حلم اللقاء - خولة الكردي

mainThumb

28-11-2019 12:04 PM

توفي الاسير سامي ابو دياك في مستشفى سجن الرمله، بعد معاناة طويلة مع المرض، لم يشفع له مرضه ان يموت باحضان امه والتي كانت امنيته الوحيدة في هذه الدنيا، فبموت ابو دياك يزداد تسليط الضوء على معاناة الاسرى والمعتقلين في اقبية الاحتلال الاسرائيلي، فرغم المطالبات العديدة بالافراج عنه بسبب خطورة وضعه الصحي، اصر الاحتلال الاسرائيلي على ابقائه داخل السجن.

فتدهور صحته كان ملحوظا، بخاصة في ايامه الاخيرة وطالبت اسرته بالافراج عنه مرارا، لكن التعنت من قبل ادارة السجن حالت دون الافراج عنه، فقد تمنى ان يموت باحضان والدته، وحتى هذه الامنية وقفت ادارة السجن حائلا دون تحقيقها. فقبل ايام صرحت والدته بتصريح تحث فيها العالم على مساندتها للافراج عن ابنها وتمكينه من الاجتماع مع اسرته، فسامي ابو دياك يعاني من مرض السرطان، واجريت له عملية ادت الى استئصال جزء من معدته، مما زاد من حدة المرض الذي يعاني منه مع حدوث خطا طبي متعمد، لم يعد جسد ابو دياك يتحمل المزيد، فسلم روحه لخالقه وترك وراءه شقيقه سامر ابو دياك المحكوم عليه بالسجن مدى الحياة.
 
ومع تفاقم اوضاع المعتقلين تزيد معاناتهم، فبعض الاسرى يعاني من امراض مستعصية لا يجدون الرعاية الصحية اللازمة، ويعانون ايضا من اهمال صحي متعمد من قبل سلطات الاحتلال، مما يزيد من ماساتهم التي لا يوجد لها في الافق اي بوادر للاستجابة او حتى التخفيف من القيود المفروضة عليهم كمنعهم من التريض او مقابلة عائلاتهم. فالبرغم من المناشدات العديدة التي وجهتها المنظمات الحقوقية الفلسطينية، للافراج عن سامي ابو دياك ليتمكن من رؤية اسرته والاطمئنان عليه بالتزامن مع حرمان العديد من الاسرى  من لقاء اهاليهم وعائلاتهم، فقد بات وضع الاسرى وضع خطير، خصوصا مع ازدياد الاهمال الطبي بحقهم، والتنصل الاسرائيلي من مسؤولياته القانونية والانسانية، والتي تفرض على اي قوة احتلال حماية الاسرى وتجنيبهم التعذيب والاذلال وتامين رعاية صحية كاملة ومنحهم كافة حقوقهم والتي نصت عليها القوانين الدولية، لكن اسرائيل كعهدها لا تعير للقوانين الدولية اي اعتبار، وتضربها عرض الحائط وقتما تريد، مع تهاون دولي واضح في الضغط عليها من قبل الحكومات الغربية النافذة والتي تؤثر على الحكومة الاسرائيلية.
 
سامي ابو دياك هو اسير شهيد من بين مئات من الاسرى الذين استشهدوا في سجون الاحتلال لم يلقوا اي اهتمام، من القوى التي تدعي الديمقراطية والدفاع عن حقوق الانسان، يبقى حلم لقائه بامه قائما فالان تناشد امه العالم وكل ضمير حي استلام جسده الطاهر ودفنه حتى تزوره وتقرا على روحه الفاتحة. ونحن نقول انشاء الله يا ام سامي تحتضني جسد ابنك سامي وتحققي امنيته حتى بعد استشهاده.
خوله كامل


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد