وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ

mainThumb

12-02-2020 08:47 AM

 لا أحد ينكر أن هناك جنود لله منذ بدء الخليقة من الملائكة وغيرهم وعلى زمن الأنبياء والمرسلين، ألم يرسل الله الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ... إلخ على من عادوا سيدنا موسى عليه السلام من قوم فرعون (فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلَاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا وَكَانُوا قَوْمًا مُّجْرِمِينَ (الأعراف: 133)). ويمهل رب العالمين الظالمين ولا يهمل أمرهم ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى (وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللَّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَابَّةٍ وَلَٰكِن يُؤَخِّرُهُمْ إِلَىٰ أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ (النحل: 61)). وكما قال الله تعالى في الظالمين أيضاً (وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ، مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (إبراهيم: 42 و 43)). وقد سمعنا بعض ما قاله الدعاة والوعاظ والمثقفين عما كتبه بعض الناس عن جنود الله وكانوا يتندرون فيما قِيْل وكُتِب عن جنود الله حول فيروس الكورونا الذي أصاب شعب الصين وغيرها من الدول وقالوا: لا شماته في الموت ولا في البلاء ولا في المصائب. والصين دولة متطورة طورت على ما صنَّعه غيرها من الدول الكبرى لتسهل على الشعوب الأخرى في الحصول على ذلك بأقل التكاليف ... إلخ.

 
لا أحد ينكر ذلك ولكن في المقابل قد سمعنا ووصلنا عدد كبير من الفيديوات على وسائل التواصل الإجتماعية المختلفة عن إضطهاد السلطات الصينية للمسلمين في الصين ومنعهم من ذكر إسم الله ومنعهم من ممارسة شعائرهم الدينية وإجبارهم على شرب وأكل ما حرم الله عليهم من الخمر ولحم الخنزير بالترتيب ... إلخ. وإجبار نساء الإيجور المسلمات على الزواج من الصينيين الشيوعيين علاوة على التعذيب بشتى انواعه في السجون وفي المعتقلات الجماعية والإعتداءات اللا إنسانية على النساء والبنات ... إلخ . فنتساءل لماذا أولئك الدعاة والوعاظ والمثقفين لم يذكروا هذه الممارسات والإعتداءات اللا إنسانية ضد المسلمين في الصين؟. ألا يسمى هذا مكر ودهاء في المسلمين؟ ألم يقل الله (وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَنفُسَهُمْ وَتَبَيَّنَ لَكُمْ كَيْفَ فَعَلْنَا بِهِمْ وَضَرَبْنَا لَكُمُ الْأَمْثَالَ، وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ (إبراهيم: 45 و 46)).
 
ونحن كمسلمين نؤمن إيماناً قطعياً فيما جاء في كتاب الله عز وجل لأنه يصلح لكل مكان وزمان (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ (الروم: 41))، (وَ أَنْذِرِ النَّاسَ يَوْمَ يَأْتِيهِمُ الْعَذَابُ فَيَقُولُ الَّذِينَ ظَلَمُوا رَبَّنَا أَخِّرْنَا إِلَىٰ أَجَلٍ قَرِيبٍ نُجِبْ دَعْوَتَكَ وَنَتَّبِعِ الرُّسُلَ أَوَلَمْ تَكُونُوا أَقْسَمْتُمْ مِنْ قَبْلُ مَا لَكُمْ مِنْ زَوَالٍ (إبراهيم: 44)). وكما علمنا من وسائل التواصل الإجتماعية المختلفة أن الصين الشعبية يهاجمها في هذه الأيام علاوة على فيروس الكورونا أسراب كبيرة من الغربان، ألم يقل الله في كتابه العزيز (فَبَعَثَ  اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَٰذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ (المائدة: 31)). والبعوض العملاق، ألم يضرب الله البعوض مثلاً لعباده (إِنَّ اللَّهَ لا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ مَثَلا مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهَذَا مَثَلا يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلا الْفَاسِقِينَ (البقرة: 26))، وهذا لم يسبق له مثيل من قبل كما قال سكان الصين. ولظهور هذه الأسراب بشكل كبير وفي هذا الوقت من السنة سوف يتسبب في نقل الأمراض والعدوى بين الناس مما يزيد البلاء وإنتقال مرض الكورونا بين أفراد الشعب الصيني بشكل كبير وسريع جداً، ربما لدرجة لا يمكن السيطرة عليه. وعندما نتكلم عن هذا الأمر ويتكلم عنه الأخرون في العالم ليس هو شماتة في أهل الصين أو في بني آدم من أي جنس وإنما لِنُذَكِرَ الناس بأن هناك فعلاً جنود لله لا يعلمها إلإ هو (... وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَىٰ لِلْبَشَرِ (المدثر: 31)).


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد