صحيفة السوسنة الأردنية

​ عادت سماح طنايب إلى منزلها بعد غياب ٢٨ يوماً عن عائلتها وهي تقوم بواجبها البطولي والإنساني ، تلك الممرضة (السستر) التي واجهت الظروف التي استمدت منها القوة والعزم،​ تلك الملاك التي ارتدت لباس الوقاية من الفايروس لتخفي ملامحها الجميلة وبسمتها الرائعه امام المرضى ، وانا على يقين لو أن ذلك الفايروس كان رحيماً كقلب سماح ورفقائها من الكادر الطبي لشاهد المرضى ملائكة الرحمة كأنهم شاهدوا أهلهم وأحبائهم الذين هم حريصين على سلامتهم .

لماذا سماح ؟ سماح الشجاعة التي سيسجل اسمك في تاريخ ذاكرة زمن اجتياح الكرونا وزمن يراهن فيه على استقرار الطبي والصحي التي اختارت نفسها لتكون في صف الاول في مواجهة الفايروس​ ،بل الأسم الذي لن ينساه المرضى ضمن فريق الطبي كله الذي كان يدخل قسم عزل المصابين وغرفهم لتقيس حرارتهم وتقدم لهم العلاجات المطلوبة ،بل تفعم روح التفاؤل والإطمئنان بين المرضى لتخفف عنهم عناء المرض ، بل واكثر من ذلك الراحة النفسية التي تقدمها لهم لتعطيهم الدفع من المزيد من الصبر والتحمل ، وحينما يناديها المريض بأسمها بدون ما أن يرى ملامحها ويعرف أنها سماح من نبرة صوتها هذه أكبر صلة التقارب مابين المرضى وسماح وهل هناك اجمل من ذلك ؟​

​ ​ اعلم جيداً أن ٢٨ يوماً لم تكن مجرد ايام عابرة على سماح لكن أعلم بأن حكاية بطولية تدون عنوان لأصعب مرحلة يمر بها الوطن ، وأعلم جيداً أن قلب وتفكير سماح ينقسم ما بين الشوق لأبنائها وما بين حرصها على متابعة المرضى وأعلم أيضاً أن كلما زادت عدد حالات الإصابة كلما زاد التعب لكن أعلم أن هناك فرحة لا توصف قد يغمر الجميع بهذا الإنجاز والنجاح بخروج المرضى معافيين​ ، واعلم جيداً أن وهي في منزلها الآن قد تسأل نفسها هل المرضى الذين تركتهم بخير ؟وأن هاتفها سينشغل بإتصالها​ مع زملائها في المستشفى للتطمئن عليهم .

​ سماح طنايب باختصار نموذج يحتذى فيه وهي و زملائها من الكادر الطبي الذين يفتخر به ، وحينما ذكر وزير الصحة كلمة " البنات "فعلا شعرنا بأن هناك الوطن كله يفعم بأحساس ذلك الحنان والطيب الذي يمتلك ارواحهم وقلوبهم ، تحية ل سماح طنايب وكل من معها من الكادر الطبي المحارب الأبيض وذلك الصف الأمامي الذي قاوم بشراسة ضد هذا الوباء .. نفتخر بكم وحماكم الله.