الديري يكتب : "أوهام" الحوار و"إستفتاء" الجوار !

mainThumb

22-03-2011 05:49 PM

لم يبق كلمة لم تُكتب عن "أوهام" الحوار الوطني وعن "موته عند ميلاده" إلا كُتبت...!! ولم يبق جديد من الكلام لم يُقال فبحثت عن جديد حتى وجدت ضالتي في أبيات الشاعر "الجاهلي" الأفوه الَأَودي (بفتح الهمزة وليس الُأودي بضم الهمزة ـ الذي تعرفون ـ ).
أنا لست بشاعر ولكني "أتذوق" الشعر بين "وجبات" القراءة لما يجري حولنا . يقول الأودي ـ وهنا اختار بعض الابيات ـ

فينا معاشر لم يبنوا لقومهم            وإن بنى قومهم ما أفسدوا عادوا

لا يرشدون ولن يرعوا لمرشدهم    فالغي منهم معا والجهل ميعاد

والبيت لا يُبنى إلا له عمد            ولا عماد إذا لم تُرس أوتاد

لا يُصلح الناس فوضى لا سراة لهم   ولا سراة إذا جُهالهم سادوا

كيف الرشاد اذا ما كنت في نفر       لهم عن الرشد أغلال وأقياد ؟

أعطوا غواتهم جهلاً مقادتهم          فكلهم في حبال الغي مُنقاد

فحتى لا نكون مع الغي والجهل على ميعاد وحتى نُرسي الأوتاد وحتى لا نُعطي غواتنا مقادتنا فعلينا أن نصرخ بعالي الصوت (enough is enough)  يعني "لهون" و "بَس" (بفتح الباء وليس بكسرها ) .
أنا مع مبدأ الحوار الواضح الجاد ذو الأجندة الوافية و المدة الزمنية المحددة . وقلنا ما أجمل الحوار في مصلحة الوطن ولكن نتحاور على ماذا ...؟! ومن يحاور من ...؟! ومن اختار أعضاء لجنة الحوار ...؟! وعلى أي أساس ...؟! ونيابة عن من يتكلم من يُدعوا بأعضاء لجنة الحوار ...؟! وما هي القاعدة الدستورية التي استند عليها صاحب القرار في "تعيين" لجنة الحوار ...؟! فبالاضافة الى ما شاب لجنة الحوار من شبهات دستورية أنا مواطن أردني أكاد أجزم بأن لا أحد في لجنة الحوار هذه يُمثلني أو يُمثل رأيي أو توجهاتي . فإن لم يكن لي رأي في تشكيل هكذا لجنة "محورية" "حوارية" "مفصلية" ذات أبعاد سياسية من المزعم أن تُغيّر جغرافية العمل السياسي فلماذا أنصاع لقراراتها ؟! وما هي الضمانات التي ستكفل تنفيذ قرارات هكذا لجنة ؟! ومتى سيتم تنفيذها هذا إن خرجت بقرارات...!
لماذا لا نقوم بعمل استفتاء يكون الأول الذي لا يعلم الأردنيون نتائجه قبل الفرز؟! لماذا يوجد دائماً وصي على قرارات وصوت المواطن الأردني ؟! لماذا لا نعطي دفعة ثقة (push of trust) لمواطننا ونجعله جزءاً من الحل بدل أن يكون جزءاً من المشكلة ؟ ما المانع في أن يصوت المواطنون الاردنيون على من يريدون في لجنة الحوار مثلاً ؟! أو أن يصوتوا على ما يريدوا أن يتم نقاشه في الحوار الوطني ؟ فلا نائب يمثلني ولا حزب يعكس توجهاتي وأنا الاغلبية أنا المواطن الأردني الباحث عن لقمة العيش من يسمع صوتي وكيف ُأُسمعه ؟! لماذا صوت مواطننا غير مسموع ؟! ما هو ( (the big white elephant in the room السبب / المشكلة التي لا نريد أن نُقر بوجودها والتي تمنعنا عن ممارسة حقنا الديمقراطي في التصويت والانتخاب الحر ؟!
أنا أقترح وضع برنامج استفتاء شعبي عام للمواطنين لسؤالهم ولإبداء رأيهم بما يمس مستقبلهم ومستقبل أطفالهم وحياتهم بطريقة ديمقراطية مباشرة . فالإستفتاء سوف يجعل الشعب جزءاً من القرار وصاحبه فيقوم الشعب بالالتزام بقراراته وتطبيقها له ما لها وعليه ما عليها مما يقوي "أوتادنا" و "نظامنا" الذي نحب ونرضى . فغالبية الدول قد أجرت استفتاءات لشعوبها ... كأيرلندا و بريطانيا و سويسرا و الولايات المتحدة ... وفي المنطقة جرت استفتاءات نذكر منها حديثاً استفتاء جنوب السودان واستفتاء الدستور في مصر بلد الجوار والجار . أطالب باستفتاء يتم معرفة نتائجه بعد الفرز وليس قبله . أطالب باستفتاء على أعضاء لجنة الحوار والتعديلات الدستورية وتعديلات قانوني الانتخابات والاحزاب .
أطالب بحماية وطني وتحصينه مما يحدث أو قد يحدث بإرساء  "أوتاد" الديمقراطية حيث للشعب كلمة يقولها وله ممثلين يقوموا على مراعاة مصالحه لا مصالحهم .
أقول مصالحهم بعد أن قرأت في إحدى الصحف الالكترونية أن 95 نائبا قد وافقوا على قانون الموازنة العامة لعام 2011 المقدم من الحكومة . فقد جلب انتباهي تعليق احد القرّاء الذي يقول "الله أكبر وكيف اللي حجب الثقة صوّت للموازنة ؟"
و أنا أقول لنا في السلف الصالح قدوة حين كتب عمر بن عبد العزيز الى عامل من عماله " قد كثر شاكوك , وقل شاكروك , فإما عدلت , و إما اعتزلت , والسلام ."

dairi21@hotmail.com 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد