عَظَمَةُ اَللهُ في دِقَةِ خَلْقِهِ وضَخَامَةِ خَلْقِهِ

mainThumb

06-02-2020 10:07 AM

 لو جلسنا نتأمل في خلق السماء الدنيا وما فيها من قمر وشمس ونجوم ... إلخ وفي خلق السموات والأرض لتذكرنا الآيتين (فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ، وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَّوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ (الواقعة: 75 و 76)). وهذا يذكرنا بمقارنة علماء الفلك لحجم الكرة الأرضية مع حجم الشمس وحجم الشمس مع حجم النجم انتيرس وغيرها من النجوم. وهذه المقارنات تجعلنا نسبح الله ونقول سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم كم هو عظيم في خلقه، فكيف إذا ما قارنا حجم الأرض مع أحجام نجوم أخرى في مجرات بعيده عنا غير المجموعة الشمسية والتي أخبرنا عنها علماء الفلك أو غيرها التي لم يكتشفها بعد علماء الفلك. فنسرد من تلك المقارنات من ضمن المجموعة الشمسية: أن كوكب المشتري يتسع إلى ألف وثلاثمائة أرض مثل أرضنا وأما الشمس فتتسع إلى مليون وثلاثمائة ألف أرض من حجم أرضنا، وأما نجم قلب العقرب فهو أكبر من الشمس بخمسمائة وإثنا عشر مليون مرة. فتعتبر شمسنا نجم متواضع في حجمها مقارنة بغيرها من النجوم التي نراها في السماء ليلاً ومجموعتنا الشمسية تقع في مجرتنا مجرة درب التبانة ويقدر علماء الفلك أن مجرتنا تحتوي على ما بين مائتي إلى خمسماية مليار نجم، أحدها هو الشمس (وَأَنَّهُ هُوَ رَبُّ الشِّعْرَىٰ (النجم: 49)) والشِعْرَى هي من ألمع النجوم في السماء وقد عبدها بعض الناس في الأزمنة السابقة.

 
ويبلغ قطر مجرتنا مائة ألف سنة ضوئية، أي أن الضوء بسرعته الهائلة والتي تبلغ ثلاثمائة ألف كيلومتر في الثانية يحتاج إلى مائة ألف سنة ضوئية حتى يقطع قطر مجرتنا من طرف إلى الطرف الآخر. ناهيك عن المسافات الشاسعة التي بين مجرة ومجرة أو مجرات أخرى (لَا الشَّمْسُ يَنبَغِي لَهَا أَن تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سَابِقُ النَّهَارِ وَكُلٌّ فِي فَلَكٍ يَسْبَحُونَ (يس: 40)). وقد إكتشف العلماء نجماً جديداً أكبر من حجم شمنا بتسعة بلايين مرة وإذا ما قارنا شسمنا بنجم أنتيرس فهي نقطة لا ترى بالعين المجردة. ولتقريب تلك المقارنات للقراء الكرام، نفترض أننا نريد وضع نموذج مصغر لنظامنا الشمسي وجيرانه بشكل مجسمات، فإذا كان حجم المشتري بحجم كرة القدم أو السلة فيكون حجم الشمس كحجم كرة تنس الطاولة وحجم الأرض كرأس الدبوس فما حجمنا وحجم مخلوقات الله على الأرض أي على رأس الدبوس. فإذا كان حجم الأرض بالنسبة للشمس كرأس الدبوس فماذا سيكون حجم الأرض بالنسبة للنجوم التي هي أكبر من الشمس بملايين أو بلايين المرات، نرجوا أن نكون قد بيَّنا عظمة الخالق في ضخامة خلقه.
 
وأما إذا فكَّرنا في دقة خلق رب العالمين وحاولنا أن نقارن حجم الإنسان أو الذبابة أو البعوضة ( إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَن يَضْرِبَ مَثَلًا مَّا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَٰذَا مَثَلًا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ (البقرة: 26))، أو النملة مع حجم الأرض أو الشمس أو النجوم الأخرى. فكيف إذا ما قارنا حجم الفيروسات والبكتيريا التي خلقها الله على الأرض وعلى أجسام مخلوقاته والتي لا ترى في العين المجردة مع غيرها من مخلوقات الله الضخمة فتجعلنا تلك المقارنات نقسم ونقول: والله الذي لا إله إلا هو الذي لا يؤمن بعظمة الله في دقة خلقة وضخامة خلقة لا يفقه من الأمر شيئاً وليس عنده من المنطق والعقل شيئاً. علماً بأن هناك جنود لله من خلقه لا يعلمها إلا هو (... وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ (المدثر: 31)). وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما قال: لو كانت الأرض تساوي عند ربك جناح بعوضة ما سقى منها الكافر شربة ماء. وعلى سبيل المثال فيروس الكرونا الذي فتك وما زال يفتك في الصين وغيرها من الدول من جنود الله، ولو شاء الله لأهلك جميع من في الأرض بأدق ما خلق من مخلوقاته وهي الفيروسات أو غيرها مما هي أدق من الفيروسات ولم تكتشف بعد.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد