الصين وفَنُ إِدَارَةُ اَلأزَمَات China and Management Crisis Art.

mainThumb

14-02-2020 09:30 AM

 كان أول نشوء لمفهوم الأزمة في نطاق العلوم الطبية بحيث يرجع إلى المصطلح اليوناني (كرنيو) أي نقطة تحول. وهي لحظة مرضية محددة للمريض يتحول فيها إلى الأسوأ أو إلى الأفضل خلال فترة زمنية قصيرة نسبيا. ثم انتقل بعد ذلك إلى العلوم الانسانية وخاصة علم السياسة وعلم النفس ثم الاقتصاد وخاصة بعد تفجر الأزمات الاقتصادية في العالم منذ أواخر الستينيات. وعرفت الازمة في التخصصات الادراية بانها نوعاً من التوتر والحيرة لدى المسؤولين داخل المؤسسة واثر ذلك على الجوانب الإدارية واداء العاملين وكيان المؤسسة الاستراتيجي (بقائها وعلاقتها بالجمهور) والاهداف التي ترتبت عليها. اما الازمة من الناحية الاجتماعية فهي تعرف على انها خلل وعدم توازن في عناصر النظام الاجتماعي في ظل حالات من التوتر والقلق والشعور بالعجز لدى الافراد وعدم القدرة على اقامة علاقات اجتماعية وانسانية وظهور قيم ومعايير اخلاقية مغايرة للثقافة السائدة. ولكن التعريف الأصح في نظرنا لفن إدارة الأزمات هو: كيفية السيطرة على أي ظرف مفاجيء غير متوقع يؤثر بشكل سلبي على مجتمع ما سواء أكان صحياً أو إقتصادياً أو تجارياً أو مالياً أو جغرافياً أو ديموغرافيا أو طبيعياً ... إلخ والتقليل شيئاً فشيئاً من أثره أو أثاره السلبية حتى يتم التخلص منه نهائياً بخطوات سديدة ومتتابعة.

 
فالعالم يشهد بأسره لدولة الصين الشعبية بخبرتها المتميزة في إدارة الأزمات التي مرت وتمر بها، وما وصلت إليه الصين في التقدم الصناعي في كل المجالات خلال الخمسين سنة الماضية أكبر دليل على ذلك. فالصناعات الصينية في مستوياتها المتدرجه من المواصفات الضعيفة للمتوسطة وللقوية والمتميزة غزت جميع دول العالم. هذا علاوة على تقدمها في المجالات العسكرية المختلفة وتصدير ما تصنعه عسكريا  لمعظم دول العالم. فالصين تعتبر الدولة الأولى في العالم من حيث إدارة أزمات الطعام والشراب والسكن والعلاج والعمل ... إلخ لشعبها الذي بلغ عدده خلال عام 2019 مليار ونصف المليار تقريباً. وقد نجحت الصين في مواجهة أزمه فيروس الكورونا الذي هاجم شعبها في أكثر من مدينة وعدد سكان مدنها بالملايين. فلاحظ العالم بأسره كيف إلتزم الشعب بأجمعه بتعليمات الحكومة الصينية من حيث إستخدام الكمامات والمحافظة على نظاقة اليدين بالغسل بالماء والصابون ... إلخ والإلتزام في البقاء في المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى.
 
وكيف بدأت فرق طبية وبحثية على الفور في البحث عن علاج لفيروس الكورونا على مدار الساعة دون كلل أو ملل. رغم أن كثيراً من الدول العظمى وغيرها لم تقدم للصين أي مساعدة للسيطرة على فيروس الكورونا القاتل بل وطلبت من مواطنيها مغادرة الصين فوراً والعودة إلى بلادهم. والمعروف عن الصينيين أنهم لو إستطاعوا العمل أربعة وعشرون ساعة يأكلون وينامون وهم يعملون لما كلوا ولا ملوا. وها هي الحكومة الصينية وكل المسؤولين فيها يعملون مع الشعب كفريق عمل واحد للسيطرة على أزمة فيروس الكورونا وأنا على يقين بأن يد الله مع الجماعة بغض النظر كانوا كفاراً أو مؤمنين لأن الله هو الذي خلق الكافر والمؤمن (هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنكُمْ كَافِرٌ وَمِنكُم مُّؤْمِنٌ ۚوَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (التغابن: 2)). وأن من خلقهم وهو الله سيوفقهم في السيطرة على هذه الأزمة وسوف يكتشفون علاج لفيروس الكورونا بإذن الله بعد أن يتأكدوا أنه مهما بلغت عظمتهم وقوتهم فسوف يبقون ضعافاً أمام فيروسات لا ترى بالعين المجردة وسوف يفكرون كثيرا في خالق تلك الفيروسات وربما يهتدون إلى رب المسلمين وهو الله سبحانه وتعالى ويتعاملون مع المسلمين في بلادهم بكل إحترام وتقدير ويطبقون عليهم كما يطبقون على غيرهم من أتباع الأديان والرسالات الأخرى قانون حرية الأديان.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد