صحيفة السوسنة الأردنية

 

وقد ساوى الله سبحانه وتعالى الظالم بالكافر(كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إِيمَانِهِمْ وَشَهِدُوا أَنَّ الرَّسُولَ حَقٌّ وَجَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ(آل عمران: 86))، لعن الله والملائكة والناس أجمعين الظالمين (أُولَٰئِكَ جَزَاؤُهُمْ أَنَّ عَلَيْهِمْ لَعْنَةَ اللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ (آل عمران: 87)). وطلب الله منَّا أن لا نركن للظالمين ولا نساعدهم ولا نداهن لهم مهما كانت مراكزهم ومراتبهم ووظائفهم حتى لا تمسنا النار ... ثم لا نُنْصَرْ (وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُم مِّن دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (هود: 113)). ويصف الله المداهنين وكيف يتلونون حسب الظروف ويقولون ما لا يفعلون ويساعدون الظالمين على ظلمهم (وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ، أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ، وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ (الشعراء: 224 – 226)). أما الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيراً فسينصرهم من بعد ما ظُلِمُوا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون ( إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيرًا وَانتَصَرُوا مِن بَعْدِ مَا ظُلِمُوا وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ (الشعراء: 227)). اللهم إبعدنا وجنبنا الظلم بكل أنواعه وأبعدنا عن الظالمين ولا تجعل لنا حاجة عندهم أبداً ما أحيانا ربُّ العالمين.