ارتفاع درجات الحرارة يهدد صحة الأطفال

mainThumb

19-11-2019 03:16 PM

 السوسنة - نشرت مجلة "لانسيت" دراسة شاملة قام فيها باحثون من 35 مؤسسة منها منظمة الصحة العالمية، بتحليل الصحة المناخية للكوكب عبر 41 مؤشرًا، لاسيما تزايد حالات الفيضانات والحرائق البرية والأمراض، التي ينقلها البعوض، وخطوات التكيف والتخفيف، التي يجري اتخاذها لمعالجة المشاكل والموارد الاقتصادية، التي خصصت لهذا العمل، ورغم ملاحظة إحراز بعض التقدم في بعض المناخي، إلا أن العديد من الأمور تستمر في الهبوط.

اقرأ ايضا:هيئة النقل تصدر 6 موافقات نهائية لشركات نقل مدرسي

وحسب الباحثين فإننا جميعًا سندفع ثمن ذلك وخصوصا أطفال اليوم هم الذين سيدفعون الثمن الأغلى، فمع كل درجة ترتفع نتيجة ظاهرة الاحترار، يهدّد صحته ورفاهيته الأطفال بشكل متزايد، وحسب الدراسة، فإن تغير المناخ وتلوث الهواء من الوقود الأحفوري يهدد صحة الطفل ابتداءً من رحم أمه، ويظل يتراكم بداخله، وأحد أكثر الأمثلة تدميرًا لتلك الظاهرة التراكمية هي الجسيمات المجهرية الناتجة عن حرق الوقود الأحفوري.
وقد وجدت الدراسة أن أكثر من 90 % من أطفال العالم البالغ عددهم 2.2 مليار طفل يتعرضون لجزيئات مجهرية بتركيزات أعلى من الحد الآمن، الذي تحدده منظمة الصحة العالمية، مما يعني أن سحب أنفاسهم الأولى في عالم كهذا يجعلهم أكثر عرضة لخطر الإصابة بالربو والالتهاب الرئوي ومرض الانسداد الرئوي المزمن.
 بالرغم من أن الهواء أكثر نظافة في المتوسط في الدول الغنية مما كان عليه الحال قبل 50 عامًا، إلا أن العالم ككل أصبح أكثر تحضرًا، ومن المتوقع أن يعيش 70 في المائة من سكانه في المدن بحلول عام 2050 حيث الهواء أكثر تلوثًا.
وحسب الباحثين فإن درجات الحرارة المرتفعة وهي المؤشر الرئيسي لتغير المناخ، تؤدي لأضرار كبيرة بالنسبة للأطفال، حيث تكون أجسام الأطفال أقل مهارة من البالغين في تنظيم درجة الحرارة، ويعتمد الأطفال على القائمين على رعايتهم لمعالجة ذلك، ومنحهم الماء عندما ترتفع درجات الحرارة، وكما توضِّح الدراسة، فإن هذا يتركهم في خطر أكبر بدرجة كبيرة، تتمثل في اختلال التوازن بين كهرباء الجسم المرتبطة بالحرارة، ومن ثمَّ قد تتسبب في أمراض الكلى والجهاز التنفسي وفي هذه الحالة تعتبر الجغرافيا مضاعفًا للقوة
 بالإضافة الى أن الأماكن الأكثر حرارة غالبًا ما لا يتوفر بها التحوط الكبير ضد الحرارة كتكييف الهواء، وهذا يعني أن ما يقرب 450 مليون طفل معرضون لخطر الإصابة بالحمى.
وأشار الباحثون الى أن تغذية الطفولة في خطر حيث تقلل درجات الحرارة المرتفعة من مدة موسم النمو بالنسبة لثلاث من المواد الغذائية الأساسية للأطفال (الذرة والأرز والقمح)، مما يؤدي إلى خفض المحاصيل وزيادة خطر المجاعة في البلدان النامية المعرضة للخطر، وفي الوقت نفسه تؤدي درجات حرارة البحر المرتفعة إلى انخفاض في مخزون الأسماك، وهو مصدر لنسبة 20% من البروتين في النظام الغذائي لنحو 3.2 مليار نسمة، ومن ثمَّ فإن الأطفال على مستوي العالم هم الضحايا الأكبر لنقص التغذية.
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد