كورونا المساجد والمدراس والجامعات

mainThumb

27-09-2020 02:48 PM

على ما يبدو ان فيروس كورونا من اكثر الفيروسات التزاما فهو يتنقل من المساجد الى المدارس ثم الجامعات ولذلك نجد ان الاهتمام الاكبر فيها فنجد ان الاغلاق يطولها اكثر من غيرها رغم محدودية عدد المساجد والمدارس المصابة, بل ان غالبية المساجد والمدارس والجامعات لم يذكر بها اصابات ,اما الاسواق والمتنزهات والمزارع ووووو فعلى ما يبدو ان هذا الفيروس لا يطرق ابوابها .

ان لهذه الاماكن اهمية دينية وحضارية وثقافية على المستوى الفردي والشعبي والحكومي في الاردن, فاما الديني فانني استشهد بقول الرسول صلى الله عليه وسلم في دعائه المعروف وهو " اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا " هذا النبي الذي لا ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى اي ان هذا الكلام لم ياتي من فراغ فالرسول صلى الله عليه وسلم يتنبأ بما سوف يحصل مع امته والسؤال هو: هل بالفعل اصبنا بديننا؟ .

الجواب: نعم ,لقد اصيبت الامة بدينها فالجوامع اغلفت ومنعت صلاة الجماعة وكلنا نعلم ان هذه الجوامع اصلا في معظم الصلوات الخمس تعاني من شح عدد المصلين وجاء فيروس كرونا لينهي ما تبقى منهم واذا فتحت هذه الجوامع فعليها ان تلتزم بالتباعد الاجتماعي فاصبحت الصلاة الجديدة ليس فيها اي من مقومات الصلاة الاساسية ولم يسنها رسولنا الكريم الذي هو قدوتنا مع كل الاحترام للفتاوى من هنا وهناك, اما رمضان فحرمنا فيه من صلاة التراويح وهي الصلاة التي يجتمع بها المسلمون باعداد كبيرة من المصلين ومن مصلي رمضان التائبين فيه اضافة وحل التباعد الاجتماعي بدل التراص والتلاحم و منعت وزيارة الارحام وموائد الافطار حيث كانت تذكر العديد من المسلمين القاطعي للارحام ارحامهم , و منع الحج والعمرة وما رايناه في موسم الحج لهذا العام ليدمع العين هذه المناسبة التي تبهر العالم بهذا التجمع لمختلف الاعراق وما ترمز اليه من التالف والتجانس بينهم حيث يزعج اعداء الامة, وحرمنا حتى من القاء النظرة الاخيرة على امواتنا والصلاة عليهم في المساجد , منعنا من المعانقة و المصافحة وحلت محلها التباعد الاجتماعي الذي يخالف كل التوجهات الاسلامية , فهل هناك اكبر من هذه المصيبة انها يا سادة مصيبة اصبنا بها في ديننا فهل هناك اكبر واعظم من هذه المصيبة ؟
ان ما يتحدثون عنه من مصائب اقتصادية ومالية وصحية وانسانية لا تقارن مع مصيبة الامة في دينها وثقافتها لانهما العصمة لها امام كل ما ذكر من مصائب من هنا اتركوا مساجد الله ففيها الخير لهذه الامة لانها الاماكن التي يذكر فيها اسم الله ويدعوا المصلين الله فيها ان يزيل الكرب والمصائب عنا , انها الاماكن التي يصلى بها صلاة الفجر هذه الصلاة التي تعهد الله بان من يصليها جماعة يبقى في ذمة الله هذه الصلاة ان بقيت في مساجدنا فان الاردن سيبقى في ذمة الله , اما الاسواق والمسابح والمزارع والمقاهي والمولات والمتنزهات ففيها تكثر الشياطين وتقل البركة وتنزل اللعنات ابعدها الله عن الاردنيين والاردن.

اما مصيبتنا الثانية فهي في التعليم فقد اغلقت مدارسنا وجامعاتنا وحل محلها وسائل التواصل الاجتماعي واصبح التعليم عن بعد بدل المواجهة التعليمية والكل يعلم ان هناك العديد من القرى والبوادي والاماكن التي لا تصلها هذه التكنولوجيا اضافة الى ان مثل هذا التعليم لا يصلح لكل التخصصات التعليمية , ولقد ثبت وبعد التجربة ان مثل هذا التعليم تقل فيه الكفاءة التعليمية والنزاهة والعدالة وما نتائج التوجيهي لهذا العام الا دليل قاطع على فشل هذه التجربة ولو جزئيا ولقد ادركت الحكومة هذه المشكلة وتراجعت الى حد كبير عن مثل هذا التعليم واصرت على فتح المدارس والجامعات في بداية الموسم التعليمي ولكن للاسف تراجعت في الاونة الاخيرة وهي لا زالت للاسف مترددة في قراراتها ولا نعلم ان كانت ستعيد فتح المدارس ام تعود عن قرارها , افتحوا المدارس والجامعات على اساس مسائي وصباحي واعيدو تعليم المواجه ان الفيروس لا احد يمنعه لا اغلاق المدارس والا المساجد ولا الجامعات ولا حتى الاغلاق التام هذه نتيجة توصلت لها الحكومة وصرحت بها علنا.

ان الحكومة لا احد ينكر جهدها في متابعة هذا الوباء والحد منه ولكن بما انها قد وصلت الى انه لا اغلاق شامل وانننا يجب علينا التعايش مع هذا الفيروس وبما انها فتحت معظم المجالات الاقتصادية وبما ان نسبة 80% من الحالات لا تظهر عليها اعراض الوباء وهي ربما السبب الرئيس في تعاظم اعداد الاصابات , وبما ان هناك توجه للعزل المنزلي لمثل هذه الحالات وهو قرار حكيم يخفف الضغط عن الكادر الطبي ويعطى فرصة اكبر لملاحقة ومعالجة الحالات التي يظهر عليها الاعراض اضافة الى انه اصبح واجبا على كل مواطن اردني ان يتحمل مسؤولية صحته وصحة من حوله بنفسه , اللهم لا تجعل مصيبتنا في ديننا وتعليمنا وفرج علينا واحمي الاردن شعبا وقيادة من كل وباء انك انت السميع المجيب.



تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد