قتلَ أخاهُ رمياً بالرصاص وآرتمى يضحك!

mainThumb

01-01-2021 12:52 PM

مأساة مجتمعية تكادْ تُصبحُ واقعاً طبيعياً ولا غرابةَ به، ليُصبح الإجرام متداولاً وكأنّنا نعيشُ في القرون الأولى لا خوفْ ولا نظام!
 
تروي لي أُم قاسم قصّتها وهي تذرف الدموع بشراسة وحقد وآنكسار، "قتله يُمّا قدام عيني! طخّه عشان سبعين ليرة! وقع بين إيدي وانقطع نفسه! وأخذ نفسي معه وتركني هون" وقفتُ صامتة أنظرُ عيناها بدقة وأرسمُ تفاصيل المشهد بخوفٍ وارتباك،  كيف لأَخي أن يقتلني رمياً بالرصاص أمام أُمي لأنّني لم أستطع تأمين السبعين ديناراً له! أفقتُ من مشهدي المُعتم على صورة حازم المليئة بالدموع والكراهية، وأم قاسم تبوح بمأساتها معتقدة أن الكلام سيُخفف من عبئ الصدمة وثِقل الواقع، "يمّا ياحبيبتي هيّو حازم كان أحن واحد علي يطعميني ويوديني ع المستشفى وولا واحد من أخوته كان يتعرف علي، أخذوا مني حازم الغالي الله لا يوفقهم" واستمرت بالندب والبكاء، ".." وقاسم طلعله حكم مُخفف وهو شايل دم حازم برقبته، بتعرفي ليش! لأنه مرته اشتكت على اولادي الباقيين وصارت وحدة بوحدة"!  .
 
هَممتُ بالخروج وإذ بها توّبخني وتصرخ" مش ملاقية أكل ولا ملاقية حازم" أدرتُ ظهري ومشيتُ وأنا أُتمتم الأردن بلد الخير، بلد العادات والتقاليد، الأردن بلد إسلامي! .
 
أيُّ إسلام هذا الذي يُنطق ولا يؤخذُ به، نحن بأمس الحاجة اليوم في القرن الواحد والعشرون للعودة إلى الوراء واستنجاد الماضي لإنقاذنا وآنتزاع التطور الحقير الذي ما إن رفعنا حتى أسقطنا عُراةً لا فِكر ولا مبدأ، بلا أخلاق، بِلا شرفْ..
 
على من يعتقد أنّهُ أمسك بزمام الأمور أن يقف مُنتظراً دوره بهدوء فالخوفُ حاضر والرعبُ آتٍ آت، إن كان حازم البارحة سيأتي الكثيرُ من قاسم غداً لا محالة، على العدالة أن تأخُذ مجراها الطبيعي وأن تتصدى بكل صرامة لكل ما يحدث، لن تُقتل أختي بحجة الشرف بعد الآن ولن تُعدم أمّي قهراً على قيد الحياة، لن تُبتر يدي صالح آخر، ولن يُجلد المراهق بالخجل بعد الآن! .
 
نحتاجُ عودةً حقيقية لأيام الزمن الجميل مع القليل من التكنلوجيا والكثير من الوعي والثقافة، وإلا سيأخذ كل صاحب حق حقه بيده، فتقلُّص دور الأجهزة المعنية إجراماً لا صمت فيه ولا استهتار، إمّا العودة أو نظام الغاب والبادي أظلم!  .
 
مُلاحظة: القصّة حقيقيّة..
 


تعليقات القراء

لا يوجد تعليقات


أكتب تعليقا

لا يمكن اضافة تعليق جديد