تحويل الحكم في العالم من أحادي التحكم (أمريكا) إلى ثنائي التحكم (أمريكا والصين)

mainThumb

12-03-2020 09:11 AM

 لقد خرجت الولايات المتحدة الأمريكية من الحرب العالمية الثانية أقوى دولة في العالم حيث أصبح العالم يحكم من قبلها وحدها أي أصبح العالم أحادي التحكم والحكم والسيطرة. وبالتالي إستعمرت معظم الدول التي خسرت الحرب ومنها اليابان وغيرها من الدول الأوروبية وغيرها من الدول التابعة لتلك الدول. وبالتالي تم تأسيس مجلس الأمن وأخذت الدول العظمى الخمس حق الفيتو وهي الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا. وكما تم تأسيس الجمعية العمومية لكي يتم حكم بقية دول العالم وفي قوانين وتعليمات لمجلس الأمن والجمعية العمومية لصالح الولايات المتحدة الأمريكية أولا ومن ثم الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ثانيا. ولكن بدأت دول العالم في العمل الدؤوب في المجالات المتاحة لها وهناك عوامل مختلفة لعبت دوراً كبيراً في تقدمها وتميزها عن غيرها من الدول منها عدد السكان وبرامج التعليم فيها... إلخ. فمثلاً تقدمت اليابان في صناعة الإلكترونيات والسيارات لأنها حظر عليها التقدم في التصنيع الحربي أو ما يتعلق بالقوة النووية وغيرها. والصين تقدمت بشكل أذهل العالم كله تصنيعياً وبحثياً وعلمياً وقوة عسكرية ونووية وتجارية ... إلخ والذي ساعدها في ذلك عدد السكان وإستقطاب رؤوس الأموال ورجال الأعمال للصين بسبب رخص الأيدي العاملة. وقد أدى ذلك إلى إنزعاج كثيراً من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وأولها الولايات المتحدة الأمريكية. وخصوصا أن الصين تفوقت عليها في التجارة والإقتصاد والأبحاث وبالخصوص في الأسلحة والقوة النووية وتصديرها لكثير من الدول في العالم ... إلخ. مما أصبج ذلك يهدد حكم الولايات المتحدة الأحادي للعالم و أصبحت الصين المنافس القوي لها في حكم العالم.

 
وحاولت الولايات المتحدة الأمريكية التأثير كثيرا على تقدم الصين في كل المجالات بالطرق السرية والمكشوفة لتمنعها من حكم العالم أو مشاركتها في حكم العالم ولكن دون جدوى. مما جعل أمريكا تفكر بشكل عقلاني أكثر وأن تخضع للمنطق وما عند الصين من قوة وقدرات لا يستهان بها وتقبل بالأمر الواقع وتتنازل عن أحادية الحكم للعالم من قبلها وتسمح للصين بمشاركتها في حكم العالم وليس الإنفراد في حكم العالم لوحدها مهما يكلفها ذلك من ثمن، ولكن كيف؟. فعلى الولايات المتحدة الأمريكية أن تضغط على الصين بكل الطرق والوسائل المختلفة لتجلس معها على طاولة المفاوضات لصياغة قوانين لنظام عالمي جديد. وربما هذا الأمر لا يرضي بعض الدول التي تعتبر عظمى مثل الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن وكوريا وتركيا وغيرها. مما سيؤدي إلى إثارة حرب عالمية ثالثة يكون فيها المنتصران هما الولايات المتحدة والصين وبالتالي تجبر بقية الدول على كل ما ستصيغه الدولتين من قوانين وتعليمات لصالحهما لنظام عالمي جديد. ففي نظرنا أن الولايات المتحدة الأمريكية والصين هما معاً من نشرا فيروس الكورونا المتطور كوفيد-19 في الصين ومن ثم في بقية الدول تمهيداً لشراء الصين معظم المصانع والشركات التصنيعية الكبرى فيها بأقل الأسعار من أصحابها غير الصينين. ومن ثم نشر هذا الفيروس في بقية دول العالم حتى يتم تدمير إقتصاد معظم الدول وبالتالي عند إثارة حرب عالمية ثالثة خلال هذا العام أو العام القادم والله أعلم ولو صورية يتم السيطرة على ما تبقى من دول ربما لديهم إقتصاد قوي نوعاً ما لإخضاعهم للنظام العالمي الجديد. ويصبح العالم ثنائي الحكم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية والصين وليس أحادي الحكم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لوحدها أو من قبل الصين لوحدها.
 
فتوقعاتنا أنه سيتم تغيير مجلس الأمن والجمعية العمومية وقوانينهما وتعليماتهما ... إلخ والمؤسسات المنبثقة عنهما وفق ما يتوافق ومصالح أمريكا والصين ومن يدور في فلكهما. ولا ندري نحن الدول الإسلامية والعربية في أي فلك سندور هل في فلك أمريكا أم الصين أم نوزع بين القطبين والله أعلم. وهذا ينبئ بقرب نهاية العالم لأن الطبيعي أن يكون القرار في أي مسؤولية أحادي وليس ثنائي أو أكثر وخصوصاً في حكم العالم وتعددية الحكم تؤدي إلى الخلاف وبالتالي إلى قيام حرب بين المتخالفين لإنهاء هذا العالم بأيديهما (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ (الأنبياء: 22)).  نسأل الله أن يجعل لنا من كل ضيق مخرجاً ومن كل هم فرجاً وأن لا يُحَكِمَ الله فينا من لا يخافة ولا يرحمنا.


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد