دون الله، كما سمي أحد امراء الأدوميين لاحقا بهذا الاسم أيضا. وكما يقال فان حدد الثاني الذي جاء بعد حدد الأول بعدة قرون قد فر الى مصر طالبا العون من الفرعون لمحاربة العبرانيين الذين احتلوا ادوم وقتلوا عشرات الالاف من الأدوميين حيث القوا بهم من أعالي الجبال والصخور الوعرة دونما رحمة بذكر او انثى او طفل صغير او شيخ كبير. 
وقد أكد أغلبية علماء الآثار أن سبب تسمية المنطقة والقبيلة باسم ادوم انما يعود إلى انتشار الحجر النوبي الأحمر اللون في أراضي أدوم، الأمر الذي صبغ تلك التسمية على أرض أدوم، وفيما بعد على أجدادنا الأدوميين الأوائل الذين سكنوا هذه المنطقة وأسسوا المملكة الأردنية الأدومية العظيمة.  
وما سكت عنه القرآن الكريم او لم يذكره، فانه لا بأس من أن نبحث عنه فيما ورد في التوراة بشأنه مدركين ما قد أصاب بعض نصوصها من تحريف وتبديل، إذ التوراة التي بين أيدينا ليست كلام الله الذي انزله على النبي موسى عليه الصلاة والسلام، وانما هي في حقيقتها سيرة موسى عليه السلام، مكتوبة بأيدي أحبار اليهود الذين يحرفون الكلام عن مواضعه كما وصفهم القران الكريم
قال تعالى (مِّنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ ۚ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَٰكِن لَّعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا (46) سورة البقرة. وقوله تعالى (فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَٰذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ۖ فَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَّهُم مِّمَّا يَكْسِبُونَ (79) سورة البقرة.
 وقد مزج كاتبوها بين ما أوحي إليه من الله سبحانه، وبين أحاديثه الشخصية مضافاً إليها تفسيراتهم لبعض الأحداث ووجهات نظرهم وما قاموا به من تحرف للكلام عن مواضعه. واعتماداً على هذه الإضافات الأخيرة فإننا لا نرى بأساً من التجاوز عن معلومة تاريخية وردت في التوراة إذا ارتأينا أنها تتعارض مع حقائق أخرى أو أنها تقف عثرة في سبيل نظريتنا الت وضعناها وتوصلنا اليها بالتحليل والتعليل والحجة، أقول توصلنا الى إعادة بناء التاريخ الأردني القديم وابرزناه على السطح وربطنا بين اجزائه المتناثرة ليشكل عقدا فريدا من الماس واللؤلؤ.
 ( انتهت الحلقة الثالثة وللحديث بقية )


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد