شعرة معاوية

mainThumb

01-10-2019 12:49 PM

شعرة معاوية، سياسة ونهج حكم يجب أن تُدرّس إلى كل مسؤول قبل توليه زمام المسؤولية، استطاع من خلالها معاوية بن أبي سفيان أن ينقل الحكم من نظام شوري عادل، إلى نظام وراثي أقل عدلا وورعا، فغطت شعرته هذه على نقص أركان حكمه من الشورى والعدالة، حتى اعترف بحمكه الحسن بن علي رضي الله عنه وتنازل له عنه.
 
شعرة معاوية:  "لو أنّ بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت، كانوا إذا مدّوها أرخيتها، وإذا أرخوها مددتها"، تحتاج إلى ركنين اثنين، ألا وهما: الدهاء والحِلم، وهاتان الصفتان كان يتصف بهما معاوية، بل أبدع في تطبيقهما على أرض الواقع، الدهاء في التعامل مع مستجدات الأمور، بحيث جعل تلك الشعرة بينه وبين الناس لا تنقطع أبدا، فإذا ما أرخاها الشعب؛ شدها هو، والحلم في كل الأمور، فإذا ما شدها الشعب؛ أرخاها هو. فثبّت أركان ملكه واستبب له الأمر.
 
 فأين مسؤولينا اليوم من تلك السياسة الحكيمة؟ والتي تفتقر إلى الذكاء في التعامل مع مستجدات الأمور، وإلى الحلم فيما إذا شد الشعب تلك الشعرة، فهي مقطوعة أبدا بينهم وبين الشعب، ثم بعد قطعها؛ استبدلوها  بحبل، فأخذوا بطرف وجعلوا الشعب على الطرف الآخر، وبدأت لعبة شد الحبل بينهم، هذا يشد من جهة وذاك من الجهة الأخرى، هذا يحاول سحب ذاك وزحزحته من مكانه، والكل متمترس في مكانه لا يتزحزح.
 
والشعرة تبذل من المسؤول تجاه الشعب، وليس العكس، مع أن الشعب الأردني الطيب الكريم، وخلال العقود الماضية هو من بذل تلك الشعرة تجاه مسؤوليه، وليتهم تعاطوا مع المسألة بحكمة وروية، بل كان الشد من جهة المسؤول دائما وأبدا، فلا تركوا شعرة ولا أبقوا ودا.
 
 وإذا ما استمر نهج شد الحبل هذا، والذي يفتقر إلى الحكمة والمسؤولية، فإن الشد بين الطرفين سيستمر، والأمور لن تسير إلى عاقبة محمودة –لا سمح الله-، حتى وإن أثبتت الحكومة قوتها في الشد، فمقومات القوة الآن إلى جانبها، فالحكمة تقتضي منها مد شعرة معاوية نحو الشعب، والعمل بمقتضاها، حتى الوصول إلى بر الأمان، فهل من مدكر؟!.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد