وكأنه بعد ما خلقه الله كسر القالب .. !

mainThumb

30-12-2020 07:49 PM

حقيقةً وليس كما يُفِكُرُ بعض الناس المرضى النفسيين أننا نركض خلف منصب عالي في الدولة داخلها أو خارجها. أنه لو قمنا بعمل دراسة بحثية وتحليلية ميدانياً من واقع مواطني جميع الدول المحيطة بنا من دول عربية وإقليمية وحتى عالمية سوف لا ولم ولن نجد أنقى ولا أخلص ولا أوفى من العائلة الهاشمية لأردننا العزيز وشعبه من شتى المنابت والأصول منذ الأجداد والأباء وحتى الأبناء. 
هكذا هو تاريخ الهاشميين منذ سنين طويلة وسوف لا ولم ولن يتغيروا. فأردننا الحمد لله بخير وسيبقى بخير ما دام جلالة الملك عبد الله بن الحسين متابع لما يجري من أحداث داخل البلد (ونضرب مثلاً قضية فتى الزرقاء) وخارجه في تحمل مسؤولية أي أردني يواجه أي صعوبه والأمثلة على ذلك كثيرة وعديدة.
 
 ولكن المشاكل التي تحدث ويتحدث عنها الكثير من الناس مما يعانيه أفراد وعائلات كثيرة من مجتمعنا الأردني العزيز والأبي والصابر والمثابر والذي يحب قيادته ومخلص ووفي لها، كلها بسبب البطانة التي حول جلالته من المسؤولين غير الغيورين على مصلحة المواطنين وعلى المصلحة العامة والذي همهم الوحيد مصلحة أنفسهم وأولادهم وأقاربهم فقط لا غير. 
 
ولكن ربما يعترض الكثير منكم على كلامي هذا، ويقول لماذا لا يتابع جلالته كل كبيرة وصغيرة ويعزل عن المسؤولية كل من لا يقوم بواجبه كما يجب وكل من يتجاوز حدود مسؤوليته للمصلحة الخاصة. أقول لهم أولاً: من أين سوف يجد سيدنا مسؤولين؟ وثانبا: كل من وصل إلى منصب عالٍ من أي عشيرة من عشائرنا الأردنية العزيزة على قلوبنا يطالب جلالة الملك بوضع بعض من أفراد عشيرته في أماكن ....
 
وكما يقال: الوزير يورث الوزارة لإبنه أو أقاربه  ورئيس الوزراء يورث رئاسة الوزراء لإبنه أو أقاربه والسفير يورث كذلك  لإبنه أو أقاربه منصب سفير وقس على ذلك. 
 
ولهذا السبب عندما يعترض الكثير من أبناء الشعب على تكرار بعض أسماء العشائر والعائلات في تولي المناصب العليا، فهم على حق مليون في المائة. ورابعا: والأدهى والأمر من ذلك أن أي شخص وصل لمنصب عالي (ذكر أو أنثى) يعمل جاهدا للإستمرار في تولي المناصب العليا نضرب أمثلة: من وزير أو رئيس وزراء إلى رئيس جامعة أو مدير عام أو رئيس مجلس إدارة أو ... أو إلخ من المناصب العليا وكأنه ربنا ما خلق غيره في الشعب الأردني (وكأنه بعد ما خلقه الله كسر القالب).
 
 فنقول لكل أولئك: كم عدد من السنين مرَّت والشعب الأردني عانى  ويعاني وصرخ ويصرخ وشكى وما زال يشكو بصوت عالي من هذه المشاكل على مختلف وسائل التواصل الإجتماعي المرئية والمسموعة والمقروءة وعلى محطات تلفزيونية وقنوات فضائية وإذاعية. 
 
ولا أحد من المسؤولين يسمع أو يهتم بهذه الشكاوي لحلها. ويعمل كل مسؤول كما يقال: أذن من طين وأذن من عجين أو ربما يسمح بذلك للتنفيس عن القهر فقط. وعندما يسأل أي مسؤول من أولئك، يجيب بكل إحساس وشعور بليد: على كل من يحتاج وظيفة أن يقدم طلب لديوان الخدمة المدنية، وإنتظر يا مواطن على الدور لسنوات طويلة لا نهاية لها (صرح رئيس ديوان الخدمة المدنية أنه أغلق إستقبال قبول طلبات التخصصات المشبعة في السوق، ما هو الحل؟). هناك أناس ينتظرون الوظيفة عن طريق الديوان منذ عشرات السنين، فالمسؤولية تقع على عاتق "البطانة" التى تتولى معظم مسؤوليات الدولة. وجلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين طالب في أكثر من خطاب وكتاب للمسؤولين في تطبيق العدل والمساواة والحياة الأفضل لجميع أفراد الشعب دون إستثناء، والجميع تحت القانون ولا أحد فوق القانون. ماذا تريدون أيها المسؤولون من جلالته أكثر من هذا؟. الكرة في ملاعبكم ونذكركم بأن عقاب الله شديد ولا احد سَيُخَلَد على هذه الدنيا (وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (البقرة: 281)) وكل إنسان سيحاسب على نفسه وعلى أفعاله شخصياً وليس على أفعال عشيرته أو عائلته (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا (مريم: 95)).
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد