نحو مبادرة شعبية لتنظيم عملية دفن الموتى والتعزية
فرضت جائحة كورونا التي اجتاحت العالم، نمطاً سلوكياً جديداً على العديد من شعوب الأرض، ونحن في المملكة الأردنية الهاشمية نتطلع دائما الى تحويل المحن إلى منح؛ إذ إن المصائب التي لا تقضي علينا تعدُ قوة لنا، لذا نرى كان لزاماً علينا أن نطلق العديد من المبادرات التي تهذب سلوكنا الاجتماعي، بحيث نؤديه بشكل حضاري؛ يستجيب لمتطلبات ديننا الحنيف، وقيمنا السمحة، في التخلي عن بعض العادات الاجتماعية التي ترهق كاهل المواطن، وتشكل عبئاً اجتماعياً لا يطاق وخاصة أننا نعيش ظروفاً اقتصادية صعبة.
نمارس في أفراحنا وأتراحنا طقوساً بعيدة عن المنطق، تهدف أحياناً للتفاخر والكبرياء، وأحياناً أخرى للنفاق الاجتماعي، والتقليد الأعمى، لمجتمعات نختلف معها حضارياً وفكرياً ومادياً، تنتهي مناسباتناً وتترك فينا الألم والحسرة، لضيق ذات اليد، بعكس ماكنا نتظاهر به ونحن نعيش تلك الحظات الكاذبة.
ومن العادات غير الحميدة المتبعة في حالة الموت أيضاً، تأخير لدفن المتوفى حتى يحضر أكبر عدد من المشيعين، أو انتظار غائب لأن الأصل هو عدم انتظار الغائب، فقد قال الإمام الشافعي في الأم: ولا ينتظر بدفن الميت غائب من كان الغائب. ثم يجري استعراض شعبي غير طبيعي بعد تشيع الجنازة، بالمباهاة في تقديم الولائم، وتصوير المعزين، وإقامة بيوت العزاء، وتقديم الطعام والضيافة التي ترهق غالبية الناس منا. ولكن بعد أن تنتهي مراسم العزاء، ويخلو الناس ببعضهم؛ يتبين لك أن أهل الميت قد استدانوا ثمن الكفن، واقترضوا تكاليف مراسمهم الزائفة!
ولو نظرنا في تعليمات السنة النبوية المطهرة؛ سنجد أن إكرام الميت التعجيل في دفنه، روى البخاري ومسلم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أسرعوا بالجنازة، فإن تك صالحة فخير تقدمونها عليه، وإن يكن سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم. كما قال عليه السلام: إذا مات أحدكم فلا تحبسوه، وأسرعوا به إلى قبره. قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري، في الحديث الذي أخرجه الطبراني بإسناد حسن، ومما جاء في الموسوعة الفقهية :" فلو جهز الميت صبيحة الجمعة يكره تأخير الصلاة عليه ليصلي عليه الجمع العظيم، ولو خافوا فوت الجمعة بسبب دفنه يؤخر الدفن، وقال المالكية والشافعية أيضاً بالإسراع بتجهيزه، إلا إذا شك في موته".
أما عن الولائم التي يدعى لها الجمع، في مناسبات العزاء؛ فإنها مخالفة للسنة النبوية، فقد أمرنا صلَّى الله عليْه وسلَّم، أن نصنع الطعام لأهل المتوفى، لا أن نكلفهم أن يصنعوا لنا الطعم -: «اصنعوا لأهل جعْفرٍ طعامًا، فإنَّه قد جاءهم ما يشغلهم»؛ رواه أبو داود والترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح. وعليه فالطعام لأهل الميت فقط يرسل لبيت الميت لا لديوان العشيرة أو مكان اجتماعها، ولا يدعى إلى الطعام أحد. وأمَّا عن مدَّة التَّعزية، ففق ذهب جمهور الفُقهاء على أنَّ مدَّة التَّعزية ثلاثة أيَّام، والأصل أن تكون في مكان الدفن، إذ أن الراجح لدى العلماء كراهة الجلوسُ لتلقِّي العزاءِ في المنزل، أو غيره من قاعات العزاء، وهو قول جمهور الفقهاء من الحنفية والشافعية والحنابلة؛ لأنه محدث وهو بدعة، وعن جريرِ بْنِ عبدالله البَجَلِيِّ - رضي الله عنه - قال: "كُنَّا نعدُّ الاجْتِماعَ إلى أهل المَيِّت، وصنعة الطعام من النِّياحة"؛ رواه أحْمد وابْنُ ماجه، وصحَّحه النَّوويُّ.
وفي ضوء ما تقدم فإنني أدعو الى مبادرة وطنية أردنية، تنظم عادات العزاء وتضبطها بالشكل التي يحدُ من التكلفة المادية على أهل الميت، والتقليل من المراسم الزائفة في مجتمعنا. كما أدعو إلى أن يكون العزاء في موقع الدفن، وأن يفتح بيت للعزاء في حالات محدودة وخاصة، وبوقت محدد؛ مثلاً من الساعة الثالثة ظهراً وحتى التاسعة مساءً، على أن يحضر لبيت العزاء كل من قدم الواجب في موقع الدفن؛ وأن تقتصر الضيافة على القهوة العربية والماء، ويعلن قبول التعزية طيلة الأيام الثلاثة من خلال وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة.
نتمنى أن يتم تبني هذه المبادرة بشكل مستدام من كافة أبناء الأسرة الأردنية الواحدة، لنكون مثالاً في الواقعية والتصالح مع أنفسنا، على أن تتبعها مبادرات اخرى لتنظيم عملية الأفراح، والمناسبات الاجتماعية الأخرى.
*امين عام وزارة تطوير القطاع العام ومدير عام معهد الادارة العامة سابقا
abdqudah@gmail.com
ترامب يعلن نجاح غاراته على المنشآت النووية الإيرانية
ارتفاع مؤشرات الأسهم الأميركية
بين الحقيقة والتضليل .. الصحراء المغربية ترد بالمنجزات لا بالشعارات
البيت الأبيض: خامنئي يحاول حفظ ماء وجهه بعد الضربات الأمريكية
تحذيرات من حرب نفسية إسرائيلية لاختراق الداخل الفلسطيني
الخارجية تعزي بضحايا انفجار محول كهربائي بمدرسة في افريقيا الوسطى
انقطاع الكهرباء عن 75 ألف منزل في فرنسا بفعل العواصف
انطلاق موسم المراكز الصيفية لتحفيظ القران في المفرق
تفاصيل خطيرة .. الكشف عن خطة وضعها ترامب ونتنياهو ماذا تتضمّن
عراقجي: إيران ليست لبنان وإذا ما تمّ خرق وقف النار سيكون ردنا حاسماً
سوريا .. قرار جديد بشأن رسوم جوازات السفر للمواطنين
عجلون: انطلاق المؤتمر الطبي الدولي تعزيز القطاع الصحي في ظل الأزمات الإقليمية
روسيا: نجاح عملية تبادل أسرى حرب مع أوكرانيا
ترامب يخطط لتعويض إيران ببرنامج نووي خليجي
الزرقاء: اختتام فعاليات مهرجان إبداعات أصحاب الهمم من ذوي الإعاقة
أردنيون يتلقون رسائل تحذيرية على هواتفهم من الجبهة الإسرائيلية
الأمن يكشف تفاصيل جديدة حول حادثة الشاب الطعمات
إحالات للتقاعد وإنهاء خدمات 240 موظفاً في التربية .. أسماء
تفاوتت آراء طلبة التوجيهي حول امتحان اللغة العربية
التربية تحسم الجدل بشأن سؤال بمبحث اللغة العربية للتوجيهي
مطلوبون لتسليم أنفسهم أو وضع أموالهم تحت إدارة الحكومة .. أسماء
فضيحة طبية تهز جرش .. فيديو وصور
كم بلغ سعر الذهب في السوق المحلي السبت
أمين عام وزارة التربية يعلق على روقة إمتحان الإنجليزي المزيفة
أسماء شركات الطيران التي علّقت رحلاتها إلى وجهات في الشرق الأوسط
مهم من الحكومة بشأن ارتفاع أسعار البنزين والديزل
الحكومة تقر توحيد تعرفة التاكسي ودعم النقل العام