كَــلاَّتُ اَلْمَلِكُ اَلْثَلاَثَةُ مُبَرَرَةٌ دِيْنِياً وَتَارِيْخِياً وَدِيْمُوغْرَافِياً وأُمَمِياً وَسِيَاسِياً لصفقة القرن

mainThumb

01-02-2020 08:30 AM

 قال جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين ثلاث كــــلاَّت لثلاث أشياء في صفقة القرن رئيسية وهي: أولاً:كلاَّ للتخلي عن الولاية على القدس والمقدسات للهاشميين لأنها للأديان الثلاثة ويجب على المحافظة على حرية الأديان فيها للأبد، وثانياً: كلاَّ لحل الدولة الواحدة، وثالثاً: كلاَّ ليكون الأردن وطناً بديلاُ للفلسطينيين معطياً كل المبررات في أكثر من محفل ومؤتمر ولقاء وطني أو إقليمي أو عالمي. وقد ألقى محاضرته قبل أسابيع في المجلس الأوروبي وأوضح مبرراته كلها والتي إعتمدت على الدين والتاريخ والديموغرافيا والسياسة والأممية والخبرة المتوارثة أباً عن جداً في المنطقة. نعلم أن الرسالة والديانة اليهودية أول رسالة وديانة سماوية (العهد القديم) نزلت على بني آدم من السماء (على نبي الله موسى عليه السلام) عن طريق جبريل عليه السلام. وبعدها نزلت الرسالة والديانة المسيحية (العهد الجديد) على سيدنا المسيح عليه السلام. وبعد ذلك نزلت الرسالة والديانة الإسلامية على نبينا محمد بن عبد الله عليه الصلاة والسلام (القرآن الكريم) وكان محمداً عليه الصلاة والسلام خاتم الأنبياء والمرسلين والديانة الإسلامية خاتم الديانات السماوية. وأخبرنا القرآن الكريم عن الرسالات والديانات السابقة وعن الديانة الإسلامية وأحداث في الماضي والحاضر وما سيحدث في المستقبل لأنه يصلح لكل مكان وزمان وفيه جواب عن كل سؤال يمكن أن يتبادر إلى ذهن أي إنسان في العالم (وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَٰذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (الكهف: 54)).

 
ولو راجعنا كتب التاريخ لوجدنا أن اليهود هم أكثر شعوب الأرض نزل عليهم رسل وأنبياء وإختلفوا مع غيرهم من بني آدم إما بسبب الدين أو المعتقد أو غيره من الأسباب (وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَىٰ عَلَىٰ شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَىٰ لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَىٰ شَيْءٍ وَهُمْ يَتْلُونَ الْكِتَابَ كَذَٰلِكَ قَالَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ مِثْلَ قَوْلِهِمْ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ (البقرة: 113)). ومن طبيعة البشر مقاومة كل جديد أو التغيير فكيف ورسالة وديانة سماوية جديدة وهي المسيحية غير رسالة وديانة اليهود السماوية. ولهذا قال الله لليهود بعد نبيهم موسى عليه السلام (وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُوا الْأَرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفًا (الإسراء: 104)). فالله سبحانه وتعالى كتب على بني إسرائيل أن يتشتتوا في جميع بقاع الأرض لأن نص الآية لم يحدد بقعة أو بلد معين في الكرة الأرضية بل ذكر الأرض كلها، ولهذا نجد يهود في جميع دول العالم وأمر الله نافذ. وأخبرنا القرآن أن بني إسرائيل سيفسدن في الأرض مرتين وليعلون في الأرض علواً كبيراً تكون لهم السيطرة والنفوذ المالي والإقتصادي والسياسي والقوة العسكرية والدعم من قبل الأمم القوية في العالم وهذا هو حالهم هذه الأيام ( وَقَضَيْنَا إِلَىٰ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوًّا كَبِيرًا (الإسراء: 4)). ففي عُلُوِهُم الأول أرسل الله عليهم عباداً له فإنتقموا منهم وجاسوا خلال ديارهم (نبوخذ نصر)، وبعد ذلك ردَّ الله عليهم الكرة وأمددهم بأموال وبنين وسخُرلهم القوى العظمى لمساندتهم والوقوف معهم، (فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُمْ عِبَادًا لَّنَا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُواْ خِلالَ الدِّيَارِ وَكَانَ وَعْدًا مَّفْعُولاً، ثُمَّ رَدَدْنَا لَكُمُ الْكَرَّةَ عَلَيْهِمْ وَأَمْدَدْنَاكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَجَعَلْنَاكُمْ أَكْثَرَ نَفِيرًا (الإسراء: 5 و 6)). ولكن ذكَّرهم الله بقوله لهم إن أحسنتم في التصرف مع غيركم فلأنفسهم وإن أسأتم فعليكم. وإذا جاء وعد الآخرة وقد سيطرتم على المسجد الأقصى لتبنوا فيه الهيكل ... إلخ سوف يعود عبادً لنا ويدخلوا المسجد الأقصى كما دخلوه أول مرة على زمن الرومان ويهدموا ما بنيتم ويسوؤوا وجوهكم (إِنْ أَحْسَنتُمْ أَحْسَنتُمْ لأَنفُسِكُمْ وَإِنْ أَسَأْتُمْ فَلَهَا فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ لِيَسُوؤُواْ وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُواْ الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُواْ مَا عَلَوْا تَتْبِيرًا (الإسراء: 7)).
 
فبكل أمانة وصدق كل ما يحدث هذه الأيام من تفاصيل لصفقة القرن وغيرها من أحداث هي بأمر الله. وكما ذكر الله في كتابه العزيز وسوف يتجمعون اليهود من جميع بقاع العالم في فلسطين وستبقى المستوطنات وسوف يبنوا مستوطنات جديدة لإستيعاب بقية اليهود القادمين من جميع بقاع الأرض من جميع بلدان العالم حتى يسهل التعامل معهم وأخذ الحق منهم في مكان واحد ممن ظلموهم. لأنه يصعب التعامل معهم وهم موزعين في أكثر من بلد في العالم. فكثيراً من الناس يستاؤون لما يحدث من تعاون أمريكا وغيرها من الدول الكبرى وحتى الدول العربية معهم متناسين ما قاله الله في كتابه العزيز. فقد سخَّر لهم كل هذه الدول ليتم أمر الله ويجتمعون في فلسطين ويتم أمر الله كما وعد عباده المؤمنين ووعد الله حق. ولما تقدم نجد وكل إنسان عاقل ومتزن ويريد الخير لليهود والفلسطينيين وكل أصحاب الأديان في العالم يجد أيضاً أن رأي جلالة الملك في موضوع القدس والقضية الفلسطينية هو الرأي الصواب والحكيم والعادل والذي فيه الإنصاف لكل الأطراف فعلينا جميعاً أن ندعم ونقف صفاً واحداً كالبنيان المرصوص خلف جلالة الملك عبد الله في قراراته حول صفقة القرن.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد