خِطَابُ الله وَتَحْذِيْرَهُ لأِهْلِ اَلْقُرَىٰ

mainThumb

25-12-2019 09:00 AM

فرق الله بين أهل القرى وأهل المدينة فقال عن مكة المكرمة أم القرى (وَكَذَٰلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِّتُنذِرَ أُمَّ الْقُرَىٰ وَمَنْ حَوْلَهَا وَتُنذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لَا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ(الشورى: 7)). وقد ذكر الله المدينة في سورة يوسف (وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ (يوسف: 30)). وقال الله تعالى في هذه الآية: وقال نسوةٌ ولم يقل وقالت نسوةٌ، لأن القرآن الكريم نزل باللغة العربية وفي اللغة العربية إذا كان العدد قليلا فيذكر الفعل وأما إذا كان العدد كثيرا فيؤنث الفعل كما هو في هذه الآية ( قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَٰكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ(الحجرات: 14)).
 
والملاحظ في جميع أنحاء العالم أن أهل القرى هم أقل حظاً من أهل المدن من حيث ما هو متاح من خيرات وتسهيلات ومدارس وجامعات وعلوم وتكنولوجيا ... إلخ في أي بلد من بلدان هذا العالم وتم تصنيفهم في أردننا العزيز بالأقل حظا. ولا ندري هل هذا سببه هو ما ذكره الله في هذه الآية أم غيره من الأسباب والله أعلم ( وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَىٰ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَلَٰكِن كَذَّبُوا فَأَخَذْنَاهُم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (الأعراف: 96)). فالإيمان بالله القطعي والتقوى تفتح على الناس بركات من السماء والأرض ولكن الذين يكذبون بما جاء في كتاب الله وهم بعيدون عن التقوى فيأخذهم عذاب الله بأفعالهم. ويتساءل رب العزة والجلالة: هل أمن أهل القرى على أنفسهم وضمنوا أن لن يأتيهم بأسنا وهم نائمون؟ (أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (الأعراف: 97)). ويتساءل أيضاً الله سبحانه وتعالى: هل أمن أهل القرى أن يأتيهم عذابنا وهم في ساعات الضحى في النهار وهم يقومون بأعمالهم؟ (أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ (الأعراف: 98)).
 
وقد ذكر الله أن بعض الناس يمكرون مكراً كبارا (وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِندَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِن كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (إبراهيم: 46))، (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (الأنفال: 30)). وقال تعالى في كتابه أيضاً (اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا (فاطر: 43)). ولما تقدم فقد تساءل الله تعالى: مرة أخرى هل أمن أهل القرى مكرنا بهم؟ إن مكروا بنا ولم يؤمنوا بآياتنا ولم يخشوا عذابنا بأن يتقوه بالإيمان والتقوى فسوف يكونوا من الخاسرين (أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ (الأعراف: 99)). فعلى أهل القرى أن يأخذوا حذرهم من كل هذه التساؤلات من رب العالمين التي ورد في كل سؤال منهم آيه صريحة وواضحة وضوح الشمس. رغم أن الملاحظ هذه الأيام أن أهل المدن هم أكثر حرية وأكثر بعداً عن الإلتزام بتعليمات الدين من حيث اللباس غير المحتشم والإختلاط بالذكور في التعامل ... إلخ من أمور الحياة. ولكن لا نستطيع أن نعترض على ما جاء في كتاب الله عز وجل لأن الله خلقنا وهو أعلم بنا وبما تكنه نفوس خلقه أجمع.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد