بلادُ الحيرة

mainThumb

13-09-2020 12:43 AM

مِنْ الوَباءِ الَّذي حلَّ بنَا إلى ما حَمَلَهُ هذا العامُ مِنْ نَكَبَاتٍ كُثُرٍ لا تُعدُّ ولا تُحْصى، قُيِّدنا مِنْ كلِّ جانبٍ وأصبحنا محاصرينَ بالمآسي المُتَتَاليّةِ الّتي لا تنضبُ أبدًا.

القِ نظرةً على وطنِنَا العربيِّ؛ بالتَّأكيدِ لنْ تستغرِبَ حالَهُ وتفكُكَهُ، هو ما اعتَدْتَهُ في الأصلِ وليسَ بغريبٍ عليكَ؛ فقدْ أصبحَ شبحُ الانهيارِ والفاقةِ والعَدَمِ مُجردُ طيفٍ عابرٍ في حياتك الدارجةِ، ولا يوجدُ أيُّ داعٍ لشعورِكَ بالتَّقصيرِ والحُزْنِ اتِّجاهَ عروبَتِكَ؛ فأنتَ اليومَ تعيشُ في واقٍع يحتِّمُ عليكَ أنْ تعرِفَ منذُ أنْ وُجِدْتَ أنّك إنْ فكّرتَ أنّ تُعَظِمَ عروبَتَكَ فقدْ لقَيْتَ حَتْفَكَ لا محالة.

قدّ مرَّ شهرٌ وبِضْعُ أيامٍ على انفجارِ بيروت واليومَ سوريا تحترقُ والسودانُ تتآكل ُوتنهارُ بفيضانِ نهرِ النيِّلِ، و نحنُ نَنْظُرُ ونَنْتَظِرُ أنْ تنتهيَ هذه المآسي حتَّى نرى ما يَتْبَعْهَا، ولا ضَيْرَ إنْ أخرجنا بعضَ الشعاراتِ الإلكترونيَّةِ لنؤكِّدَ تعاطفَنَا مع عروبَتِنَا المنسيَّةِ وأنْ نتبعْها ببعضِ الصُّورِ المتدوالةِ؛ فنَرَاها ونَقِفُ بُرْهةً مع أنفسِنَا لنحزَنَ أو نُشفِقَ على أنفسِنَا لدقائقَ معدودةٍ ثمَّ نعودُ لواقِعِنَا المميتِ.

(إلى أينَ وَصَلنا وماذا زرعنا لنَحْصُدَ كلَّ هذا الخراب)، ما الَّذي يُنْتَظرُ مِنَّا نحنُ شبابُ المستقبلِ وأمَلِهِ؟ما هو الإصلاحُ المرجوُّ مِنّا بعدَ كلِّ هذا الخراب؟ مِنْ أينَ نَبْدَأُ وكيف؟ نحتاجُ لمن يُجِيبُنا عن هذهِ الأسئِلةِ ومن يُطْلِعنا على الطريقِ الصَّحيحِ إنْ تُهنا، أن يُرتِّبَ أفكارَنا ويُعيْدَنا لواقعِنا الحقيقيِّ، أنْ يُخفِّفَ وطْأَةَ ما يقعُ حوْلَنا وأنْ يَدُلَّنا على فوَّّهةِ الأملِ المكنونةِ داخلنا فنسلكُ، نحتاجُ لِمَن يُحْيينا من جديد فهلّ من مُجيب؟



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد